الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرجريت في الإسكندرية

رمضان متولي

2008 / 9 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في عددها الصادر يوم الخميس الماضي نشرت جريدة البديل تقريرا عن جولة تسوق للسفيرة الأمريكية مرجريت سكوبي في مدينة الإسكندرية والتي شهدت حدثا لا يمكن أن يحدث إلا في دولة تحكمها عصابات المماليك، فقد أوردت الجريدة على لسان الأهالي أن حرس السفيرة الأمريكية كانوا يشهرون الأسلحة الآلية في مواجهة الأهالي ويمنعون الجميع من المرور في شوارع منطقة العطارين.

ورغم نفي السفارة الأمريكية أن الحرس كانوا مسلحين، إلا أن جميع الشواهد الأخرى تؤكد أن هذا هو السلوك الطبيعي للمندوب السامي الأمريكي في مصر، فلدينا حي بأكمله مغلق بسبب وقوع مبنى السفارة الأمريكية فيه، وعندما رفض الأديب المصري صنع الله ابراهيم تسلم جائزة الدولة التقديرية في عام 2000، أشار إلى هذا الاحتلال الأمريكي الماثل على الأرض تحت حماية وبموافقة ومباركة السلطة في مصر، هذا علاوة على السفينة العسكرية الأمريكية التي قتلت أحد الصيادين المصريين في مياهنا وأراضينا في قناة السويس دون تردد أو حساب لأي عواقب يمكن أن تترتب على ذلك.

السفيرة الأمريكية، بل وجميع أعضاء الحكومة الأمريكية لا يستطيعون القيام بذلك في الولايات المتحدة نفسها، ولا يجرؤون على ذلك إلا في دول مثل العراق وأفغانستان ومصر، فما هو المشترك بين هذه الدول الثلاث؟

تعرف السفيرة الأمريكية تماما أنها ليست في فنزويلا، حيث يوجد قائد بجرأة هوجو شافيز يطرد السفير الأمريكي من بلاده قائلا: " فلتذهبوا إلى الجحيم أيها اليانكيز (الأمريكيين)... نحن شعب له كرامته.. فلتذهبوا إلى الجحيم 100 مرة." شافيز طرد السفير الأمريكي تضامنا مع رئيس بوليفيا إيفو موراليس الذي طرد سفير الولايات المتحدة من بلاده بعد تورطه في تشجيع وتأجيج النزعات الانفصالية للأقاليم الغنية في بوليفيا بعد قيام موراليس بتأميم شركات الكهرباء والمياه والغاز رغم أنف الاحتكارات العالمية وتحت ضغط جماهير الفقراء التي طالبته بذلك.

لم ينج هوجو شافيز نفسه من مؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية منذ انتخابه رئيسا لفنزويلا في بداية الألفية الجديدة. فقد قامت الولايات المتحدة بتنظيم انقلاب عسكري ضده بتمويل من صندوق دعم الديمقراطية National Endowment For Democracy (NED) المرتبط بالكونجرس الأمريكي من خلال إحدى الجمعيات الحقوقية في فنزويلا في أبريل عام 2002، وعندما فشل الإنقلاب بمساندة جماهيرية ضخمة ومظاهرات هائلة أعادت شافيز إلى السلطة بإرادة شعبه، تآمرت الولايات المتحدة عليه مع جماعات رجال الأعمال وبعض القيادات النقابية الصفراء وقاموا بتنظيم إضرابات وإغلاق الشركات لإحداث فوضى اقتصادية في البلاد، ولما باءت هذه المحاولة بالفشل، حاولت استغلال نص دستوري، أدخله شافيز نفسه في التعديلات التي أجريت عام 2000، يسمح بإقالة رئيس الجمهورية من خلال استفتاء شعبي في أي وقت، ولكن شافيز انتصر في الاستفتاء وحصل على أغلبية ساحقة، ولم تكن هذه الاستفتاءات زائفة لأنها أديرت تحت رقابة من مؤسسات محلية ودولية وأمريكية أقرت بصحتها، كما أن شافيز نفسه هزم في استفتاء آخر اقترحه هو بعدم تحديد مدد تولي الرئاسة وأقر بهزيمته ولم يلجأ إلى التزوير.

سفراء الولايات المتحدة لا يستطيعون أن يفعلوا ما فعلته السفيرة الأمريكية إلا في دول ضعيفة، تحكمها سلطة لا تحظى بتأييد شعبها لأنها انتهكت كرامة هذا الشعب وأذلته واعتمدت على دعم الولايات المتحدة ومساندتها للبقاء في السلطة رغم أنفه. وفي مقابل ذلك، تصبح مختلف أجهزة الدولة وقدراتها أداة في أيدي الأمريكيين، وتصبح السفيرة مندوبا ساميا لدولتها في إحدى مستعمراتها، فهل اتضح وجه الشبه بين العراق وأفغانستان ومصر؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس