الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا تايلاند !

طارق قديس

2008 / 9 / 24
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إن عيون أبناء العالم العربي بطبيعتها تنزرح إلى الجزء الغربي من العالم دون أن تقصد ذلك، فهي دائمة التعلق بكل ما هو آتٍ من أوروبا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية، ونادراً ما تستطيع أن تحلق خارج مجال جاذبية تلك المناطق، لترى أن هنالك عالماً أجمل في الشرق الأقصى من العالم، عالماً أنضر في تلك البلاد التي استطاع العرب أخيراً أن يجددوا تعارفهم بها، بعد سنوات من الجفاء، وأن يبدأوا بالرحيل إليها من جديد، لاكتشاف طبيعتها الجميلة التي ما تزال فتية عصية على رياح العولمة وما تحمله من كوارث على دول العالم الثالث بشكل خاص.

إن الحديث يطول عن تلك البلدان لو أمسكناها واحدة واحدة، وذلك ابتداءً من اليابان، ثم سريلانكا، فالفليبين وانتهاءً بالهند، لنرى كم من جمال الطبيعة فيها، وكم من تطور دؤوب قد دارت عجلته على أرضها وبين مروجها دون أن يكون الهدف هو إثارة الضوضاء حولها، أو الحصول على فقرة دعائية في صفحات الجرائد العالمية.

ولعلنا لو قمنا بالحديث عن تايلاند وحدها كمثال، وعن مكانتها في الشرق الأقصى، لرأينا صعوبة احتواء نقاط القوة التي ترصدت لها في السنوات الأخيرة على المستوى العالمي لكتابتها في مقال واحد، فتايلاند قد حققت قفزة اقتصادية هائلة في الآونة الأخيرة، هذا عدا عن تميزها في عدد من الحقول الأخرى، مثل الرحلات السياحية المتعددة من منطقة الشرق الأوسط إلى بانكوك وبتايا، حيث جمال الطبيعة الخلاب إلى أبعد الحدود.

ولعل ما حفزني للكتابة عن ذلك البلد البعيد في الشرق الأقصى هو ذلك الخبر الذي نشر منذ فترة قليلة في المواقع العربية والعالمية، ومفاده أن تايلاند بدأت بالتحول بخطى ثابتة لأن تكون «ديترويت» السيارات الصديقة للبيئة بفضل سياسة الإعفاءات الضريبية التي تقدمها للشركات الراغبة بانتاج سيارات صديقة للبيئة.

وقد بدأت عدة شركات عالمية للسيارات الكبرى، وخصوصا الشركات الاسيوية، مثل سوزوكي اليابانية، وتاتا موتورز الهندية بالتخطيط للبدء بالاستثمار في تايلاند، منطلقتين من أن استراتيجية الحكومة التايلاندية بالتركيز على ما تعتبره سيارة المستقبل قد بدأت تأتي أكلها، علماً بأن قوانين تايلاند تشترط على أي شركة سيارات انتاج 100ألف سيارة سنويا على الأقل تستطيع الواحدة منها قطع 20 كيلومتر بلتر واحد من البنزين كي تستفيد من الإعفاءات الضريبية.


فتايلاند ذلك البلد الجميل الذي يحتل المرتبة الخامسة عشرة في قائمة الدول المصدرة، لهو واجهة مشرقة للشرق كله ينبغي للعالم العربي أن يوجه أنظاره إليها، على مستوى السياحية والاقتصاد، ليستفيد منها في تجربتها، ويعمِّق علاقاته الاقتصادية معها، ولتكون له في المستقبل مثلاً يعتد به في المثابرة والإصرار على تحقيق المستحيل، فلا يكون الغرب وحده بعد ذلك مثلنا الأعلى في التقدم والازدهار، خاصة فيما نحن نشهد في الولايات المتحدة الأمريكية أزمة اقتصادية لم يشهدها السوق الأمريكي من قبل، وذلك منذ حصول الكساد الكبير في عام 1929.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم