الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة

وجدان عبدالعزيز

2008 / 9 / 24
الادب والفن



بات من الضروري البحث عن الرابط بين الأدب والبناء الحضاري وإيجاد دالة تؤكد عبر مسار التاريخ مفادها إن الأدب ينبثق من البناء الحضاري ويكون صورة له ، وبالتالي تعكس هذه الدالة دور منتج الأدب سواء كان شعرا أم سردا ، فهذا الدور يوجب التزام الأديب في عصرنا الحاضر بقضية الإنسان والحضارة ، لذا بالامكان عد أي إنتاج أدبي يحمل فلسفة هذه القضية أدبا يحمل بين طياته الحداثة إذا توازى مع حالة الانبعاث والموت واستثمر حالة الانبعاث وربطها مع ضجيج الحياة وادعى عدم الصمت بدليل انه ترك الأثر الذي يحفز الإنسان في الاستثمار ، فحينما يأتي اجل الموت معناه في هذا السياق انتهاء الإنسان جسديا ، غير انه حقق أثرا خالدا ، إذن الأدب الحي هو الذي يستوعب إرهاصات الجماعة ويعيش مفردات الحياة والخلود والبقاء ، وهنا يبرز جهد المثقف في الجمع وفق هذا المضمار بين الفلسفة والاجتماع والتاريخ والحب من اجل العطاء الاعمق تأثيرا في الذات الحاضرة كونها في عصر المعلوماتية والعولمة أي داخل الشد والتوتر والانفعال لإبراز الخاصية الإنسانية ، وهناك في نفس التوازي نجد البحث عن الخصوصية ويبدو نسق مهمة الأديب والمثقف إنها مهمة شاقة وصعبة تتطلب حالة التوازن والاستقامة على طريق متميز يعكس صورة المجتمع الحي وتفاعله مع المجتمعات وشعوب الأرض الأخرى ، حتى يتبدى للمتلقي إن إرهاصات هذا الأدب ورؤاه ليست حصرا على مجتمع ما إنما هي غذاء روحي لكل إنسان يسعى وراء البحث عن المثال المحتذى ثم انه على مر العصور خلق النموذج الذي يعتبر الأديان كإصلاحات ذاتية للإنسان تكمل بعضها البعض والشعوب تسعى بعضها للبعض في استثمار الرمز المرجو من خلال النص الأدبي المنتج .
وهكذا تكون الأحكام من داخل النصوص لا من خارجها لأنها لاتقبل الأحكام المسبقة ولا حالات التكلف ولا تلبس غير لبوسها الحضاري الباث لأريج الخير والمحبة ، هذا المسار مثله الإنسان في بلاد الرافدين خير تمثيل عبر عشرات الآلاف من السنين ، رغم وجود هزات عنيفة ومدمرة وعلى مسمى المصطلح الحديث إرهابية حاولت إيقاف المد الحضاري لهذا الإنسان ، لكن بقيت الوجوه المشرقة له تستوعب متناقضات الحال وتكون فعلا ثورة وتغيير والا لماذا تشهد ارض العراق أول مسلة قوانين تنظم الحياة هي مسلة حمو رابي وتاليا مهبطا للأنبياء والرسل .. من هذا جاء الإنتاج الفكري والثقافي هو من النوع المحمل بالتجربة والبحث ، بحيث كلما حاولت الغوص في أعماقه توالدت أسئلة تؤدي إلى خلق نماذج افتراضية أي أنموذج وظله ومثال وحالات بث مستمر بين ثناياه اكتسبت هذه كلها جواز العراقة والاصالةواجازت حالة المعايشة واجترار الرمز المخفي وأصبحت ذات مرونة في استقبال الآخر واستيعاب إرهاصاته وتبادل البث المباشر عبر ذبذبات أجهزة المعلوماتية بتقريب وجهات نظر الإنسان المختلف عن منتج النص نفسه في مشرق الأرض عن مغربها ثم شرعية التناسل بين هذا الإنتاج الفكري وذاك وبالتالي شرعية ارتداء مظاهر الحداثة لانها تمثلت مظاهر الحضارة بكل ينابيعها الأصيلة ..
ومن جملة هذه المقدمة نستطيع القول إن الأدب العراقي مقبل على إنتاج فكري حداثوي يمكث في حوار الآخر طويلا ويستقر في الحضارة الإنسانية من خلال عولمة الفكر بشرط دالة الاصالة وخصوصية المنبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي