الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!

باتر محمد علي وردم

2004 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في كل يوم هناك جرائم ترتكب ضد الأبرياء في فلسطين والعراق، ويوم أمس أوقعت الجرائم 13 شهيدا في غزة برصاص الجيش الإسرائيلي وسقط 97 عراقيا بريئا في بغداد بتفجيرات حمقاء ووحشية تنسب للمقاومة العراقية خلال 24 ساعة. وحتى لو كان هناك تباين ظاهري كبير بين مرتكبي الجرائم، وحتى لو كانت حجة المقاومة العراقية هي محاربة الإحتلال فإن الضحايا في كل الحالات كانوا من الأبرياء.
تواصل إسرائيل سياسة الأرض المحروقة واستفزاز التنظيمات الفلسطينية وأشعال الحرائق والدمار في فلسطين وتدمير كل فرص السلام والاستقرار بارتكاب جرائم بشعة مثل التي حدثت في غزة. وفي نفس الوقت يتم تدمير كل فرص الوصول إلى استقرار في العراق، أو نقل السلطة الأمنية إلى العراقيين أو حماية الأمن الاجتماعي من خلال التفجيرات الوحشية ضد الشرطة العراقية بحجة “تعاونها” مع الاحتلال.
قبل أسبوعين تقريبا كتب أحد الزملاء في صحيفة يومية بأن أفراد الشرطة العراقية هم هدف مشروع للمقاومة العراقية وهو بالتالي قرر بأن هؤلاء العراقيين الذين يبحثون أولا عن التوظيف وإطعام أطفالهم وعائلاتهم وثانيا عن القيام بدور في تحقيق الأمن الاجتماعي في العراق والتخلص من الفوضى الضاربة، قرر صاحبنا بأن هؤلاء العراقيين يستحقون الموت . والكثير من الإعلاميين العرب الذين يحلمون بعودة صدام إلى الحكم مرة أخرى يتمنون يوميا وقوع عمليات ضد الجيش الأميركي وضد الشرطة العراقية وضد المؤسسات الدولية وضد أي كان حتى تبقى الفوضى في العراق ويبقى الأمل قائما بعودة النظام السابق.
 المقاومة العراقية التي تضرب تجمعات الجيش الأميركي مقاومة مشروعة لأنها ضد المحتل الأجنبي أما التنظيمات الإرهابية التي تفجر مقرات الشرطة والأحزاب الكردية والمساجد الشيعية والسنية كلها تنظيمات مشبوهة تهدف إلى جعل العراق ساحة للفوضى وغياب الأمن وضرب التجمعات العرقية والمذهبية العراقية ببعضها البعض.
لا أجد اي فرق أبدا ما بين جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وجرائم الاحتلال الأميركي ضد المواطنين العراقيين أو جرائم العمليات الإرهابية التي تستهدف الشرطة العراقية أو المواطنين العراقيين والمؤسسات الدولية التي تهدف إلى إنشاء مؤسسات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية عراقية تعيد السلطة مرة أخرى إلى يد العراقيين.
إن حماقات وجرائم مثل تفجير مقار الشرطة ستجعل ممن استحقاق تسليم السلطة للعراقيين في 30 حزيران أمرا أشبه بالمستحيلات، وكل توجه نحو غياب الأمن والاستقرار سيجعل الشعب العراقي نفسه يرفض انسحاب الجيش الأميركي من المدن وهذا هو قمة أهداف الاحتلال الأميركي
أن الذين يؤيدون تفجيرات الشرطة العراقية لديهم تفكير خاطئ يعتبر الشرطة العراقية عميلة للاحتلال ولكن المنطق يقتضي فهم الواقع العراقي وأن المطلب الرئيسي للشعب العراقي هو الأمن والاستقرار وأن أفراد الشرطة العراقية يعملون في النهاية على تحقيق الأمن في العراق لأن العراق بحاجة إلى مؤسسات بديلة عن جيش الاحتلال الأميركي، أما الذين يهللون ويحلمون بعودة النظام السابق فلن يحققوا شيئا من أحلامهم فالشعب العراقي قرر وبشكل مطلق أنه لن يرضى بعودة الدكتاتورية. ومن يريد تقديم المساعدة للعراق فعليه العمل على بناء وتقوية المؤسسات وتحقيق الأمن الذي يعتبر السبيل الأمثل لانهاء الاحتلال لا تدمير هذه المؤسسات ونشر الفوضى واستمرار وجود جيوش الاحتلال الأجنبية واستمرار مقتل المدنيين العراقيين الأبرياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة