الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواجز الديمقراطية وقوى اليسار

مجيد محسن الغالبي

2008 / 9 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشكل االثقافة محتوى معلوماتيا للمعرفة والمعتقدات والعادات والتقاليد والفن ونظم القيم والاتجاهات التي توجه سلوك الافراد وبالتالي فهي تكوين معقد للاتصال ومصدر اساسي لتطور المدركات باتجاه المفاهيم التي تعطي معنى للاشياء من حولنا أي انها انماط مختلفة من الادوات المعرفية للوصول الى الحقائق كما انها التراث الجمعي الذي يشير الى اسلوب الحياة للمجتمع وبالتالي فهي الوسط الحيوي للاتصال لذلك فهي حاجزا فكريا فكلما كان هناك تباين في المفاهيم فان قوى الضد الثقافية تقف في الجانب الاكثر صرامة والذي يفضى الى صراع يتخذ اشكالا من التناحر والاستقطاب لقوى التوافق ليفضي الصراع الى اللحظة الاستراتيجية التي تمثل الانقلاب الحقيقي الذي يقود الى نظام جديد ولذلك فان القصور عن الاداراك العميق لكنه الثقافة السائده لاي تكوين اجتماعي يعنى عدم القدرة على الاستجابة لحيثيات التعامل معها اولا وتردي عملية الاتصال ثانيا وعليه فان ادوات التغيير تعد قاصرة عن خلق المساحات الكافية لحركتها اذا لم تعكس الفهم العميق لمفردات واتجاه تلك الثقافة وبالتالي تتحول الى عبء تاريخي يجب التخلص منه وهذا يعنى اصلا اعادة النظر بجميع المفاهيم التي انطلقت منها هذه الادوات وهنا تتحول ادوات التغيير واتجاهاته الى ادوات تغييرمضادة وهذا بالحقيقة يعني حسم الصراع بدءا لصالح الثقافة السائدة وانحسار قوى الضد ولذلك فان المسوؤلية التاريخية التي يجب ان تعيها قوى الضد (قوى التغيير)تتطلب اصلا وجود نظام مفاهيمي يستند الى قيم راسخة قادرة ان تكون بنى تحتية تنبثق منها ادوات التغيير القائمة على تحليل عميق للهدف الى جانب الممكنات الفاعلة لتغييره
ان الثقافة السائدة بل التي سادت بعد الاحتلال اخذت منحيين:
الاول قبول الاحتلال وباغطية عديدة بدءا من مفهوم المقاومة السياسية التي تعطي المحتل وقتا اطول ومكاسب اكثر على الارض ليغدو التنين الذي يجثم فوق مستنقع البترول من جهة ويعطي المبرر للجيران ان يتسللوا الى جسد الوطن لينشئوا درناتهم فيه تحت ذريعةالخو ف من ان يتمطى التنين فيدمر انظمتهم وانتهاءا بتفجيرالجسد العراقي الذي يجعل من المحتل حامى الحمى .
والثاني تكريس ظاهرة السلطة الدينية من خلال الاستجابة للمشاعرالدينية وجعل اشباعها هدفا حيويا لحيازة اكبرمايمكن من التاييد الجماهيري لخلق القوى الدافعة والتي تمثل حاجزا ازاء اية قوى اخرى لاتعتمد ذات الاسلوب مستفيدة من ظاهرة ثنائية الديمقراطية-التخلف اذ ان الديمقراطية بدون بنى تحتية مادية وثقافية تعد وبالا خطيرا على المجتمع وان اهم ركيزة لهذه البنى هومستوى الوعي السائد فكلما كان مستوى الوعي اقل كلما كان الميل للاختيارالعاطفي اكبر وتاتي المشاعرالدينية في مقدمة ذلك وهذا لايعني قصورالدين بل قصورحقيقي عن استيعاب حقيقة الدين باعتباره واحدا من حقائق الوعي التي تعول عليها القوى التي تجعل من الدين اداة لغرض الوصول الى السلطة والبقاءفيهاوهومما يعني ان الدين وفقا لذلك يكون ضحية تاريخية اذا جاز التعبيرحيث يتحول الى ايدلوجيا للسلطة بدلا من ان يكون رقيبا عليها باعتباره منطق العدل والاحسان
وكناتج للظاهرتين ( الاحتلال وتسيس الدين) نتقت ثقافةالطائفة والاقليم وباتت الديمقراطية المقترنه بثقافة المكاسب الى اداة تخريب وشرذمة لوطن بنى اقدم الحضارات واكبرالمدنيات بوحدته واستطاع ان ينجب في التاريخ المعاصر اكبر عدد من العلماء والكفاآت
ان ثقافة المكاسب والتي تستند الى الاستفادة من قوة المشاعر الدينية وديمقراطية الاحتلال هي الحقيقة التاريخية التي ينبغى لقوى اليساران تدركها بعمق لانها تشكل الحاجزالاكبر امام قوى اليسار وان تقويض هذه الثقافة لاينبغي ان ينصرف الى التعرض للدين بل الى التبصيربان مايجري هو ابعد مايمكن عنه لانه يتخذ منه اداة للاحتفاظ بالسلطة بدلا من ان يكون رقيبا عليها وان المخلص الحقيقي للعراقيين ليس الاحتلال لانه يسوقنا الى كارثة تاريخية اهم مظاهرها هوعدم احقيتنا بالسيادة على ارضنا او على اقل تقدير هوشريكنا فيها ولذلك فانالتوجه الثقافي الجاد هو المفتاح الحقيقي وان التوجه الثقافي ينبغي ان يكون من العمق والقوة بحث يشكل ثورة ثقاقية ولابد من التاكيد على ان الثورة الثقافية لاتحتاج الى هياكل للسلطة لكي تكرسها لان ثقافة الضد اصلا تقوم التنظيم اللارسمي ولكن كيف يتحقق ذلك ؟
ان الثورة الثقافية المتوخاة لايمكن ان تتحقق عتدما لايكون هناك مثقفون حقيقون فمن هم المثقفون الحقيقيون القادرون على ان يكونوا رسل الثورة الثقافية ؟
ان الوعي بالمواطنة والايمان بها والاخلاص العميق للمبادىء الوطنية هو ماينبغي ان تكرسه الاحزاب والتنظيمات الوطنية لكي تنجب رسلا لثقافة الجديدة الذين عليهم ان يقيموا اوثق الروابط الاجتماعية وان ينغمسوا في بواطن المجتمع لكي يستخلصوا المواطن الصالح(الطين الحري)
ان اكبرا لاخطاء التي ارتكبتها قوى اليسار هوالتسابق مع القوى الدين السياسي نحو كراسي السلطة وتركت مهمتها التاريخية التي تتمثل في تكريس ثقافة المواطنة الصالحة والتي ستوصلها بدون عناء الى كراسي السطة عنها لاتكون السطة مطلبا انتهازيا بل مسؤولية تاريخية

مجيد محسن الغالبي
21/9 2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة