الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يامجلس الحكم العراقي: لا تصنع الديمقراطية بالإلغاء

ثائر زكي الزعزوع

2004 / 2 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أثار قرار مجلس الحكم الانتقالي رقم /137/ والذي نص على إلغاء قانون الأحوال الشخصية في العراق موجة استياء عارمة في الأوساط الشعبية والثقافية ، لما يمثله ذلك القرار من غبن للمرأة العراقية ذات التاريخ الطويل في النضال والتحرر ، ولم تمر أيام على وقف قرار الإلغاء ذاك ، حتى فاجأ مجلس الحكم الناس بإصداره القرار رقم /3/ في السابع من كانون الثاني الماضي والذي ينص على حل جميع مؤسسات المجتمع المدني العراقية من اتحادات ونقابات وهيئات شعبية ومهنية ، وأوكل الى لجنة من داخله بتعيين مجالس مؤقتة تتولى الاشراف علىتلك المنظمات والاتحادات وتستولي على اموالها وتدير فعالياتها لحين إجراء انتخابات جديدة .
ولعل هذا القرار الإلغائي كما القرار الأول هما دليل على حالة التخبط التي تسيطر على مجلس الحكم الانتقالي ، فبدلاً من الانفتاح على مختلف فئات الشعب العراقي الذي عانى كثيرا من قرارات ديكتاتورية العهد البائد الإقصائية والإلغائية ، وبدلاً من قراءة الواقع العراقي بانفتاح أكثر ، ووعي علمي يلبي أحلام وآمال الناس ، تأتي هذه القرارات لتكرس ديكتاتورية شبيهة بتلك التي كانت سائدة أيام الرئيس المخلوع ، وإن اختلفت طرق سنها وتنفيذها .
إن قرار مجلس الحكم بتشكيل لجنة لتعيين مجالس مؤقتة ، هو قرار وصائي يهدف في طياته الى مراقبة عمل تلك المجالس التي ستملى عليها خطط عمل ، تتقيد بها ، وستكون مرتبطة بتلك اللجنة .ما يشكل تقييداً لما سيحدث فيما بعد حين يصل الأمر الى إجراء انتخابات ، لن تكون نتيجتها نزيهة ، لأن البدء فيها لم يأت على أساس ديمقراطي ، بل على أساس إقصائي وصائي ، وهذا ما يرفضه العراقيون الحالمون بالحرية والديمقراطية بعد كل ماعانوه .
إن قرارات كهذين القرارين /137و3/ يمثلان اعتداء واضحا على آليات عمل مؤسسات المجتمع المدني في العراق الجديد ، ما يترك في النتيجة آثاراً سلبية على المجتمع العراقي الذي يشهد مرحلة ولادة جديدة ، مختلفة ، ولا يريد أحد من أبنائه أن تكون تلك الولادة إعادة للولادة التي عاشها خلال فترة طويلة في ظل الديكتاتورية .
لانريد العودة الى الوراء ، بل نريد أن نخطو خطوات جدية الى الامام ، وقرارات مجلس الحكم هي قرارات تهرول راكضة الى الوراء ، وتريد من خلال بعض الأعضاء الذين لايفكرون إلا حسب مصالح شخصية لاتأخذ مصلحة الوطن بعين الاعتبار، تريد دحر تجربة ديمقراطية نأمل جميعاً أن يكتب لها النجاح .
والمطلوب في هذه المرحلة الحرجة أن تقصى النزعة التسلطية لأنها استمرار وتكريس للديكتاتورية البائدة ، وأن تحل محلها مبادئ الانفتاح والتسامح والرغبة بالتطوير ، فالعراق الجديد يحتاج قلوباً مخلصة لبنائه وتقدمه .
[email protected] 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص