الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذيل الكلب...!؟

جهاد نصره

2008 / 9 / 22
كتابات ساخرة


أن تسارع المنابر الإعلامية على اختلافها، إلى تقديم قراءتها للحدث أي حدث، فهذا عملها، ومهنتها، إذ أنها قامت، وتأسّست، من أجل القيام بهذه الوظيفة لكن، ليس هو حال المفكرين وأصحاب الرأي من غير المتحزبين الذين يمارسون أدوارهم في مقاربة الأحداث من خارج دائرة امتهان الحرفة الإعلامية بما يعني ذلك من انتفاء هدف التكسب، أو التزلف، أو المناطحة، أو الاصطفاف بكلِّ تفرعاته وخلفياته، أو غير ذلك من أفانين وضروب وتمظهرات مخاطبة الرأي العام بله محاولات التأثير فيه كواحدة من المهام المفترضة للتعبير عن فعالية الوجود الإنساني ..!
إن حال هؤلاء يختلف فهم يأخذون وقتهم في التفكير بحيث لا تدفعهم العواطف الجياشة، ولا المشاعر المياسة بتنويعاتها الدينية و المذهبية، والقبلية، والعائلية..؟ وهم من المفترض أنهم يتكئون على مجريات ما قبل الحدث للإحاطة بالسياق العام قبل التبصّر بالحدث ذاته..! ثم إنهم يحاولون رؤية التفاصيل الغائبة والمغيِّبة.. والجوانب المعتمة وليس الظاهرة فحسب فذلك وحده الذي يسمح باستكشاف موضوعي لا سرابي لما يمكن أن ينجم، أويستجد، أو ُُيبنى على الحدث وتفاعلاته ومآلاته أي ما يمكن أن يحصل بعده...!
فعلى سبيل المثال من الطبيعي أن نجد كافة المنابر الإعلامية العربية ( الفضائية والمطبوعة والالكترونية وغيرها ) العائدة ملكيتها، أو المعلنة عن انحيازها المسبق أو تعاطفها مع فريق الموالاة في لبنان ، أن نجدها ترى في اتفاق الدوحة انجازاً تاريخياً وبخاصة بعد أحداث السابع من أيار في مدينة بيروتً..! فطالما أن هذا الاتفاق سيحافظ على ذات الطبقة السياسية التاريخية المعروفة، وورثتها الحاليين، كما هو حال اتفاق الطائف ذائع الصيت، فكيف لا يكون هذا الانجاز من منظورها انتصاراً بيِّناً..؟ وطالما أن هذا الاتفاق سيكرِّس شرعية من كان حتى قبل لحظات بنظر الفريق الأخر غير شرعي.. وسيبعد شبهة العمالة واللاوطنية عنه لا بل سيجبر الوطنيين والشرعيين كما يرى الآخرون في الضفة الثانية أنفسهم، على الاجتماع الحكومي المشرّعن مع العملاء، والخونة، والمأجورين من تلاميذ أنظمة الاعتدال العربي بحث ينضوي الجميع في حكومة وحدة وطنية يرأسها واحدٌ من العملاء إياهم فكيف لا يكون هذا انتصاراً ناجزاً....؟ وقس على هذا المنوال في هذه الضفة.!
إن مجرّد إخراج اتفاق الدوحة إلى حيِّز الفعل والمكاشفة سينحر كل الجهد السابق الذي بذله الفريق الأخر لتدوير الرأي العام نحو وجهة سيره الوطنية كما يراها، وستعود القضية لتبدو على حقيقتها من حيث أنها مسألة نهج ومصالح طبقة سياسية لها أحزابها، ومنظماتها، وأمراءها، وطوائفها، وعائلاتها، وهو ذات النهج، وذات الطبقة، التي تبسِّمل باتفاق الطائف الذي أبرمته بمعية الحلفاء الإقليميين، والدوليين، أنفسهم أو بعضهم.!؟ في حين أن كل ذلك كان يعني ولا يزال استمرارية الكيان اللبناني على ما هو عليه أي مظروط تاريخي ابن مظروطة سكسوية..! وما الحكايات عن الدولة، والتمدن، والديمقراطية، إلا محفِّزات، وشعارات، يتطلبها التكتيك السياسي الذي يتطلبه الخطاب المعلن و تمليه مجمل الظروف المحلية، والإقليمية، والدولية..! فكيف ستكون قيامة لبنان المستقل الديمقراطي التي يتحدث عنها أصحاب كلا الضفتين على اختلاف مشاربهم وتنوع تحالفاتهم من خلال اتفاقات تكرِّس وتشرِّعن ما هو قائم، وتمده بنسغ الديمومة ولو إلى حين من الزمن أي إلى حين تستوجب المتغيِّرات الدراماتيكية إعادة إنتاج اتفاق محاصصة طائفية جديد.! وقبل ذلك، هل يمكن تصور قيامة حقيقة لكيان سياسي هذه هي تركيبته الطائفية والطوائفية إن لم تنضج ظروف تتيح إنتاج اتفاق مغاير كلياً وبالجوهر لاتفاقات الطائف، والدوحة، والقاهرة، وعمان عما قريب، أي بعد أن تنتهي صلاحية آخر اتفاق مبرم..!؟
من سخريات النظر، أن يرى البعض من أولئك المفكِّرين وأصحاب الرأي، وبخاصة من الذين يدعون اللبرلة، والعلمنة، و( الحدثنة )، أن يروا في اتفاق الدوحة، انتصاراً مهما كان توصيفه..!؟ في حين أن هذا الاتفاق حقيقةً أتاح مرة أخرى الفرصة لرؤية كيف تمارس الأحزاب الدينية، وفقهاء، الطوائف، ومشايخ العقل وغير العقل من جهّال المذاهب، كيف تمارس السياسة والعمل السياسي.!؟ ومن سخريات النظر أيضاً وأيضاً، أن يرى أحدٌ في أي اتفاق لا ينتج عنه لبنان نوعي جديد كلي الجدة، أي نصر ومن أي نوعٍ كان وخصوصاً أن حكاية ذيل الكلب معروفة لعامة الناس في لبنان وغير لبنان...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تتحدث عن معاناتها مع مرض نادر وتعد بالعودة إلى ال


.. الفنان الليبي الطارقي أماكا جاجي يحدثنا عن ثقافة وموسيقى الط




.. فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 12.5 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينما


.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء




.. طرد كوميدي شهير وصف نتنياهو بـ-النازي- في فرنسا.. ما القصة؟