الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمين واليسار والوحدة الوطنية

جورج حزبون

2008 / 9 / 23
القضية الفلسطينية


صّرح أسماعيل هنيه يوم 20/9/2008 (( إن الاوضاع لن تعود الى ما قبل 14 حزيران وإنه يصنع تاريخاً في قطاع غزه)) ، ويجيء هذا التصريح مع بدء الحوارات برعايه مصريه في سبيل وحدة الموقف والنضال الفلسطيني وقبلُه صرح رئيسه " خالد مشعل" في دمشق أن الشرعيه تنتهي يوم 9/1/2009 للرئيس محمود عباس، وهذا يوضح أن حركة حماس ليست جاده بحوارات الوحده أو لعلها المصالحه مستفيده من تحركات انسانيه تحت شعارات كسر الحصار وحوارات غير مباشره مع إسرائيل وخطوات عربيه ( لغض النظر) محكومه بالاوضاع الداخليه لتلك الدول مستنتجه من تلك التحركات أنها تحقق نصراً لا أدري لمن ؟! وكيف؟! باتجاه تحقيق رؤيتها بإقامة دولة ( مؤقته) إسلاميه مع هدنة طويله الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً...

وبالمقابل تنشغل ’ فتح’ في عقد أو تأجيل المؤتمر السادس وهل بالداخل أوالخارج؟ وتهتم هذه الحركه السياسيه بالإفطارات الرمضانيه كأحد أشكال التوجه للجماهير موشحة خطابها السياسي بآيات كريمه وأحاديث نبويه جميعها تجعل المواطن والجمهور لا يجد أي فرق بين الطرفين المتصارعين سوى إحتكار السلطه وأنها هي أصل الخِلاف !!؟؟

وتغوص أطراف اليسار الضامر في خطوات توفيقيه لا تغيب عنها الذاتيات والشخصنه ، ولا يحقق وحدته التي طال الحوار والدعوه لها وهم ملتقون ولو نظرياً تحت شعارات ( اليسار) بل يهتمون بتحشيد اطارات مواليه لكل منهم مما يعمق أزمة اليسار خاصة في قطاع المنظمات الغير حكوميه والتي أفرزت بيروقراطيه يساريه بامتياز...

فالملاحظ ان قطاع اليمين المتصارع يتنافس واليسار الواهن يتنافس مع بقاء شعار الوحده قائماً ومستديماً للجميع لانه مطلب الشعب ، والسؤال الكبير هنا: هل فعلاً في مثل هذا المناخ يمكن ان تنبت الوحده الوطنيه ؟؟ وإن كان الامر على هذه الصوره، أوَ ليس من المنطقي ان يكون هناك تحرك شعبي واسع بمضامين وحدويه بعيداً عن ترف بعض المثقفين ( اليساريين) الخائضين في ندوات (بيزنطيه) منذ سنوات لتشكيل حاضنه يساريه أو (ثوريه) لم تفلح في الوصول الى نتيجه حتى الآن؟..

واضح أن ما كان يُطلق عليه منظمات شعبيه لم تعد موجوده الاّ بصيغة مكاتب ومدراء ومظهريه مقرفه تعطي إنطباعات سلبيه للشعب، وهذه الاطر هي التي شهدت في الثمانينات صراعات حاده في سبيل السيطره عليها بين التنظيمات والتي بدأها اليسار ثم حسم اليمين الصراع ولو بالمال وسيطر عليها وجمّدها كما تمّ حسم صراع ( غزه) في حزيران حيث تنكروا لمن أسَس وضّحى وناضلَ تاريخياً من أجل صيانة هذه القواعد الشعبيه وحتى تمّ تزويد التاريخ في هذا السياق....وكانما مفاهيم الحسم احدى مفردات الاطراف او الاخوة الاعداء.

هذا التشويه في البناء الكفاحي للشعب الفلسطيني ليس صدفه او مجرد تنازعات تنظيميه أو فكريه بما فيها الاسلاميه، فقد طال زمن الصراع وطال عمر الاحتلال، وتغيرت أجيال لها طموح ولديها رؤى ، وبالمقابل فإن العدو لم يكن يحارب على جبهة واحده فقط وقد حقق إختراقات معروفه، فأثرت هذه جميعها بالبنيه الاجتماعيه ولم يتم الانتباه لها ولم يُعطى لها اهتمام كافي ، وبقيت التنظيمات السياسيه تحمل ذات الشعارات والبرامج وإن تغيرت لهجات في الخطاب انما البرامج لا زالت على ما هي عليه وكأن الزمن لا قيمة له وان الناس ادوات لا تتغير!؟؟..

لقد تغيرت أشياء كثيره في هذا الوطن الذي إستمرَ يحمل جراحه طويلاً بلا أفق وهذه الاحصائيات تقول ان نسبة الاميه عاليه والتسرب من المدارس مرتفع وأعلى نسبه هم الواقعين تحت خط الفقر، وحتى رواتب الموظفين في السلطه ( وهي أكبر مشغل) لا ضمان لانتظامها ولا داعي لعرض للحاله الشعبيه بالتفصيل لكن هناك غابه...

والحوار الجاري والمتكرر يذكر بمبدأ التصالحات العشائريه الجاريه في فلسطين باعتبارها احد أشكال فض النزاعات في ظل قانون ونظام يتلمس طريقـُه بصعوبه ، وطن مقطع الأوصال ومستقبل غامض وحاضر يائس، فهذا الحوار إذن يتم بين مقاولين ومتعهدين ، أما صاحب البيت فله ان ينتظر أمام غرفة العمليات الجراحيه منتظراً السلامه وليست تحت كل الظروف( المستقبل).

أنا لا أرسم صوره سلبيه بل أغرض مدى إغتراب التنظيمات السياسيه عن همْ شعبها وانها تلعب دور الوصي وهذه مفارقات لن تصيب أو تـُجدي ، يجب الاتفاق على برنامج إنهاض جماهيري وليست خطط مصالحة أو هدنه لن تطول ، لا يمكن انتظار دون مشاركه أوسع للجماهير إضافة الى ضرورة دعوة القوى الديمقراطيه العربيه لإقامة جبهه موحده لتحرك الانظمة وتدفعها وتسند شعبنا في مرحلة يعاد فيها الاصطفاف العالمي وربما لفترة طويله قد لا نكون فيها نحن...........................
عنواننا إستراتيجياً فالعالم يتغير كل لحظه والأولويات تتغير ، ولتتكرم سلطتنا الوطنيه بتفعيل المؤسسات الشعبيه ودعوتها للإنتخابات وفي مقدمتها النقابات وتتابع خطواتها بما فيها بعض منظمات الانجزة التي بعضها يملك الملاين ومئات العاملين مع اتساع شعبي ابعد من قدرات بعض التنظيمات ...
اذن عبر ترتيب ديمقراطي للبيت ومختلف التعبيرات السياسية وتشجيع المبادرات المختلفةتكون امكانية تلاحم القاعدة افضل ولنا ان نقول ان للقاعدة مسؤلية عن فساد القيادة ....ان هي تشرذمت ونافقت وقد فعلت المنظمات الشعبية دورا اساسيا ابان الانتفاضة الشعبية الاولى التي انجزة وكونت تضامن عالمي مشهود
بهذا الشكل نبتعد عن الصراع الداخلي المؤسف الذي حول قضيى شعبنا الى جزء من المسيرة الكهنوتية والفكر الديني المتكلس الذي يغيب الوطن لصالح غيبيات ويساهم في تراجع مكتسبات ثقافية واخلاقية حكمت سوكنا الوطني ما قبل اوسلو ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون