الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وفاق فلسطيني دون الالتزام بالشرعية الدولية

نجاج بدران

2008 / 10 / 1
القضية الفلسطينية


كشف دبلوماسيون عرب في نيويورك ان مصر ترى بان الحوار بين الفصائل الفلسطينية لن ينجح الا اذا تم الاتفاق بين الجميع بما فيهم حماس على ان الحكومة التي سيتم تشكيلها يجب ان تعترف وتلتزم بالشرعية الدولية وبالاتفاقيات التي تمت على اساسها .
وعشية انعقاد اجتماعات الدورة 63 للجمعية العامة للامم المتحدة تشهد نيويورك نشاطا وحيوية سياسية عربية غير عادية نظرا للحضور العربي الكثيف متمثلا بوفود سياسية كبيرة العدد، تقيم معظمها في المنطقة الواقعة بين شارع 42 وشارع 59 عرضا، وشوارع الفيرست افنيو حتى الثيرد افنيو طولا.
وتشهد مطاعم المنطقة ومحلات الكوفي شوب وصالونات الفتادق الكبرى لقاءات وحوارات وزيارات لبعض ابناء الجاليات العربية للالتقاء بوفود بلادها، بالاضافة الى كثافة التواجد الصحفي الذي احاد برجال الدبلوماسية العربية.
وعلى المستوى الرسمي سوف تشهد الايام القليلة المقبلة نشاطا سياسيا عربيا مكثفا، حيث سيعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون اجتماعا تنسيقيا بعد غد الاثنين، ثم يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا مع اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الاوسط، وفي مساء اليوم نفسه ستكون وفود العالم كله مدعوة على حفل الاستقبال الذي يقيمه الرئيس جورج بوش.
كما سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تنسيقيا فيما بينهم يوم الاربعاء ، وفي المساء تحضر الوفود العربية حفل الاستقبال الذي يقيمة الامين العام للامم المتحدة لوفود العالم.
وفي اليوم التالي يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا مع وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس.
هذا على المستوى الرسمي بالاضاقة طبعا الى حضور الجلسات والقاء الكلمات، والعديد جدا من اللقاءات الثنائية التي تعقدها وزراء الخارجية العرب.
لكن وبموازاة هذا النشاط الرسمي فهناك لقاءات وحوارات ونقاشات غير رسمية تشكل للصحفيين مصدرا هائلا للمعلومات، نظرا لما يتسرب من خلال التفاعلات التي تجري بين اعضاء الوفود العربية من معلومات لا يمكن للصحافة عادة ان تصل اليها خارج هذه الاجواء التي تشهدها صالات وممرات وقاعات الامم المتحدة في هذه الايام .
ومع ذلك فان البحث عن المعلومة في ظل هذه الاجواء يعتبر مضنيا ومتعبا بسبب كثافة اللقاءات والجلسات والحلقات الحوارية مما يصيبهم بالاحباط احيانا نظرا لعدم القدرة على تغطية او المشاركة او حضور جميع الحلقات والتجمعات الصغيرة حول فماجين القهوة والنسكافيه، ومع ذلك تعتبر الاجواء التي تتيحها اجتماعات الجمعية العامة فرصة للصحفيين بعضهم يتزود خلالها بزاد من المعلومات لمدة سنة.
ولما كانت القضية الفلسطينية هي الموضوع الرئيسي لدى كل الوفود العربية ولا يمكن ان تتحلق مجموعة مهما كانت صغيرة من الدبلوماسيين والصحفيين الا وتكون القضية الفلسطينية لها الحضور الابرز.
ومن القضايا الفلسطينية المركزية التي يتركز حولها النقاش في نيويورك هي قضية الانقسام والوحدة في الساحة الفلسطينية، وفي هذا السياق وفي جلسة غير رسمية في الصالة الرئيسية "التراس" لاحد الفنادق الفخمة المقابله لمبنى الامم المتحدة جرى نقاش بين عدد من الدبلوماسيين ينتمون لعدد من الوفود العربية حول المخرج الممكن لانهاء حالة الانفسام الفلسطيني.
وعرض البعض ما اعتبره الحل الامثل لهذه المشكلة وذلك بتشكيل حكومة من شخصيات مستقلة لفترة 6 اشهر ترتب الامور خلالها لفك الحصار عن غزة بعد اعادة السلطة الشرعية اليها، ثم تجري انتخابات للرئاسة والمجلس التشريعي.
وردا على سؤال حول امكانية ان تراس الدكتورة حنان عشراوي هذه الحكومة قال الدبوماسي لقد طرح اقتراح منذ فترة بتشكيل حكومة من المستقلين برئاسة الدكتورة حنان عشراوي ، لكن حماس لن تقبل ابدا ان تترأس عشراوي الحكومة فهي اولا امرأة "ولا ولاية لامراة في العقيدة الاسلامية" ثم انها مسيجية "ولا ولاية لغير المسلم في العقيدة الاسلامية".
فضحك احد الدبلوماسيين وقال مازحا "يا خسارة راحت عليكي يا دكتورة، حتى لو اعلنت اسلامك فلن يفيدك".
وردا على سؤال لاحد الزملاء الصحفيين قال دبلوماسي اخر يحتل منصبا رفيعا في وفد بلاده
"انني لا ارى حلا دون ارسال قوات عربية الى قطاع غزة، واعتقد انه هذا التوجه على وشك ان يصبح قرارا حتى وان لم يتحقق اجماع عربي".
واضاف "لا شك لدي بان حماس لن تتراجع عن مواقفها دون موقف عربي حاسم يتضمن عقوبات واجراءات عملية على الارض.
فسالت الدبلوماسي العربي عن تفسيرة للحفاوة التي استقبل بها السيد خالد مشعل في البحرين. فقال الشكليات الدبلوماسية شيء والموقف السياسي شيء اخر، فالبحرين في الواقع استقبلت مشعل لمعرفة حقيقة وعمق العلاقة بين حماس وايران، وبالتالي سواء كان الاستقبال حارا او فاترا لا يغير من الامر شيئا. لان البحرين لديها قلق شديد من الاطماع الايرانية.
وكشف الدبلوماسي النقاب عن ان المملكة العربية السعودية وتحديدا سمو الامير سعود الفيصل هو اول من طرخ فكرة ارسال قوات عربية لمساعدة قوات الامن الوطنية الفلسطينية، ثم تبنتها مصر، وقال انه سمع من عمر موسى مباشرة قوله "ان ده يمكن يكون افضل واسرع حل / لكن الافضل يكون عليه اجماع، واضاف خلينا نجرب خلينا نجرب لسه معانا وقت ".
وفي نقاش جماعي حول هذه النقطة بين الدبلوماسين الحضورتبين ان حكومات بلادهم تؤيد هذا التوجه بعد اعطاء الفرصة، واوضح احدهم "ان الاجماع على ضرورة التدخل العربي متحقق سلفا لكن هناك خلافات حول شروط والية وكيفية هذا التدخل".
واضاف "ان مصر لا ترى أي فرصة لنجاح الحوار او تشكيل حكومة ائتلاف او من المستقلين مال تلتزم جميع الاطراف الذين يرغبوا بالمشاركة بالحكومة بقرارات الشرعية الدولية بما فيها الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وبين الدبلوماسي ان هذا البند هو الذي يمكن ان يفجر الحوارات التي تجريها مصر، بالاضاقة الى موضوع توحيد الاجهزة الامنية، مشيرا الى وجود بند مهم في هذا المجال وهو تحريم حمل السلاح بمعزل عن السلطة الشرعية، وهذا ايضا بندا صعبا ولا يوجد حوله اتفاق على حد تعبيره.
واجمع الدبلوماسيين العرب الخمسة الذين ينتمون لثلاثة دول ومعهم عدد من الصحفيين على صعوبة التوصل الى تفاهم جول هاتان المسالتان الامر الذي لا يترك سوى خيارا واحدا وهو استخدام قوات عربية لاعادة غزة الى الشرعية الفلسطينية، او بتعبير اخر استعادة الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية.
وحول العراقيل التي تواجه التوصل الى اتفاق نهائي مع اسرائيل قال الدبلوماسي الذي يشغل بنفس الوقت منصب نائب رئيس الوزراء في بلاده "ان الخضوع لسيف الوقت لا يتفق مع العمل الدبلوماسي ، فالقضية معقدة والفلسطينيين يحاولون انتزاع حقوقهم من بين انياب وحش كاسر، ومن وجهة نظري هناك انجازات كبيرة تحققت والكثير ستحقق في القريب العاجل".
وامام مطالبة الصحفيين بالتوضيح، وضحك الدبلوماسي وقال بعد لقائنا باللجنة الرباعية نلتقي وان شاء الله ساعطيكم صورة اوضح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث