الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدنيون مرة اخرى

جواد الديوان

2008 / 9 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ولادة "مدنيون" كانت عبر نداء اطلقه ساسة ديمقراطيون بدون صفتهم الحزبية بالتعاون مع شخصيات ديمقراطية مستقلة معروفة، وتفاعل العديد مع ذلك النداء عبر التوقيع عليه عبر الانترنيت!. واشارت العديد من المقالات للاحزاب السياسية التي انجزت ذلك التحالف، ومنها حدد شخصية من كتب النداء رغم خطا توقعاته.
والنداء ثمرة جهود وصياغات متعددة واجتماعات متعاقبة، تخللها نقاشات حادة! استطاعت عبرها سكرتارية "مدنيون" تجاوز الاختلافات على صياغة النداء واطلاقه وبالتالي تحديد صيغة تؤدي لظهور تيار ديمقراطي في العراق. وتحاول الاقلام الديمقراطية دفع "مدنيون" للامام وتعزيز نشر الافكار الديمقراطية في زمن سيطرت الغيبيات على الشارع والفكر في العراق توضحت في ممارسات اكدت انتشار الجهل، بل وتسعى قوى سياسية لتعزيز ذلك الجهل.
وربما تمنت الاقلام الديمقراطية عبر تاكيدها على احزاب النداء لتؤكد الدور التاريخي للسياسي في الحدث. وقد ظهر النداء موقعا باسماء ساسة من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الاشتراكية العربية مع مجموعة من المثقفين الديمقراطيين المستقلين، ومنهم من يتطير من الارتباط الحزبي. ومن الشخصيات الديمقراطية المستقلة اختلفت مع بعض جزئيات النداء، ومنها على سبيل المثال كلمة الفيدرالية، ومع ذلك وقع النداء مؤيدا حيث الاطار الواسع الذي مثله النداء. وتمثل "مدنيون" الامل بولادة تيار ديمقراطي في العراق.
وباستعداد "مدنيون" لخوض انتخابات مجالس المحافظات، تم تسجيل ائتلاف "مدنيون" في المفوضية المستقلة للانتخابات، والامل ان تمثل "مدنيون" الديمقراطيين. "مدنيون" كلمة واحدة معبرة عن الدولة المدنية والديمقراطية في العراق، وهناك احزاب التي تاسست بعد 2003 تبحث عن اسماء معبرة. وترددت كلمات وجمل مثل العراق الموحد، وتجمع الديمقراطيين المستقلين وغيرها. وكلمات يفترضها الساسة لتشير لتميزهم عن الاتجاهات السياسية التقليدية (اليساري والقومي والاسلامي) وتترك العقل العراقي في حيرة ببروز اتجاه سياسي حزبي ومع ذلك مستقل. ومن استقلالهم مخاطبة بعضهم البعض في اجتماعاتهم الحزبية بسيادة اللواء والعميد والعقيد وغيرها، لتعكس خبرة سياسية لاكثر من ربع قرن في حزب شمولي وانضباط عسكري تحت عنوان ديمقراطي. ومنهم من يصر على مفردة محددة بمختلف تصريفاتها اللغوية مثل اضافة كلمة استقلال! ومدلولاتها لدغدغة عواطف الاخرين في المعاني التقليدية للاستقلال والاستعمار والسيادة الكاملة والمنقوصة.
"مدنيون" تحالف احزاب وشخصيات ديمقراطية ذات طيف واسع، يعمل بصعوبة في مثل هذه الظروف حيث لم يستوعب كل كوادر الاحزاب اهمية مشروع "مدنيون" بالشكل المطلوب. وربما لم تستطع سكرتارية "مدنيون" التثقيف بالاتجاه الصحيح، واستغرق وقتها العمل الفكري في اصدار النداء ومتابعة الاقبال عليه، واعداد برنامج رؤى وعرضه على شخصيات اكاديمية ديمقراطية معروفة اجتماعيا. وكانت الاشكاليات الاخيرة والفتور، فتلمستها الاقلام الديمقراطية المستقلة وكانت مقالات تنتقد الاحزاب الثلاثة. ان العمل في التحالفات ليس بالامر اليسير ويحتاج الى صبر وسعة صدر ومثابرة وجد دون كلل او تعب، ومن السهولة فرط عقد التحالف والعمل بشكل منفرد، وهذا يعني الفشل في العمل السياسي. ويبقى حلم التيار الديمقراطي بعيد المنال وخصوصا هناك من تبنى وتظاهر بالديمقراطية.
تجاوزت "مدنيون" ازمتها مؤخرا وعاودت سكرتاريتها اجتماعاتها واول انجازاتها اتفاق الاطراف في الديوانية، وسيعقبها محافظات بابل والنجف والسماوة. وسيتم توسيع السكرتارية لتضم اعضاء من الشخصيات الديمقراطية المعروفة، ويتغير اسمها ليتلائم مع مهامها. وباكورة اعمالها نشاطات وفعاليات متتابعة في بغداد والمحافظات.
لقد ساهم ديمقراطيون داخل وخارج العراق في تجاوز اشكاليات "مدنيون" وهذه بذور لتيار ديمقراطي في العراق. وتعزز الامل في نفوسنا بمستقبل زاهر للعراق، وبروز تيار ديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا