الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الاتفاقية الامنية المزمع عقدها بين امريكا والعراق

فيصل خليل

2008 / 9 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


منذ انهيار نظام البعث الفاشي على اثر احتلال العراق من قبل القوات الامبريالية الفاشية للولايات المتحدة وحلفائها فان اوضاع البلد تسير من سي ء الى اسوأ في كافة المجالات فالخراب الاقتصادي يشل كافة القطاعات الانتاجية والخدمية والبطالة مستفحلة باوسع مداها بين قوى المجتمع المنتج والخدمات العامة من ماء وكهرباء ووقود متردية الى درجة ان الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال حتى الان عاجزة عن احراز اي تقدم ملموس في ميادينها واستشراء الفساد المالي والاداري في اجهزة الدولة عموما ً وما عكسه من نخر في كيان مؤسسات الدولة وتفسخها وشيوع النزعات المذهبية الطائفية والعرقية والقومية وتغذيتها وما صاحبها من قتل طائفي وعزل مناطقي وتهجير للسكان خارج وداخل البلاد وبدون معالجة حقيقية وجذرية رغم الصخب الاعلامي الرامي الى طمس ارادة الشعب الحقيقية وتزييفها بالديمقراطية التوافقية بين الاطراف المتسلطة على الحكم وبرعاية المحتل اذ لا يخفي ان للامبريالية الامريكية وحلفائها من السائرين في ركابها سياسة ثابتة ذات اهداف استراتيجية تجاه بلدنا قائمة على الاستحواذ على خيرات البلد والامعان في النهب والاستثمار والاستعباد وخنق الحريات العامة والتجاوز على حقوق الانسان وتزييف المفهوم الديمقراطي اذ يعمل الامبرياليون على تطبيق هذه السياسة بالاتفاق مع الفئات الكومبرادورية من الطبقة البورجوازية وطغمتها الحاكمة مهما اختلفت وتنوعت اسماؤها واشخاصها .
لذا جاء مشروع المحتل الامبريالي الامريكي لعقد اتفاقيتين بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الذي مهدت له باعلان المبادىء بين الرئيس الامريكي بوش ورئيس الوزراء العراقي المالكي في 25 تشرين الثاني من العام الماضي والذي اعتبر بمثابة الاطار العام لتنظيم العلاقة بين البلدين في محاور امنية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وثقافية على ان تنجز في اواخر تموز2008 .
ان شعبنا الذي يئن تحت جراحه العميق لا يعلم شيئا ً عن المضمون الحقيقي لهذه الاتفاقية المزمع امرارها اذ لم تعرض نصوصها بصورة شفافة على ابناء الشعب وقواه الوطنية انما جرى بحثها وراء الكواليس وبتكتم وسرية من قبل مجاميع سلطوية وبتوجية من المحتل الغاشم وبرعايتة في سبيل امرارها بعيدا ً عن اعين الشعب والسؤال المطروح هو لماذا هذا التكتم على مضامينها وما مصلحة الشعب والوطن بامرارها حيث يتبجح الموالون والداعون لها بالدفاع عن الاستقلال الوطني وسيادة البلد متناسين عن عمد ان البلد خاضع وخانع لسطوة المحتلين من الامبرياليين الامريكان وباسم القوات المتعددة الجنسيات وان السلطة القائمة غير متكافئة الند للند حتى تستشف مصلحة البلد وتقرر مصالحة العليا .
لذا اتضح للعيان ان الاتفاقية هي استمرار لالية الاحتلال بمسميات جديدة فالاتفاقية المزمع امرارها لاتخرج عن مشروع وصاية بالانتداب على العراق وهي اشبه بمعاهدة ( 1930 ) السيئة الصيت .
ان شعبنا اليوم مسلوب الارادة جراء الاحتلال الغاشم للبلد ولن يقبل باي اتفاقية تسلبة ارادتة الحرة وتنهب ثرواتة وتستعبد شعبه اذ ان مجال الانفتاح واقامة العلاقات المتوازنة والحرة بين العراق والدول الاخرى لايمكن ان تتم الا بعد تحرير العراق واقامة وتوطيد حكم وطني تقدمي شعبي ديمقراطي حيث يستطيع الشعب العراقي ان يقرر بارادتة الحرة علاقاته ووفق مصالحة الوطنية العليا وينبغي علينا نحن الشيوعيين طليعة شعبنا ان نجابه هذه السياسه الغاشمة ونتصدى لها بكل السبل والوسائل وبسياستنا الثابتة وهي النضال في سبيل الاستقلال الوطني والحكم الديمقراطي الشعبي هذه السياسة التي نناضل في سبيلها وستقودنا الى النصر .
ان الطبقة العاملة المتحالفة مع الفلاحيين وسائر الجماهير الكادحة وجميع الفئات الوطنية والديمقراطية في بلدنا تدرك جيدا ً ان مصير المعركة القائمة بين القوى الوطنية وقوى الاحتلال هي التي ستقرر مصير وطننا وعلينا ان ندرك مسؤليتنا تجاه شعبنا .
ان المحتلين من القوى الامبريالية يريدون ان يفرضوا على شعبنا مشاريعهم الامبريالية وبالاتفاق مع عملاهم من القوى الظلامية الرجعية وفرض مشاريع ذات طابع عسكري واحتلالي واستعبادي واستثماري لايمكن ان يقبل بها شعبنا ولا ان يخضع لها بل سيهب لمقاومتها وتحطيمها فلنكن جديرين بالمهمة الكبرى التي تنتظرنا في المعارك الوطنية الشعبية الحاسمة التي تنضج في بلادنا ولنسر في طليعة قوى شعبنا المناضلة ضد الامبريالية والاحتلال والبؤس والاستثمار ولنعزز اتحاد العمال والفلاحيين والجماهير الشعبية الكادحة في بلادنا للنضال من اجل الاستقلال الوطني الناجز والحكم الديمقراطي الشعبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر