الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكرمة الاغتيال

يوسف المحمداوي

2008 / 9 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


بعد التغيير ذهب احد العراقيين لزيارة احد اقربائه العائد من الخارج بحقائب الديمقراطية الجديدة واستقبله الرجل في محل اقامته ( المحوسم ) او لنقل داره الجديدة ما دام الرجل يؤمن بالخطأ الشائع والمساواة الطبقية واحترام حقوق الانسان ،وحين قارب المساء على الحلول وليس الاجوبة ! قام صاحب الدار محتضنا ضيفه عنوة على الوداع وهو يقول له كنت اتمنى ان تقضي الليلة معي لكني بحكم الرؤية السياسية التي احملها ارى بأن الفندق او اي مكان اخر اكثر امان وراحة لك واوصد الباب خلفه وسط ذهول الضيف ، هذه الحادثة بكل مدلولاتها تحيلنا الى عدة مواضيع اهمها محنة المثقف العراقي سواء في الداخل او في الخارج من خشية السياسي من وصول المثقف الى الموقع الذي يستحقه في سلطة القرار وبرهان ذلك الحوادث المفجعة التي اصابت كبد الثقافة في استهداف رموزها من خلال الاغتيال او النفي او التهميش واخرها اغتيال رسول الحب والنبل والثقافة الكبير كامل شياع ولم يأتي هذا الاغتيال اعتباطا ، بل كان مبرمجا كرسالة مفادها لكل من ارزم حقائبه من مثقفي الخارج ان تحترموا انفسكم وتركنوا حقائبكم في منافيكم لحين نرتوي من منافعنا التي وهبتها لنا المحاصصة لاسيما وان الشهيد كامل شياع الذي كان يشغل منصب مستشار في وزارة الثقافة قد اعد العدة لعودة عائلته وقطعت تذاكر السفر لهذا الامر بعد ان اصبح الرجل قاب قوسين او ادنى من ان يكون مستشارا ثقافيا لدولة رئيس الوزراء حسب مصادر اعلامية ، فهل كان اغتيال شياع بسبب مخاوف البعض من وصول مثقف عراقي حقيقي الى موقع يليق به ويملأه بجدارة ؟ ام ان الحادث له علاقة باصدار حكم غيابي بالاعدام على المجرم اسعد الهاشمي لاسيما وان الحادث جاء بعد حين من اصدار ذلك القرار ..؟
وما يثير الاستغراب اذا كان الراحل بالفعل مرشحا لذلك المنصب فلماذا هذا الصمت والتجاهل الحكومي ضد اغتيال هذا النبيل في وقت تتوالى برقيات الحكومة على شخصيات اقل شأنا وحضورا في الوسط الثقافي من ابي ياس .. وهذا التجاهل شمل حتى السلطة التشريعية بأستثناء حالة واحدة جاءت من فخامة رئيس الجمهورية واسى فيها العائلة الثقافية فضلا عن جلسات وصفحات تأبينية لبعض الجهات الاعلامية الجادة والامر من ذلك هو تجاهل الحفل التأبيني الذي كان من المفترض ان يقام من قبل اتحاد الادباء وكتاب العراق من قبل رئيس الاتحاد ومجلسه التنفيذي وذهابهم الى زيارة دولة رئيس الوزراء ليقبضوا المكارم التي اصبحت حكرا لهم سواء من المالكي او المسوؤلين الاخرين ...... نعم هذا هو حال ثقافتنا اليوم فقيادة اتحادنا في ضيافة المالكي ووزير الثقافة مع وفد رفيع المستوى في عمان ووكيله الاقدم مع وفد ثقافي -عائلي مشترك يحاول ان يدخل لندن لكنه لم يفلح ووكيله فوزي الاتروشي في سوريا مع وفد ثقافي اخر وابي ياس الى مقبرة وادي السلام
وا... ا.... اخ .. اخ يابلد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا