الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحيح أن العراق في حالة حرب مع إسرائيل ؟

يحيى السماوي

2008 / 9 / 25
كتابات ساخرة


كراهتي لإسرائيل ـ كيانا استعماريا وسياسة توسعـية عدوانية ـ لا حدود لها ... وأظنني سأبقى كذلك حتى إغفاءتي الأخيرة ... ومثلها كراهتي للسياسة الأمريكية ... ومع ذلك فلن أؤيد أن يكون العراق في حالة حرب مع إسرائيل ـ مثلما لا أؤيد تطبيع العلاقات معها ـ اللهمّ إلآ إذا غيّرت هدفها الإستراتيجي المتمثل بإقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات ـ وهو الحلم المتجسّـد في علمها الذي بات يرفرف في أكثر من عاصمة عربية ـ واسرائيل لن تغيّر حلمها ، ولن تستبدل شعار علمها بآخر حتى لو نضب نهرا النيل والفرات وليس نهر الليطاني ونهر بردى وبحيرة طبريا ـ ( بالمناسبة ، قبل ثلاثة أيام عـبَّـر إيهود أولمرت عن خيبته لأن تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل الكبرى قد تلاشى .... ورغم هذا الإعتراف بالمطامع الإسرائيلية ، فما زال بعضنا يصرُّ على أنّ إسرائيل دولة مسالمة وينفي عنها طبيعتها الكولونيالية !؟ )

رفضي لأية حرب عراقية مع إسرائيل ، ليس وليد قناعتي بحقيقة أن جيشنا العراقي في وضعه الراهن أضعف من أن يربح حربا ً ضدّ الجيش الموريتاني أو جيش " بوركينا فاسو " وليس ضد جيش إسـرائيل ... ولا لأن المرحلة الراهنة توجب أن يتفرغ جيشنا لتطهير العراق من ذئاب القاعدة والتكفيريين والظلاميين فحسب ـ إنما لأن أحدا ً من أنظمة بلدان الأمة العربية ـ وفي مقدمتها حكومة ياسر عرفات ومن ثم محمود عباس ـ لم يقف إلى جانب شعبنا حين كانت رُحى النظام الديكتاتوري تطحنه في أبشع عمليات الإبادة الجماعية .... فقد كانت أغالب تلك الأنظمة لا تسمح لمعارضي النظام الديكتاتوري حتى بالمرور عبر أراضيها نحو المنافي ومعسكرات اللجوء ، بل إن بعضها جعـل من عاصمته محطة لمخابرات واستخبارات وأمن النظام وفِرَقـِهِ العاملة في مجال الإغتيالات ... فليس من الجائز أن يكون العراق في حالة حرب مع اسرائيل في وقت ٍ تطالب فيه البلدان العربية إقامة السلام العادل ووضع حدّ ٍ لحالة الحرب واللاحرب الراهنة .

ثم ، هل من المنطقي أن نسعى إلى تحرير وطن محتل ٍ في وقت يخضع فيه العراق للإحتلال ؟ أليس المنطق يقتضي أن نحرر وطننا أولا ؟ أم أن علينا كعراقيين ، الدخول في متاهات حروب خاسرة نيابة عن الآخرين ؟

قرأت ما كتبه الأخ الإعلامي القدير عبد المنعم الأعسم ، فاستغـربت مثـله ، وراعني أن تكون قرارات ما يسمى بمجلس قيادة الثورة ما زالت نافذة المفعول ، ومنها قراره بأن العراق في حالة حرب مع إسرائيل ... فما الذي يحول دون قيام نظامنا الجديد بمراجعة دقيقة وفاحصة لجميع قرارات مجلس قيادة النكبة المنحل ، لإلغاء ما يضرّ بمصلحة العراق ، وتعديل ما يتواءم مع المرحلة ؟

العراق في حالة حرب مع إسرائيل ؟ من أجل ماذا ؟ من أجل إعادة أرض عربية مغتصبة ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فالإسكندرونة أرض عربية مغتصبة أيضا ... وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى هي الأخرى أراض ٍ عربية مغتصبة ... فهل العراق في حالة حرب ضد تركيا وإيران ؟

صحيح أن تطبيع العلاقة مع اسرائيل لن يؤدي سوى إلى إضافة محطات جديدة للموساد في العراق ( على افتراض أن مثل هذه المحطات غير موجودة الان ) ، ولإثقال كاهل الحكومة العراقية بتوفير الأمن للإسرائيليين ( في حال وجود بعثة دبلوماسية إسرائيلية لا سمح الله والحكومة وأمريكا ) ... لكن الصحيح أيضا ، هو أن عدم إلغاء قرار مجلس قيادة النكبة المنحل بكون العراق في حالة حرب مع إسرائيل ، يعني أن صدام حسين ما زال حاكما على رغم وجوده في جهنم ...

يقول المثل الشعبي العراقي : " لا تدوس على الجـِنـِّي ... ولا تكول بسم الله الرحمن الرحيم " ....
لانريد حربا ضد اسرائيل ... ولا نريد صداقة معها ... فالذي نريده الان : أمن واستقرار وماء نظيف وكهرباء وخبز على سعة صحون الفقراء ـ وردم مستنقع المحاصصة .... وإذا أمكن : أن يكون للصوص طبع العصافير ، فيسرقون من قمح البيدر على قدر احتياج الحوصلة .. وليس كالتماسيح التي لا تكتفي بالبيدر فتمضغ حتى الفلاح ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب