الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواسم الهجرة العكسية الى الوطن

علي الخياط

2008 / 9 / 20
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


مفارقة الاهل والاوطان والبعد عن الاصدقاء والذكريات من الأمور التي ابتلى بها اغلب الاحرار ومنذ قديم الزمان"والحنين إلى الوطن" فيه معنى كبير من الوفاء للوطن والولاء له.. وكثير مايعيش الإنسان في موطن ارتحل إليه وأصاب فيه سعة من العيش ومتعة في الحياة ومع ذلك فهو يتشوق إلى بلده الأول الذي تربى فيه منذ الصغر واحيا الصبا والمراهقة في ربوعه،ليبقى يعاوده حنينه إليه بين الحين والآخر، رغم ما توفره البدائل(البلاد الاخرى) من استقرار وامان،لكن يبقى الوطن هو الامل والاصل وكما قال الشاعر ابن الرومي
ولــــــــي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَـــهُ.......وألا أرى غيري له الدهــــــــر مالكا
عهدتُ بها شرخَ الشـــباب ونعمةً.......كنعمة قوم أصبحوا فـــــــــي ظلالكا
وقد ألفته النفسُ حتـــــــــى كأنه.......لها جســـــــدٌ إن غاب غودرتُ هالكا
وحبب أوطانَ الرجـــــــال إليهم.......مآربُ قضـــــــــــــاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكروا أوطانهـــــــم ذكرتهم.......عهودُ الصــــــــــــبا فيها فحنوا لذالكا
تصاعدت في الآونة الاخيرة هجرة عكسية من خارج العراق الى داخله... وأسباب ذلك واضحة جلية ولا تخفى عن كل متابع للاحداث، فتحسن الوضع الامني ولاسيما في العاصمة بغداد شهد واقعاً ملموساً من الاستقرار وعودة شبه طبيعية للاسواق والمناطق التي توصف بالساخنة والتي شهدت اعمال عنف طائفية هجرت على اثرها عوائل بريئة بدون اي ذنب .
هاجر معظم العراقيين منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي بعد ان عانوا ماعانوا من ويلات الحروب والمآسي التي خلفها نظام الطاغية المقبور كاعتقال واعدام آلاف الشباب وافتعال الازمات لالهاء الشعب وجره الى هموم متكررة تشغله عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه ليعيش في سجن كبير.
ومع نهاية حرب الخليج الثانية واصدار عقوبات اقتصادية على الشعب بعد مغامرة فاشلة اخرى من مغامرات (القائد الضرورة )المقبور ليعيش الشعب بعدها في اسوء وضع اقتصادي مربه على امتداد عقود عديدة، ليهاجر الالاف اذا لم يكن الملايين الى مختلف ارجاء المعمورة من اجل تحسين وضعهم وضرف عوائلهم المزري وبعد سقوط النظام البعثي في 9/ 4/ 2003 وتحالف قوى الشر والارهاب وبعض دول الجوار لتكون الهجرة الاخطر في تاريخ العراق لانها اصابت نسيجه الاجتماعي المترابط لتفرط بذلك هذا النسيج الممتد لالاف السنين.
وبعد نجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي تبنته حكومة المالكي المنتخبة من الشعب وحصول المشروع على الترحيب والتأييد من غالبية ابناءه لكونه خطوة بالاتجاه الصحيح وردمت الفجوة المفتعلة من قبل عصابات قتلة وعملاء مرتزقة لاتريد خير وتقدم العراق وشعبه المجاهد ،روجت لمسألة الاستقطاب الطائفي بمسميات الشيعة والسنة وغيرها من المسميات الاخرى التي لاتمت للعراق بصلة والاسلام والعراق منها براء.
عودة العوائل المهاجرة الى البلد الأم هو بمثابة العلاج الصحيح لمعاناة الوطن، وهي فرصة مواتية للطيبين وعلى اختلاف انتماءاتهم لاثبات ولائهم لتربة هذا الوطن وطوي صفحة الماضي القريب المؤلم والبدء بحياة جديدة نحو الحرية والامان، لعراق واحد بكل اطيافه واقلياته والوقوف بوجه من يحاول ابعاد ابناء البلد عن انتمائهم الحقيقي للوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة