الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟

جهاد نصره

2008 / 9 / 20
الصحافة والاعلام


بعد تثبيت تقديرنا لما هو إنساني في مسألة تواجد بعض المفكرين والساسة و الكتاب والذين أصبحوا كتاباً بفعل الظروف التي عايشوها خارج سوريا..! وهم الذين عرف عنهم بغالبيتهم معارضتهم الشديدة للنظام السوري، نسجِّل حقيقة كان مسكوتاً عنها لدوافع تضامنية بحتة وهي كون معظم كتاباتهم السياسية، وشبه السياسية، ظلَّت باهتة وبلا مردود كان مؤملاً به ونحن هنا بالطبع لا نعمم..!
إنه لمما لا شك فيه أن هذه الحقيقة الصعبة ستصدم الكثيرين من الذين لم يتمرنوا بعد على استيعاب وهضم ما هو نقدي في أي موقف أو تقييم من نتاجاتهم ومواقفهم..! وهذه الحالة السلبية النافرة ـ عامة ـ فهي سادت ولا تزال تسود أوساط النخب السورية السياسية والثقافية والأدبية على مدى العقود الماضية و ذلك عائدٌ لأسباب عديدة قد يكون من أهمها انعدام مناخ الحرية في البلاد بشكل عام، والارتهان الأعمى للعقائد الأيديولوجية على اختلاف مسمياتها، والتمذهب الطائفي المستتر منه والواضح الجلي ثم التمذهب السياسي الذي ينتج اصطفافات تفتقد للموضوعية والمصداقية...!؟
لقد أتاح الإعلام الإلكتروني الفرصة لكل من شاء في الانخراط بالشأن العام فبعد أن احتكرت القيادات الحزبية في الأحزاب السياسية السورية الموالي منها والمعارض ميدان الرأي والإنتاج الفكري جاءت ثورة الاتصال والتواصل لتكسر هذا الاحتكار وليصير الجميع سواسية في هذا الميدان من خلال الإنترنت ولواحقه..! وهكذا تكاثرت أعداد الكتاب والعاملين في ميدان النشر الإلكتروني وصار بالإمكان احتساب هذه اللوحة كظاهرة إيجابية من حيث تعدد الروافد وغزارة النتاجات بمختلف الحقول بعد أن كان الوضع السابق الذي طغت فيه القيادات الحزبية يكشف عن فقر شديد وغير حقيقي يعاني منه المجتمع تبين الآن أنه كان فقراً زائفاً بفعل فاعل وهذه كبيرة من الكبائر التي كانت تلك القيادات الحزبية الدونكيشوتية المتقرحة المزمنة ترتكبها تحت جنح تنظيماتها المغلقة..!
لكن، ما كشفت عنه الأيام الأخيرة وتحديداً بعد أحداث سجن صيدنايا، كان صادماً بكل المقاييس فكثير من الكتابات والمواقف التي عبرَّت عنها الأحزاب، والمنظمات السياسية، اتسمت بل كشفت عن رغبة فاقعة في التحشيد الطائفي وهي حالة تعكس ضعفاً بنيوياً كبيراً وانحطاطاً مؤسفاً في الأهلية السياسية فالموقف المعادي للنظام لا يبرر بأي حال مثل هذا الإسفاف السياسيوي المذهبي.. واللغة الماضوية الفقهية الارتكاسية..!
كما الحالة الحرجة التي يكون فيها صاحب الرأي المعارض فإنها لا تبرر أن يسيل من قلمه حبر الدونية السياسية في انكفاءه بائسة إلى الماضي لتذكية ما حفل به من كوابح كانت ولا تزال تعرقل ولوج مجتمعنا إلى العصر الذي انتهى شئنا أم أبينا إلى عصر الحداثة والعقل والحرية..!؟
إنه لمن دواعي الأسف واليأس أن يظهر بعض العاملين بالشأن العام السوري في داخل البلاد أو خارجها بهذا المظهر البائس بغض النظر عن ما أشيع من تخطيط مسبق لما جرى في السجن من هذه الجهة أو تلك وعن دقة ذلك من عدمه وعن توفر دوافع مستترة أوغير ذلك..! إن إدانة ما جرى ممكنة في السياسة وحدها بأكثر من طريقة لكن أن تطغى على بعض ردود الأفعال روحية انتقامية مشحونة بكوامن طائفية صرفة فإن ذلك يزيد من قتامة المشهد السياسي وسوداويته ولا يقدِّم أي أمل برؤية نمط آخر من الناس يحسنون التفكير وإعمال العقل.!
وهكذا ومع تقديرنا المسبق للأوضاع الإنسانية والحالات الصعبة التي ألمَّت بعدد كبير من الذين دفعتهم هذه الظروف إلى المنافي الطوعي منها والإجباري نقول: من غير المعقول أن يتراجع الإنسان إلى وضعية وحالة وحيِّز لا يبقي بعدها لما يبذله من جهود أي مردود اللّهم إلا ما هو انتكاسي و سلبي محض وهذا ما لا يبنى عليه...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه