الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تجلد مثال الآلوسي

عبد العالي الحراك

2008 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هل ان مثال الآلوسي جلاد؟ اواداة بيد جلاد؟ لا احد يؤشرعليه ذلك رسميا ,منذ الاحتلال ولحد اليوم. فقد يكون بعثيا في السابق, وربما اشرف ام لاعلى تعذيب بعض معارضي النظام السابق.حتى هذا الامر لم يؤكد ولم يظهرعلى السطح بعد. قد يكون جلادا بطريقة غير مباشرة, بمعنى انه اداة جلاد مؤجلة , لانه أيد ويؤيد الاحتلال الامريكي ويعتبره تحريرا للعراق , وزاد على ذلك بزيارته الاولى لأسرائيل.. لكن انتخبه الناس في العراق واصبح ممثلهم في البرلمان, وظهرت جرئته منذ تلك اللحظة وصار يعري منتقديه ويطرح نظريا مواضيع وطنية تتعلق بالخدمات ودورالحكومة المتلكأ في انجازها ويعارض الطائفية والمحاصصة بشكل واضح وصريح.. ولا يعرف ان كان هذا مجرد كلام قد يختفي عند استلام المسؤؤلية,لانه لم يستلم موقعا تنفيذيا مسؤؤلا في الحكومة لحد الان..صلابته وتحمله استشهاد ولديه بين يديه دليل, قوة شخصيته ورباطة جئشه. لا يعرف المدى الذي به يؤيد الامريكان ومتى يعارضهم بخصوص القضايا الوطنية التي يبدو انه يدافع عنها .ولاننسى بانه يؤيد الاتفاقية الامريكية العراقية المزمع توقيعها في القريب المجهول.. لا ارى في شخصية مثال الآلوسي الا مزيدا من التناقض بين شدة تعبيره عن وطنيته وتأييده للامريكان وزياراته لأسرائيل حيث لا يمكن الربط بين الموضوعين على محك العمل السياسي الفعلي فلكل جانب دوافع ومتطلبات. لذا لا يستدعي الامر كل هذا الاهتمام, زاراسرائيل ام لم يزرها ,وتقل الاهمية عندما كرر زيارته لها مرتين بصفة شخصية , ولا ادري لماذا لايطبق بحقه القانون العراقي منذ اول زيارة , كأي شخص عراقي يزوراسرائيل ,اذا كان جواز سفره العراقي يحمل(يحق لحامله زيارة دول العالم كافة ما عدا اسرائيل) واذا لم يحتوي هذه العبارة ,فهذا يعني حق العراقيين زيارة اسرائيل وهي علامة تأثيرامريكية على جواز سفرعراقي. الاهمية ليست في شخص الآلوسي ولا في زيارته لأسرائيل وانما بتأثيره النقدي المتزايد والعلني الصريح ضد ايران ورفض تدخلها في العراق ووقوفه بحزم وشدة ازاء جميع الطائفيين من كل الاجناس والاعراق والاديان والمذاهب وهذا بحد ذاته موقف وطني طيب . وكانت زيارته الاخيرة لأسرائيل للمشاركة كما يقول في مؤتمر ضد الارهاب ,ودوره في نقد المواقف الايرانية السلبية في العراق ,حجة لوضعه في قفص اتهام مجلس النواب الذي اتحدت جميع كتله وشخصياته السياسية ضده,لانه هزئهم جميعا وانتقد مواقف كتلهم في مناسبات عديدة . وقد جاء الامرالايراني بعزله ورفع الحصانة عنه وتصفيته لاحقا. وعلى هذا الامر صوتت قوى الائتلاف الشيعي والائتلاف السني والكتل العربية ذات التوجه القومي, اما الاكراد فالموقف المؤيد لرفع الحصانة عنه كان موقفا سياسيا تكتيكيا استرضائيا لسحب البساط من تحت اقدام المتهمين للأكراد بالتعاون مع اسرائيل, فلو انهم امتنعوا عن التصويت مع بقية الكتل لأنتهت نهايتهم نهاية سوداء ولخسروا الجولة القادمة حول كركوك,لكنهم لم يغفلوا الامر وضحوا بشيء من علنيتهم التي قد تستبطن امرا اخر وعودة اخرى الى ازمة كركوك بقوة في المستقبل.المصالح والتحالفات والتأثيرات الخارجية اقوى من امورالوطن الداخلية ,فلم تلتقي كتل مجلس النواب السياسية على امر من الامور بهذه الصلابة والسرعة واليقين ,مثلما اجتمعوا ضد الالوسي. والنتيجة النهائية لا تصب في صالح أي تكتل بقدر ما تصب في صالح ايران ودورها في ازاحة أي طرف يقف في طريقها. ثم ان تصرف الالوسي كان تصرفا ينقصه الذكاء والانتباه السياسي خاصة في هذه الفترة حيث ارتفع صوته عاليا ضد ايران وقد اقتربت الانتخابات فيفترض به كسياسي ان لا يطلق العنان لمشاعره وجرئته دون ضابط او كابح, فسلم نفسه فريسة لوحوش كاسرة ولو انها بدون انياب. قد يعود سالما الى مجلس النواب وموقعه ,اذا كان له اعتبار فعلا لدى الامريكان واسرائيل واذا لم يعد الى فهو شهيد وطني اغتالته الطائفية وايران وسببت في ذلك اسرائيل وعاطفة الآلوسي نفسه اتجاهها. فكما جلد مثال خصومه في البرلمان مرارا جلدوه مجتمعين جلدة واحدة مميتة وتحول الجلاد الى ضحية والضحية الى جلاد في ليلة اسرائيلية وضحاها ,ولن تعوضه اسرائيل اوامريكا الا بتطبيق ما ينويانه ضد ايران وعندها سيعوض مثال وكثيرون اخرون ممن صوتوا ضده الان في البرلمان وتتحول ايران الى ضحية تدخلها وعبثها بالعراق وكذلك جميع دعاة الطائفية والتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إنقاذ الطفل السوري #عسكر_دياب بعد سقوطه في #بئر ارتوازي


.. لماذا باركت أمريكا عملية النصيرات رغم المجزرة التي ارتكبها ا




.. لماذا حظرت تركيا تطبيق تيك توك على أفراد القوات المسلحة؟


.. وقفة لمحامين مغاربة أمام المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء د




.. سرايا القدس تنفذ عملية مركبة جنوبي شرق تل الهوا