الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسد يتقلب على حزب الله

اديب طالب

2008 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قد يبدو هذا العنوان متعجلا ، او رغبويا لجهة الطامعين بوفاق لبناني حقيقي ؛ يلغي دور حزب الله الاقليمي سلاحا ، ويحصره سياسيا بدور لبناني صرف ؛ في حدود النظام البرلماني والدولة المؤسساتية .0 وهو كذلك متعجل ورغبوي وذاتي الا اذا رأت القوى الاقليمية والدولية غير ذلك حيث يتحقق الشرط الموضوعي 0 وهذا " الغير ذلك " ما نحاول عرضه في ما يلي :
قال الأسد الابن للصحافة الفرنسية : " ليس لسوريا أعداء دائمين في لبنان " وتتمة الجملة وفق اللامفكر به حسب : ليس لسوريا أصدقاء دائمين في لبنان ، حزب الله مثالا وفي المنطقة ، ايران مثالا أيضا و – اللهم لا شماتة بيتامى الخروج العسكري المباشر من لبنان - 0
قالت رايس بعد لقاء ملك ملوك افريقيا العقيد القذافي : ، وان كان الكلام هنا للقذافي ؛ فهو في نفس الوقت وعلى نفس الدرجة من الوضوح للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد 0
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 9 / 9 / 2008 : < الوضع في لبنان يتوقف على تطور الملف النووي الايراني والمفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل في الوقت نفسه > - رجاء لاحظوا التماسك البرغماتي بين الأقوال الثلاثة – 0 ان كلمة تطور هنا تتضمن احتمالا بوفاق امريكي – ايراني أكثر من حرب حول الملف النووي الايراني ؛ وهذا يلتقي مع توجهات < باراك أوباما > المنادي بحوار مباشر مع ايران ؛ والتي قد يستعيرها < جون ماكين > في حال نجاحه رئيسا للولايات المتحدة ، بما يخدم فكرة ابتعاد امريكا عن حرب قد لا يقدر الخليجيون على دفع ثمنها فضلا عن تبعاتها 0 ان كلمتي تطور وحوار ؛ تدوران وقد تؤديان إلى قبول ايران برقابة دولية تتأكد عبرها الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي ؛ قبالة أن تشتري الدول المراقبة اليورانيوم المخصب الايراني وهذا وفق اقتراح < تشارلز 0 د 0 فرغسون > في صحيفة < ذي كريستيان سبيس مونتور > في 8 / 9 / 2008 0 أمَا اشارة الأمين العام لحزب الله لتطور المفاوضات الاسرائيلية السورية والتي حذفت منها لفظة < تطور > لأسباب بلاغية فقد أكَدها مقال ل < بلال0 صعب و أو 0 رايدل > الباحثين في معهد < بركنغز نقلا عن موقع < هآرتس > : ( ان الدرس الأهم والذي تعلمه بشار الأسد من والده هو أن العلاقات الجيدة مع واشنطن ستخدم أكثر المصالح الاستراتيجية السورية من أي علاقات مع أي عاصمة أجنبية – ايران مثلا وواقعا – والأسد يدرك أن أي مواجهة عسكرية مع اسرائيل ستؤدي لانتصار اسرائيل المحقق ، وأن المحادثات غير مباشرة و المباشرة بالذات ستمنع على الأقل أي سوء تفاهم قد يدفع الى تلك المواجهة ) 0
ان كلمة تطور حول ايران وكلمتي تطور وحوار حول المفاوضات السورية الاسرائيلية ، هذه الكلمات الثلاثة ستحدد مصير سلاح حزب الله الاقليمي وبالتالي الوضع اللبناني ، راهنا ومستقبلا ، والأهم من ذلك كلَه توقع انقلاب العلاقة بين حزب الله وسوريا سلبا بدل ايجابها السابق للطرفين 0
قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية < تسيبي ليفني > وذات الحظ الأوفر في رئاسة الوزارة المقبلة بعد سقوط < أولمرت > : ( على الحكومة اللبنانية التكفل بنزع سلاح حزب الله ، أو مواجهة مع اسرائيل ) وهذا التصريح هو الأقوى في مجاله قياسا لتصريحات < باراك > و < موفاز > و < نتنياهو > 0
والسؤال : ماذا لو أن المفاوضات السورية الإسرائيلية قد دفعت لإغلاق الحدود السورية في وجه سلاح حزب الله ؟؟ 0
إن إغلاق الحدود السورية مع الحزب المسلح ستؤدي إلى غياب الدعم اللوجستي له ، وهذا في أفضل الأحوال ، أما في أسوئها ؛ فان الأسد قادر أن يحاصر حزب الله لكسب المزيد من الرضى الاسرائيلي .... وعلَ امريكا ترضى ؟ ! 0 ومن الضروري أن نلحظ هنا أن حدود حزب الله مع اسرائيل قد أغلقها القرار الدولي 1701 التالي لحرب تموز والذي وافق عليه الحزب علنا 0 ونلحظ الرؤيا < الساركوزية > في القمة الرباعية : << بغض النظر عمَن ستضم الحكومة الاسرائيلية الجديدة ، ومن سيكون رئيسها ؛ فاننا سنصحو ذات صباح لنجد أن الهجوم قد بدأ 0 >> 0 مؤكد أن الرئيس الفرنسي لا يعني هجوما اسرائيليا على ايران ، بل يعني بالضبط هجوما اسرائيليا على لبنان والمعني حصرا تدمير سلاح حزب الله بعد ان ابتلع الحزب حصته من ضعف العلاقة السورية الايرانية كنتيجة لمفاوضات الأسد مع اسرائيل 0 ان الثمن الذي يدفعه الايرانيون للنظام السوري قبالة دعمه لذراعهم في لبنان وابقاء حلفه معهم سيرتفع ثلاثة اضعاف ، ولكن المال سيكون مالا حراما لانه مال << الصليبيين >> ساركوزي ورفاقه في الاتحاد الأوروبي ، وكلنا نعرف أن ضالمال مال في عرف النظام السوري رغم أي صفة تضاف اليه 0

إن ايران ترغب جديا في استمرار مفاوضاتها تحت الطاولة وفوقها مع الأمريكيين 0 ونعرف أن فشل هذه المفاوضات قد يرجعها مئة سنة إلى الوراء ، وهنا لا يكون مفيدا لها إذا رجع الخليج عشر سنوات ورجعت اسرائيل سنة أو سنتين ؛ أما أمريكا فلا أحد قادر على عكس التاريخ تجاهها الا المصابين بأحلام اليقظة المريضة 0 وان للرغبة الايرانية الجدية تلك ثمنا هو تجميد ذراعها السوري أولا و ثانيا إنهاء الدور الاقليمي لكل من ذراعيها اللبناني – سلاح حزب الله – والفلسطيني – حماس – وهما ان لم يكونا عبئا عليها في حال نجاح مفاوضاتها مع امريكا فهما مكلفان بلا جدوى معقولة 0 وليس غريبا إن يجد مفتوا ولاية الفقيه وايديولوجيوا الملالي في ايران ولبنان حلا لقضية السلاح الحزبي الإلهي وإلغاء دوره الحربي اقليميا ولبنانيا وتحويل الحزب وتأهيله للمشاركة في اللعبة الديمقراطية اللبنانية ومما يساعد جيدا ثقل الحزب الطائفي الواسع وكفاءة قياداته وكوادره السياسية 0 وفي هذه الدائرة لابد أن نركز على دور النظام السوري بانتباه شديد وعلى ضوء ميكيافيلية رئيسه الاسد القائل : ليس لسوريا أعداء دائمين في لبنان وطريفة توأمة قوله مع قول كوندا ليزا رايس : هل رأيتم ان أمريكا لا عداوة دائمة لها ؟؟ 0

قال < بن كسيبت > المراسل السياسي لمعاريف في مقاله الاسبوعي في 29 / 8 / 2008 / : < ان دولة اسرائيل قررت أن ايران نووية خط أحمر وأضاف أن السوريين يعون هذا الأمر وأن أولمرت كرر في أغلب جلساته إن الرئيس السوري بشار الأسد << رجل حكيم وذكي وهو تماما يعرف ما يريد وما لا يريد ولديه قدرة على ضبط النفس واحتواء الأزمات >> 0 ولأن الأسد يعي كلَ تلك الأمور وبالذات خطورة تسوية الملف النووي الايراني وفق وفاق أمريكي أوروبي ايراني ؛ فانه يلعب دوره في خدمة مصالحه ولو كانت على حساب الصورة التي ملأت ساحات دمشق حيث يتجاور الأسد والسيد حسن نصر الله في لوحة واحدة 0

وحتى لا نكون متعجلين ورغبويين ذاتيين ؛ يصبح مناسبا أن نقول : هل ينقلب الأسد على حزب الله ؟؟؟ 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟