الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقت الحرج

عمران العبيدي

2008 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تدخل الكثير من الملفات في الساحة السياسية العراقية في توقيتاتها الحرجة دون ان نلمس بوادر حلحلة كاملة، فكل ما يقال بشأنها لاتخرج عن كونها تكهنات او محض امنيات، بل ان بعض الملفات لم يعد يسمع عنها شيئا، علما انها تدخل ضمن استحقاقات دستورية، ومع مرور الايام ستتراكم على هذه الملفات الكثير من مخلفات التوترات السياسية وسيأتي الوقت الذي يجد فيه السياسيون وقد امتلأت مكاتبهم بالملفات المؤجلة التي دخلت ضمن توقيتاتها الحرجة عندها ستدخل مرحلة المساومات من اجل كسب عامل الوقت المستنفذ، فبالاضافة الى الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة والتي رغم التصريحات السابقة والمتفائلة بشأنها والتي تقع
ضمن خانة الامنيات الا ان الواقع يقول ان المشاكل العالقة فيها من الصعوبة بمكان لايمكن تجاوزه بسهولة، فالاتفاقية متوقفة على اهم مسألتين والمتعلقتين بالحصانة للجنود الامريكيين وتوقيتات الانسحاب وهما لب الاتفاقية، لذا يبدو ان ما انجز منها هي مسائل لاتشكل محل خلافات كبيرة بين الطرفين لذا نجدها قد توقفت عند اكثر المسائل حساسية وعلى مايبدو ان الحلول الوسطية فيهما ايضا ليست بسهلة، وهذه الاتفاقية واحدة من المسائل التي اذا مادخلت بتوقيتاتها الحرجة فأنها قد تضطر احد الطرفين للتنازل عن مطالبه وهو ليس بالامر الهين لاي منهما مما يعني اشتداد السجال في وقت عصيب، وسياسة الوقت الحرج واحدة من اهم اخطاء السياسة العراقية الحالية، ومن خلال تجربة الاعوام السابقة كان على الساسة في العراق تجاوز هذه المعضلة المستديمة وكان عليهم استخلاص المفيد من التجارب السابقة خصوصا ان الكثير من المسائل العالقة هي محل خلاف ليس بين الكتل السياسية بل تتعداها الى خلافات داخل الكتلة الواحدة.
الوقت الحرج الذي نتحدث عنه مستمر فيما يخص التعديلات الدستورية وقانون انتخابات مجالس المحافظات والمادة 140 وقانون النفط والغاز وقوانين وتشريعات اذا ماجرى التطرق اليها سنجد انها ليست بالسهولة والبساطة التي يتوقعها البعض بل ان بعضها ستأخذ وقتها وزمنها الكبير اذا ما اريد لها الحل الحقيقي ومن المرجح انها ستدخل مرحلة من المساومات السياسية لمحاولة ايجاد المخارج لها ولكن حينها ستكون تلك المخارج غير مبنية على قناعات تامة مما يجعلها تصطدم بآليات التنفيذ وتدخل مرحلة التعقيد، ان الحلول الحقيقية للمسائل المؤجلة يجب ان تبنى على حلول خارج ضغط عامل الوقت لكي يكون تشريعها واقرارها مبني على قناعات بصحتها واهميتها وليست قرارات وتصديقات مستعجلة تثبت مع مرور الايام خطأ بعضها.
عام 2008 لم يبق منه شيء وعلى مايبدو ان الملفات المرحلة للعام القادم ستكون كثيرة، بل انها مصيرية وعام 2009 لن يكون كفيلا بحل الكثير منها لاننا سندخل مرحلة التحضير لانتخابات الدورة الجديدة لمجلس النواب، ولم يعد من السهولة التكهن بشكل المرحلة القادمة اذا لم تنجز الاستحقاقات الدستورية والتي كان من المفترض ان تنجز منذ اكثر من عامين مضت، انها مرحلة التعقيد التي ستربك العملية السياسية، ومع مرور الايام فأن الكثير من القضايا سنجد ان الوقت قد ادركها دون ان نستطيع تجاوز الزمن الحرج لاي منها ودون ان نستطيع ان نتجاوز هذه المعضلة المتكررة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران


.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس




.. إيران.. جدل مستمر بين الجمهوريين والديموقراطيين | #أميركا_ال


.. مشاعر حزن بالفقدان.. إيران تتشح بالسواد بعد رحيل رئيسها وتبد




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة بيت لاهيا