الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي

رزاق عبود

2008 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في منعطفات تاريخية معينة تحصل ردود افعال غير واعية لا نجد لها تفسيرا احيانا. كالوطنية المنغلقة التي اجتاحت اوربا بعد مجئ غورباتشوف. وانحسار الشعور، والتضامن الاممي، ثم اليأس، والاحباط الكبيران اللذان عما الملايين، وغير وجه العالم بعد سقوط التجربة السوفيتية. وجنون التعصب القومي، والديني الذي لازالت اثاره قائمة في يوغسلافيا السابقة. او في بلد السلام، والتعايش عراق الرافدين. عندما انشطر المجتمع الى طوائف، واديان، واثنيات، وعشائر متصارعة، وكنا، قبل ذلك، نفتخر في الخارج اننا جئنا من مجتمع لا يسال فيه الاخر عن دينه، او مذهبه، بل يستحي ان يفعل ذلك. ولم نصح بعد من وقع الصدمة، ونحن نعد خسائر الاحتراب الطائفي، والديني، والقومي المفتعل. الاعلام الامبريالي له قدرات رهيبة على التاثير، وله خبرات في الاستراتيج، والتكتيك، وعلماء نفس يعرفون كيفية صياغة الخبر، وكيف يوجهوه، ومتى، ولمن، وباي شكل يصاغ. خبراء تاثير اعلامي تكلف جهودهم الملايين ونتائج خبرتهم: حروب، وسقوط دول، وحكومات، وتنحي مسؤولين، ونيل صفقات..ألخ. فقد استطاع صدام، وحلفائه، ومعه الاعلام الغربي،مثلا، ان يوهم العرب بان الخطر قادم من الشرق، ولابد من حراسة البوابة الشرقية. وظل شعبنا يطحن على مدى ثمان سنوات نتيجة هذه الخدعة المقصودة لتحطيم بلدين جارين، واستنزافهما، واشغالهما، ثم احتوائهما. واستغلت اسرائيل الحرب للتقرب من الانظمة العربية تحت ذات الواجهة، وكان كيسينجر وتلامذته اكفاء في النجاح. الانكليز استخدموا الهنود في حروبهم ضد شعوب اسيا لتوجيه العداء لهم، وكذلك فعل هتلر، وموسليني، وقبلهم نابليون باستخدام ابناء شمال افريقيا في جيوشهم. والقياصرة الروس استخدموا القوزاق من قبل. والتاريخ الحديث ملئ بالامثلة مثل استخدام العثمانيين المجندين الاكراد في مجازرهم ضد الارمن، ومحاولة الانكليز استخدام الاشورين في العراق، وهكذا.

ان اسرائيل كانت وستبقى عدوة العراق الاولى فخارطة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل. واستخدمت احقر الوسائل لتهجير، وتهريب يهود العراق اليها. قصفت المفاعل النووي، تجسست على العراق، شاركت في غزوه مع امريكا مؤخرا. اوعزت لعميليها بريمر، واحمد الچلبي بتفكيك الدولة العراقية، وحل الجيش، واجهزة الامن، التي لو كانت قد انتقلت الى امرة القيادة الجديدة لما حصل ما حصل في العراق. ساهمت في النهب، والفرهود، وحرق المؤسسات، والوثائق العراقية ذات الاهمية الكبيرة علميا، وحضاريا، وسياسيا، وتاريخيا، وسرقت كنوز لا تقدر بثمن. او عزت لعملائها من القيادات القومية الكردية بمحاربة ثورة14 تموز، وقبلها ضد وحدة العراق.اسرائيل لا تضمر لنا الخير يا صديقي، وكما قال المتنبي:
اذا رايت نياب الليث بارزة فلا تظن ان الليث يبتسم

باسم الواقعية، والسلام، ومصلحة البلد شق السادات الصف العربي، وقيد مصر باتفاقيات مذلة. كذلك فعل الملك حسين. وهؤلاء لا يمثلون شعوبهم. كما ان اتفاقيات اوسلو فرضت على الشعب الفلسطيني. ولازالت الاستطلاعات تشير الى ان الاغلبية ضدها. اسرائيل شاركت في الاعتداء الثلاثي على مصر بعد تاميم قناة السويس، وشنت حربين ضد العرب ولازالت تشن الحروب المتتالية، واخرها تدمير لبنان وحصارغزة الظالم. دست الجواسيس في لجان التفتيش الدولية، ساهمت في تخريب الاقتصاد والمجتمع العراقيان، وهم يفتخرون بذلك. والبعض يعتقد،للاسف، ان في التقرب اليهم مصلحة وطنية!! وبالتأكيد قرأت، ياصديقي، ما كتب اخيرا، في الصحافة الاسرائيلية وفضح خيانات القيادات القومية الكردية. وكيف ينفذون اليوم تعليمات اسرائيل بابقاء العراق معطلا حتى تتفرغ اسرائيل لسوريا، والفلسطينيين، وتبقي العراق مشغولا بمشاكله لسنوات طويلة. عراقا منكفئا، لا يشكل خطرا عليها، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه. تتذكر بالتاكيد دعمهم للشاه ضد العراق، وبقية الدول العربية، وضد الثورة الشعبية التي اختطفها الاسلاميون، وكيف قدموا السلاح للخميني لمحاربة العراق. ثم ان السادات، وغيره ممن يقبلون ايادي اولمرت، كما وصفتهم، لايمثلون شعوبهم، وليس فيهم واحد منتخب من قبل شعبه. اسرائيل تحميهم مقابل تنازلاتهم. لذلك فالالوسي يلعب بعواطف الناس كما فعل نوري السعيد، الذي كان يبرر المعاهدات الاسترقاقية مع بريطانيا بانها لمصلحة الوطن، ويربط العراق بحلف بغداد العدواني. مثال الالوسي، واحمد الچلبي، والقيادات الكردية، وكل اعداء العراق يعملون اليوم بذات الاتجاه وبدعم من اسرائيل، وتحريضها، وتخطيطها. ليتك قرات يا صديقي، استمعت لاحاديث اليهود العراقيين الذين يتحدثون عن المعاملة العنصرية ضدهم في اسرائيل. لقد قتل الاسرائيليون سكرتير الامم المتحدة السويدي الاصل. وساهموا في مقتل لومومبا، وعبد الكريم قاسم، ومجازر صبرا وشاتيلا. ان الصهيونية حركة عنصرية معادية للعرب، والانسانية كما هو حال النازية الا لمانية، والفاشية الايطالية، والعسكرية اليابانية. واسال يهود العراق الذين اسسوا عصبة مكافحة الصهيونية. اسرائيل معادية لكل حركات التحرر، ودعمت نظام الابارتيد في جنوب افريقيا، وهي معادية للعراق بشكل خاص لاسباب سياسية، وتاريخية، وايديولوجية، وعسكرية. وما فعلته، وتفعله بعد الاحتلال الامريكي للعراق دليل على ما نقول. واقرا ما تنشره الصحف الاسرائيلية عن دور الموساد في العراق لكي تقتنع اكثر. فيجب ان لا نستسلم لعواطفنا وتاثير الدعاية الامبريالية المتمرسة في تغليف اهداف دعواتها، وعدوانها. ان بعض الفلسطينيين اذا اصيبوا باحباط، وعمى سياسي، ورفعوا صور صدام، فهذا لا يعني انهم ضد الشعب العراقي. انهم مخدوعين مثل بعضنا! ما ادراهم ان صدام جاء بدبابة امريكية وانه باع اليهود المتبقين، وهربهم الى اسرائيل، وان صواريخه قتلت الفلسطينيين، مثل صواريخ حزب الله. وان اسرائيل حصلت ولا زالت تحصل على تعويضات بسبب ذلك، وان عدد كبير من الشركات الاسرائيلية تاخذ تعويضات من صندوق الامم المتحدة للتعويضات بعد حرب الكويت باسماء شركات امريكية، واوربية. ثم لماذا تريدنا، ان نتصرف مثل الفلسطينيين اذا كان تصرفهم خاطئا؟ هل تريدنا ان نقع في خطأ منظمة مجاهديي خلق، واتباعهم مبدا "عدو عدوي صديقي" فلجاوا الى صدام وحاربوا الشعب العراقي؟ استخدمهم صدام لاغراض خبيثة، كما ورط الكثيرين من قياداته بجرائمه ضد الشعب العراقي. اسرائيل ستزول، ان عاجلا ام اجلا ، ان ليس على ايدي الفلسطينيين فعلى ايدي اليهود انفسهم، وربما على ايدي القوى التي خلقتها، بعد ان انتهى دور اسرائيل الاستراتيجي. اما ايران فهي ليست ملك طابو للملالي، وكما "طار الشاه سيطيرون". الشعب الذي انجب مصدق قادر على انجاب غيره، وهم باقون، وهم جيراننا، وعلينا ان لا نعيد سياسة صدام العنصرية بدون وعي. فالشعوب الايرانية بريئة من جرائم الملالي مثلما هو الشعب العراقي من حروب صدام ضد الجيران. ان اعداء العراق هم اسرائيل، وامريكا، وحكام ايران، والكثير من الحكام العرب، ولهم عملاء في العراق. ان الدولة التي تمارس ارهاب الدولة، او الاستخدام المفرط للعنف حسب تقارير الامم المتحدة، لايمكنها ان تكافح الارهاب او تقضي عليه. فهي التي ترسله لنا، وكل المنظمات الارهابية في العالم مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية، والامريكية بشكل من الاشكال. وهذا ليس من خيال نظرية المؤامرة، بل من خلال الواقع، والتصرفات، وتقارير الصحافة العالمية، والمخابرات الدولية. ولا تقل لي ان طالبان والقاعدة لم تنشا على يد امريكا، واسرائيل. والاخيرة قامت بجهود، ومذابح عصابات ارهابية سلحتها بريطانيا. سيبقون يدعمون الارهاب طالما ان هناك مصلحة في تشويه سمعة العرب، واليساريين، والشرقيين. كما ابقوا على المنظمات اليسارية المتطرفة في السبعينات ولكنها انتهت بقدرة قادر بعد سقوط جدار برلين. لذلك علينا دعم جهود الشعب الايراني لاسقاط حكومة الملالي، وليس دعم اسرائيل، والصهيونية والا سنرتكب نفس خطيئة مجاهدي خلق. ولا تنسى يا صديقي ان اغلبية الانصار الذين حاربوا صدام في جبال العراق قد تدربوا على يد المنظمات الفلسطينية، وان الساحة اللبنانية التي كانت تسيطر عليها منظمة التحرير، وحلفائها اللبنانيين احتضنت الاف الديمقراطيين العراقيين الذي هربوا من بطش صدام اوائل، واواسط سبعينات القرن الماضي. ان اسرائيل المحتلة المغتصبة، والمشاركة في احتلال العراق لايمكنها ان تقدم المساعدة لنا في حربنا ضد الارهاب. اسرائيل يا صديقي تتجسس حتى على امريكا نفسها، والفظائح كثيرة في هذا المجال فكيف بالعراق. وعذرا فلست رقيبا على فكرك، ولا فرضا على رايك، ولكني ما اردت لكاتب وطني مثلك ان يخدعه من رافق الچلبي، وساهم في تشكيل فرق الموت السيئة الصيت. وكما قلت فانه في اوقات الاحزان، والصدمات الكبرى يمكن للمرأ، ان يشط في تفكيره، لكنك اكثر وعيا. وانت ترى معي كيف يصور الاعلام الغربي ان روسيا هاجمت جورجيا في حين ان الواقع هو ان جورجيا هي التي هاجمت الجمهوريات المنشقة بتحريض من امريكا، وحلف الناتو لتبرير انظمام جورجيا، واوكرانيا لذلك الحلف لمحاصرة روسيا. رغم ملاحظاتنا على سياسة بوتين لكنه يفكر بمصلحة وطنه وهو يرى ان النار تدخل بيته. فهل يعقل ان تكون الصواريخ الامريكية في بولندا، وجيكيا موجهة ضد ايران مع علمنا ان تركيا عضو الناتو اقرب، وان اسرائيل لديها مئتين راس نووي، كما ذكرت، ونصفها موجه ضد العراق بالمناسبة. اقصد ان الصهيونية، والامبريالية متمرسة في الخداع الاعلامي ولهما القدرة الفظيعة على تقديم الصور المقلوبة كما صورت الصومال خطرا على العالم، وان في العراق اسلحة دمار شامل، لم يعثر لها على اثر.

ارجو ان يتسع صدرك وصدر كل الاصدقاء ممن دافعوا عن مثال الالوسي فلدينا بدائل كثيرة في قوى شعبنا الوطنية، وامكانيات شعبنا الجبارة، بدل التعويل على حماية امريكية، او مساعدة اسرائيلية. فهذا اشبه الى النكتة من الواقع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن