الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقطاب الفلك الايراني في العراق

عبد العالي الحراك

2008 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تتدخل ايران بشؤؤن العراق,عبروجودها في فلك يدور حول رقبة العراق, له محطات اساسية تتزود منها معلوماتها الامنية والعسكرية والاقتصادية,وتفتح اسواق العراق امام بضاعتها الفاسدة وموادها المصنعه والمعاد تصنيعها لعدة مرات ولتساعدها في سرقة المعامل والمصانع العراقية المدمرة والمعطلة,والاستفادة من موادها الاولية (الحديد والفولاذ) على اقل تقدير, وتسرق نفطه وتزودها بالاسلحة والمتفجرات ومصادر قوتها الاخرى..الفلك الايراني قومي اسلامي السياسة ,طائفي الدين والمذهب ,والمحطات التي تدور فيه هي(المجلس الاعلى ,حزب الدعوة, احزاب الله, فيلق بدر
والتيار الصدري). رغم ان هذه المحطات تحمل تناقضاتها السلطوية بين طياتها,التي قد تصل الى حد الصراع المسلح والقتال على الغنائم والمكاسب,الا انها لا تفقد دورها ووظيفتها الخدمية ازاء ايران .. ثم ان ايران لا يهمها تناقضات هذه المحطات ,ان لم تكن السبب في خلقها ووجودها وتغذيتها لأحكام سيطرتها عليها ومن ثم على العراق ,لان وحدتها ليس في صالحها. اجتمعت هذه المحطات في ائتلاف انتخابي حاكم رغم التناقضات المؤجلة التي قد تصعد بعض الاحيان الى السطح كالصدامات المتكررة بين المجلس والتيارالصدري في المحافظات. واخيرا الحرب التي شنت من قبل حزب الدعوة والمجلس المسيطران على الجيش العراقي والشرطة العراقية(الحكومة العراقية) بما يعرف ب(صولة الفرسان) في البصرة ومعارك (بشائر الخير) في ميسان وملاحقة (الخارجين على القانون) في مدينة الثورة. كان حزب الدعوة اقل هذه الاقطاب دورانا في الفلك الايراني ويحاول ان يكون مستقلا في القضايا الوطنية ,وقد عانى من ايران كثيرا بسبب هذا الموقف ,والصراع قائم منذ فترة طويلة بين قياداته السابقة,عندما كانت موزعة بين طهران ولندن ودمشق, وكان دورالمالكي الذي كان مقيما في سوريا اكثر وضوحا في الاتجاه الذي يحاول الخروج من هذا الفلك المهلك. ويبدو ان الحكم والسلطة بعد الاحتلال الامريكي للعراق لا تتحق دون التحالف الطائفي والاستعانة بأيران, فخسر حزب الدعوة موقعه واهتزرصيده الوطني فخسرالجعفري منصبه ويعاني الان المالكي من الفشل(الطائفي المشدد) من حوله ويحاول الخروج منه بتبني الوطنية وهوعلى المحك ان استطاع ذلك عمليا . المجلس الاعلى هو لباس ديني مذهبي يصرح قادته باستمرار بطائفيته وادعائه في (الشيعة واهل البيت) ولا يهمه من الوطنية ووحدة الشعب والوطن شيئا ,ومهما يكن فهو قناع ايراني ممزوق ارادت القيادة الايرانية تلبيسه على احزاب الاسلام السياسي العراقية جميعا, التي كانت متواجدة في ايران وفرضه الخميني فرضا من خلال انتخابات مزورة فتحت الباب على مصراعيها لان يستلم محمد باقرالحكيم رئاسته ويعترف بذلك جيدا حزب الدعوة, ثم تم تشكيل فيلق بدرمن العراقيين اسرى الحرب العراقية الايرانية ( التوابين) وربطه بالحكيم معنويا, لتقوية موقفه السياسي والعسكري(الجهادي) بسبب عدم انصياع حزب الدعوة ومنظمة العمل الاسلامي للضغوط الايرانية من اجل حل احزابها والانضواء تحت راية الحكيم واتباع أوامره التي هي اوامر الخميني والقيادة الايرانية اللاحقة ,واداريا وعسكريا واقتصاديا بقوات (الحرس الثوري الايراني) ووزارة (الاطلاعات الايرانية) والجميع يعرف مكوناته الاساسية وطريقة تشكيله ودورالحكيمين في ذلك. فهو القطب المحوري الرئيسي والدائمي الذي يدور دورته الثابتة والمستقرة والمؤثرة في الفلك الايراني , ولا مجال في هذا للادعاء بعكسه حيث احداث ما بعد الاحتلال توضح وتؤكد ذلك.. اما فيما يتعلق بأحزاب الله الايرانية في العراق, فهي قوى امنية انتحارية مرتبطة مباشرة بوزارة الاطلاعات ,وليس لديها أي وعي
ديني اوامتداد وطني, وانما تكونت ونمت في ايران وتحت رعايتها وفي خدمتها من الالف الى الياء , فثقافة ولهجة قادتها ومنتسبيها ايرانية مائة بالمائة وهم منتسبين رسميين في وزارة الاطلاعات الايرانية ,وقد يمثلون الان الجناح المنفذ لخطة فيلق القدس الايراني في العراق فيما يتعلق بالاغتيالات والتفجيرات.. التيار الصدري خليط غير متجانس يقوده مقتدى الصدر معتمدا على ارث والده الديني بين بسطاء الناس تموله وتدربه وتزوده بما يحتاج ايران وتستخدمه كذراع عسكري مشاغب لأعاقة الوجود والتقدم الامريكي بأتجاه الحدود الايرانية, ولأستخدامه كورقة سياسية في العلاقة مع الاحتلال الامريكي توضع وتسحب حسب موازين القوى, ومهما يكن جهده فهو لا يرتقي لمستوى المجلس وحجم العلاقة بينه وبين ايران , لهذا اعطت ايران الضوء الاخضر للحكومة العراقية وقوات الاحتلال لضرب التيارالصدري وتحديد نفوذه لصالح المجلس. اذن هذه التيارات جميعا تخدم المصلحة الايرانية في المقام الاول وتعتمد عليها في التعامل مع الاحتلال الامريكي وكذلك مع أي موقف سياسي او عسكري طاري مع المحيط الاقليمي التركي والعربي .
لكل من هذه المحطات دورها في دوران الفلك الايراني فحزب الدعوة يقوم بالدورالسياسي والاقتصادي,مشاركة مع المجلس الذي يقوم بالدورالاعلامي والتبشيري المذهبي وخلق التفرقة وضرب الوحدة الوطنية ونشر الثقافة الايرانية ,عبر القنوات التلفزيونية التي( تعط) بالرائحة الطائفية وكذلك بين البسطاء في الحسينيات والجوامع واستخدام الطبرة والزنجيل لأيذاء النفس وتنظيم المسيرات المليونية, والذي عاش في ايران سوف يشعر بان تنظيم وخدمة هذه المسيرات هي امتداد لمسيرات مماثلة تحصل في ايران خاصة خلال المناسبات الدينية الحزينة في قم ومشهد. اما التيار الصدري فيقوم بدور ازعاج ومشاغلة القوات الامريكية وتأخيرتقدمها نحو الحدود الايرانية , وفرض الحجاب على البنات والنساء من الديانات الاخرى .اما احزاب الله فليس لها دورالا ما يوحى اليها من قادة فيلق القدس الايراني في العراق او تأتي الاوامر عبره من طهران وهم بارعون ومتدربون على الاغتيالات السياسية ,وهو دوراشد قذارة وحقارة لانهم يغتالون العلماء والاطباء واساتذة الجامعات والطيارين والفنانين والمثقفين. ومهما تصارعت هذه الاقطاب مع بعضها البعض على المصالح والمال فتبقى ايران هي المستفيدة والعراق هوالخاسر .وما على المالكي وحزبه ان صدقت نياته ودعواته للوطنية , الا ان يفك ارتباطه بذلك الفلك ويخرج منه معتمداعلى الشعب العراقي من خلال وحدته الوطنية وليس قطبا يدور في فلك اعداء الشعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا