الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات عاطل بدون عمل

إبتهال بليبل

2008 / 9 / 27
كتابات ساخرة


الطرقات تعج بالمارين.. متعجلين أو متمهلين، لكنهم يسيرون، بكل الأحوال إلى هدف معلوم.. سواء كان هذا الهدف عملاً أو بيتاً أو عشقاً.والحركة في الشوارع آمنة وغير آمنة.. ضحكات، ربما دمعات، اوحزن ، وقد يكون سخط ، هم أذكياء أولا. .ونقول إنها الدنيا، والوعد والموعود، إنها الحركة والبركة، وسوق الخضار ومحلات الفاكهة.. إنها الأم والطفل والمدرسة.. المكتبة.. الأحلام.الأحلام؟.؟ من الصعب أن نتحرك كثيراً ونحن نفكر بأحلامنا ، أحلامنا، التي قد تحركها كلمات ربما تكون أغنية أو قصيدة ، تصيبنا بعشق الربيع ..
وضمن حركة هذا الكون الشاسع نجد مكاناً لصمتنا، أو ندخل، ربما، لنستريح من عناء سير طال بنا نفتش عن أمل لحلم او ظل أمل.. عن طريق أو دالة ، عن مكان.. مكانين.. أو أكثر، ولكننا في صدفة! ندير ظهورنا المتعبة للدنيا ونكتفي بارتشاف قطرات ربما هي ماء.. مفتشين في أعماق الحياة عن فجوة نضع فيها أمنياتنا المكلومة؟!
نحن وحيدون إذاً أم ننتقي مكاناً مضيئاً بالنور والظل، فوقنا تراكمات من القش، وأمامنا الناس، الذين، من الممكن أن يصبحوا ذات يوم أصدقاء لنا.. أو أعداء.وننتقي مكاناً ثابتاً نفتش فيه عن أنفسنا وعن الآخرين، ونحلم أننا نتسلق جبالاً لنصل إلى قمم خضراء.. لنقول:.. فُرِجَتْ علينا.. وقد وصلنا ..!
إنها البطالة إذاً أم أننا نتقدم شبه مهندمين.. شبه صاحين، شبه نائمين، نحمل على ظهورنا التي انحنت قليلاً أو كثيراً، ثقل أضابير الأيام، ومفاتيح أسرار أقفلنا عليها في طيّ درج النسيان.. ندخل إلى مناطقنا ، ونفتش عن أصدقائنا القدامى ذوي الجاه العتيق وما أن نجلس معهم في عتبات الابواب حتى نصفق متقمصين شخصياتنا القديمة، لنطلب أحلاماً اندثرت وولت ....
وتمتلئ الشوارع والمقاهى بأمثالنا.. وبأمثال الوحيدين ومن أصابتهم حمى البطالة.. فترنّ في الأجواء الدافئة أو المبَّردة حسب الفصول أصوات متلاحقة… متكاثرة.. صاخبة.. .
هاهي الحياة ، تتركنا في وهج التنافس والتناحر والرغبة في الفوز والانتصار وتحقيق النجاح في مسيرتنا الدراسية .. ولما لها من المشاعر التي رافقت البشرية بدرجات متفاوتة عبر الأزمنة. اليوم لم أعد وحيداً ومستنداً على الجدار العتيق أفصص بزر خيبتي ، وأطلب ورقة وقلماً لأدون ديوني التي أحفظها عن ظهر قلب.اليوم . لم أعد وحيداً، فالوحيد هو من لا يجد وحيداً مثله على ظهر الكرة الأرضية، أما وقد وجدت منكوباً مثلي..بل الآف المنكوبين العاطلين وبدون عمل او لقمة عيش ، فإني اليوم عندما ارى ذلك وبشكل تلقائي أكون قد تقاسمت همومهم وتقاسموا همي.. حتى أن انتصاراتنا وهزائمنا في لعبة الحياة سوف... تصبح مضحكة ودون أية روح وثابة للمغامرة: ففي كل رمية من الحياة الى سخطها .. في كل انتصار بسبب قيامنا من هذا السخط دون خسائر ، أمر ويمر غيري بلحظات انتظار.. انتظار ليس وحيداً، ليس كمن ينتظر موته ولو كان بين عشرات الأشخاص.. وفي لحظة الهزيمة أو الانتصار يتجدد لدى الوحيد أمثالنا هذا الشعور المثالي القديم - الشعور بالرهان - بإثبات الذات بشكل من الأشكال.ونضحك.. ونتواعد للغد.. للعبة نرد جديدة.. وعندما نسير عائدين أو مبتعدين نشعر بالهدف، الهدف الذي خلقناه من تسلية وعدم.. لن يضع الواحد الوحيد أمانيه واحلامه المتكسرة في فجوة الحياة - وليعرف أن إنساناً مثله.. يحتاج إليه، ويكسر سلبيته، ويجدل شعره الأبيض الذي عاد به إلى الاغتسال مرة أخرى.....
البطالة نعم انها البطالة.. نحن اللاشيء.. ونحن شيء بالتأكيد.. مخلوقين ونجلس في الطرقات والمقاهي ، مشّكلين ظاهرة استثنائية، فالعاطلون عن العمل في بلادي لا يقبضون رواتب تقيهم شر السؤال والحاجة.. ..
يفتشون في الاماكن .. عن امثالهم ، زائغين النظرات كئيبي الملامح ، متثاقلي الحركة، مصابين بأمراض لا يستطيعون معالجتها، فنجد الكثيرين - وأغلبهم من الشباب الذين غلبتهم الدنيا وأثقلت عليهم.
يقررون التكلم !! ليس مع انفسهم بالطبع.. لماذا إذن لا نقلص من أهدافنا ، وان نحددها؟. لماذا نعتبر انفسنا شيئاً ونحن مجرد عاطلين عن العمل. وما أجمل العمل، إنه ذروة السعادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا