الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنبلاط في دمشق

مروان علي

2008 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك خطأ في العنوان ، فالزعيم الدرزي معروف بمواقفه المتقلبة حسب الظروف والجو العام ويعرف بحسه الميكافيلي من اين ( يأكل الكتف) لذلك ليس مستغربا ان نسمع بعد فترة ان وليد جنبلاط في دمشق .

فبعد مصالحته مع حزب الله في الجبل ، سيذهب جنبلاط الى دمشق وسيعتذر عن مواقفه السابقة ودعوته للجيش الامريكي لاقتحام دمشق واسقاط النظام فيها وسيتحدث طويلا عن دور سورية في التصدي للهيمنة الامريكية والاسرائيلية على المنطقة ودعم المقاومة التي حررت الجنوب وسيعتذر وكأن شيئا لم يكن.
طبعا لديه جواب جاهز دائما :
( لقد تطورت ممنوع نتطور أو لقد كنت مخطئا وها أنا اعترف بذلك )

انه استعراضي بكل معنى الكلمة ..
وما يتضمن ذلك من مهارات لغوية وجسدية ولعب على كل الحبال
لان السياسة بالنسبة اليه مجرد سيرك.

لقد فقد الرجل البوصلة ولكن متى كانت بوصلة جنبلاط مضبوطة ، ليس له في السياسة شيء وتحول الى سياسي بالصدفة، بعد استشهاد كمال جنبلاط كان لابد من البحث عن خليفة له وهكذا تحول وليد وليد جنبلاط - كمال قال أحد ابناء طائفته - من شاب مولع بالدراجات النارية والسكر والحفلات الى سياسي يتربع على عرش تركة كمال جنبلاط العظيم .

طبيعي جدا ان لايكون لوليد بك جنبلاط موقف لان المواقف تأتي من السياسة وحين لاتكون هناك سياسة واضحة وخطاب سياسي محدد المعالم وانما مصالح ومنافع آنية وركض وراء الفلوس وقتها ستتقلب المواقف تبعا للمصالح والمصالح الشخصية فقط بمعنى آخر مصلحة وليد بك جنبلاط فقط وليست مصلحة حزبه بكل تاكيد ، فلا مصلحة لا للدروز ولا للحزب التقدمي في كل معارك جنبلاط الهوائية .

لقد راهن وليد جنبلاط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب القوات السورية من لبنان ، على مواجهة سورية وغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بسبب الدعم السوري المزعوم لحزب الله اللبناني وللمقاومة العراقية ، واعتقد ان اصابع الاتهام الموجهة لاجهزة المخابرات السورية في عملية اغتيال الحريري ستضع النظام السوري في خانة اليك وتوقع ان تنتهي المواجهة بين الولايات المتحدة وسورية بضربة عسكرية قاصمة للنظام السوري تؤدي الى إنهياره ، اعتمد في ذلك على تحليلات خدام والبيانوني وغيرهم .


لكن توقعات السيد جنبلاط مثل مواقفه السياسية فالولايات المتحدة التي تكاد تغرق في المستنقع العراقي لاتحتاج الى مستنقع آخر خصوصا في ظل المعارضة الاوربية للحلول العسكرية الامريكية التي لم توقف الارهاب وانما زادته حدة وضراوة وبعد تنامي موجة العداء للغرب عموما في العالم الاسلامي وحتى في الدول المقربة من الولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية وباكستان وقطر والكويت ومصر والاردن وحتى تركيا الحليف الاطلسي .


هكذا إذن توصل وليد بك جنبلاط وبعد طول تحالفات ومعارك دونكيشوتية الى قناعة مفادها ان عصفور في اليد أحسن من خمسة على الشجرة الامريكية .

ذهاب جنبلاط الى دمشق أصبح شبه مؤكد ، ولكن هل ستفتح القيادة السورية أبواب دمشق لمن دعا صراحة الولايات المتحدةالى احتلال عاصمة الامويين ؟
لا أظن ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع