الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجداً .. حزب الكادحين ..... في عرسك السبعين !

محسن صياح غزال

2004 / 2 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في 31 آذار من هذا العام يحل علينا العيد السبعون على تأسيس حزب الفهود , حزب الشهداء والمناضلين , الحزب الشيوعي العراقي . كانت باكورة نشاط الحزب التنظيمية , السياسية والفكرية , بين العمال والفلاحين والكسبة وشغيلة الفكر في الريف والمدينة , كان نضالاً يومياً دؤوباًتوسع وشمل كل الطبقات والفئات الأجتماعية والقوميات والطوائف التي تشكل الطيف العراقي . وكان نضالاً في مختلف الميادين السياسية والفكرية , الأجتماعية والأقتصادية والثقافية . نشط الحزب بين كافة فئات المجتمع , بين العمال والفلاحين , النساء والطلبة والشباب , بين النقابات والجنود والعاطلين عن العمل , في الوقت الذي يواجه فيه هجمة شرسة ووحشية من القمع والمطاردات والأعتقالات من قبل شرطة ومخابرات النظام الرجعي ( وزارة جودت الأيوبي ) وسلطة التاج الأستعمارية . وقد أستطاع الحزب , بفضل تغلغله وأنتشار أفكاره بين قطاعات واسعة من الشعب , أن يشكل سوراً منيعاً واقياً يحميه من ضربات الشرطة السرية والعلنية المسعورة , تحت شعار" محاربة الشيوعية " سيء الصيت . قدم الحزب اول قرابينه على مذبح الحرية والأستقلال عام 1946 وتوالت مواكب الشهداء يراعات على أكتاف الجماهير المطالبة بالأستقلال والحرية والديموقراطية , تظاهرات وأعتصامات وأحتجاجات وعرائض مطاليب , نضالات يومية مستمرة شملت كل أنحاء الوطن , من نخيل البصرة حتى سفوح زاخو . وكانت الضربة الموجعة والخسارة الهائلة والمريرة التي تلقاها الحزب , والتي تجاوزها الحزب بجدارة وقدرة ونهض رغم الجرح العميق , حين أعدمت السلطات العميلة الرجعية خيرة وأنبل المناضلين من قادة الحزب الأبرار : الرفاق الأبطال فهد وحازم وصارم عام 1949 .                                                            
أحتضن الحزب في صفوفه كل مكونات الطيف العراقي من عرب وكرد وآشوريون وكلدان وتركمان , مسلمين ومسيحيين وأيزيدية وصابئة مندائيين , وهو ما أكسبه منعة وقوة وصلابة تجاه مناورات ومؤامرات وكمائن السلطة وكل أعداء الحزب والشعب  , وحيث وجدت هذه الجماهير فيه ممثلاً حقيقياً وصادقاً لمصالحها وتطلعاتها وطموحاتهامن أجل وطن حر وشعب سعيد .
كان الألتفاف الواسع للجماهير العريضة حول الحزب قد وضع ثورة 14 تموز في طريق الأنتصار, وكان ذلك ساطعاً بالتظاهرة المليونية التي قادها الحزب في 1 آيار 1959 . وقد وجدت الثورة في وقوف الجماهير خلفها حافزاً للتقدم والسير خطوات واسعة بأتجاه أنجاز المكتسبات الوطنية التقدمية , فقامت النقابات والجمعيات والتنظيمات المهنية والسياسية , وتم تأميم الحقول النفطية
وأصدار قانون الأصلاح الزراعي , وتم توزيع الأراضي على الفلاحين والفقراء , وليس آخرها الخروج من حلف بغداد والتحررمن قيود الأسترليني .
في مقابل المكاسب العظيمة التي حققتها الثورة للجماهير الكادحة , يقف العداء والتآمرمن قبل أعدائها وأعداء الشيوعية , وكانت محاولة أغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم باكورة تآمر وغدر تلك القطعان الوحشية لنحر الجمهورية الفتية وأعادة عجلة التقدم الى الوراء الى القمع والتنكيل وسلب الحقوق والمكاسب العظيمة التي حققتها الثورة للجماهير الكادحة , تلك المكاسب التي وجهت ضربة موجعة وقطعت أيادي الشركات وكارتلات النهب لخيرات ومصالح الشعب العراقي ,
ولابد من الأعتراف بأن لقيادة الثورة مثالبها وأخطائها التي أودت بها الى مزالق الخطر والضياع!
فسياسة التسامح مع العدو المتربص الغادر وعفا الله عما سلف من التآمر والخيانة والغدر , ومسك العصا من وسطها , والأهم عدم تسليح الجماهيرالمخلصة للثورة والمساندة والمؤيدة لقيادتها ومواقفها . وحلّ اليوم الدامي 8شباط وقرعت قطعان الموت طبول الذبح والأبادة وفُتحت
سدود الدم لتغرق بسيلها البيوت والحارات والأزقة لتحيل العراق الى مسلخ بشري وأكوام عظام وأشلاء طالت كل زوايا الوطن , وحوش متعطشة للدماء هاجت من مخابئها لتنهش لحم البشر دون تمييزولا رحمة ولاضمير , وكان هدفها وفريستها الأولى هو الحزب الشيوعي العراقي , الحزب الذي وقف سداً وحجر عثرة في طريق مؤامراتها وجرائمها , وكان الحصن المنيع الذي حمى وصان الثورة وأكسبها المنعة والصلابة والأستمرار , حتى جاء اليوم الأسود الذي وجدت فيه تلك الحثالات من المجرمين والسفاحين , فرصتها الذهبية للأنقضاض على الحزب ومحاولة تمزيقة
وأبادته وقلعه من تربة العراق , وقد وضعت وجودها وبقائها وأستمرارها مقابل أبادة وأزالة الحزب الشيوعي من الوجود , وكانت قائمة الشهداء طويلة , كوكبة من المناضلين المخلصين والشرفاء , طالت كل مفاصل الحزب , قيادات وأعضاء وأصدقاء ومؤيدين , سلام عادل وجمال الحيدري والعبلي وعوينه وأبو العيس وغيرهم الآلاف .
اليوم وحيث دُفنت شريعة القتل الوحشية التى خطها البعثيون لأربعون عاماً , وتبخرت الفاشية وحزبها الدموي على يد صانعيها , لابد للقوى الوطنية المخلصة ان تتعلم الدرس وتتعض من التجربة بجعل مصلحة الوطن هي العليا ووضع الخلافات الحزبية والفئوية جانباً في مواجهة العدو المشترك للقوى الوطنية العراقية وعدم التسامح والتهاون مع العدو المتربص وتفويت فرصة المناورة عليه , وذلك بتوطيد وترسيخ وتمتين العلاقات والأواصر الأخوية بين جميع الفصائل الوطنية العراقية المناضلة ضد الديكتاتورية والأرهاب وأستخدام لغة الحوارالأخوي والديموقراطي لحل الأشكالات والخلافات بينها وملاحقة ومطاردة جميع أعداء العراق من القتلة والمجرمين والمرتزقة العرب والأجانب وتقديمهم للعدالة العراقية وتنظيف البيت من الداخل , من الأنتهازيين وضعاف النفوس والنفعيين والمختلسين .
لقد تخلص العراق والعراقيين من أبشع طغمة همجية وساديّة وسمت تأريخها المشين بالقتل والأبادة والتنكيل وسفك الدماء , ذهب الفاشست .. وبقي الشعب , وهاهو ينهض من جديد نحو الحرية والديموقراطية والتقدم , في حين يقبع القتلة والسفاحين وجرذان العوجة وراء القضبان أنتظاراً ليوم الحساب القريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف