الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مؤتمر هرتسيليا المثير للجدل

عدنان الظاهر

2008 / 9 / 26
الارهاب, الحرب والسلام



لا أردُّ في مقالي هذا على أحدٍ ولا أتدخل في موضوع مشاركة البعض فيه ولا فيما دار من نقاشات ومشاجرات وضرب بالأيدي أثناء إحدى جلسات مجلس النواب العراقي الأخيرة التي جرت فيها مناقشة هذا الموضوع الملتهب والمثير للجدل . إنما أحاول هنا أن أبيّن وجهة نظري حول جوهر وأبعاد وخطورة مثل هذا المؤتمر على مستقبل العراق وعموم منطقة الشرق الأوسط . حين فشلَ مشروع الشرق الأوسط الكبير لدى تجربته في الحرب الإسرائيلية ضد لبنان في تموز 2006 إلتفتت الإدارة الأمريكية الحالية إلى العراق بإعتباره المرشح القوي ليكونَ حجرَ الأساس لإقامة صرح مشروع الشرق الأوسط فروّجت للإتفاقيتين الأمنية والعسكرية وباقي التفصيلات المعروفة جيداً . ولمّا تعثر المشروع الثاني ( العراقي ) وتعددت مسوداته وطال الجدلُ حوله إثر تصدي قوى عراقية عديدة له كان من بينها أصوات وكتابات مثقفين عراقيين بينوا رأيهم في هذه الإتفاقيات التي أُبقيت غامضة ً سرية ً لم يطلع عليها حتى أعضاء مجلس النواب العراقي . أبدت فرحتها بهذه الإتفاقيات جهات عراقية معروفة حدَّ الإسراف في حسن النية والسذاجة والبلاهة بل والهوس الجنوني بالترحيب بهذه الإتفاقيات وإقامة القواعد العسكرية الأمريكية على تراب العراق والبقاء فيه إلى آجال غير محددة بحجة حماية العراق من إحتمالات عدوان خارجي ومكافحة الإرهاب ثم ديمومة (( الديمقراطية )) فيه !! أجلْ ، حين تعثر هذا المشروع المشبوه أصلاً وفصلاً ولا أحد يعرف اليوم مصيره وما آلت إليه الجولات الأخيرة من المفاوضات بين فريقي التفاوض العراقي والأمريكي ... فتحت أمريكا وظلها المتابع الدائم إسرائيلُ باباً آخرَ أو جبهة ً ثالثة ً لإختبار مديات وإحتمالات نجاح مشروع الشرق الأوسط أسميتاه ( مؤتمر هرتسيليا لمكافحة الإرهاب ) ... ؟! عجباً ! أكبر دولتين إرهابيتين في العالم تتكلمان عن مكافحة الإرهاب !! أمريكا وإسرائيل زعيمتا الإرهاب الدولي تنظمان مؤتمراً لمكافحة الإرهاب !! كلمة حق يُرادُ بها باطل . الدول ( وبعض الشخصيات التي دُعيتْ فحضرت المؤتمر إياه ) المقترحة لقيادة هذا المشروع عن طريق الصيرورة لعقد إتفاقية مخابراتية فيما بينها ست دول ( عدد رؤوس نجمة داوود الست ! ) هي : العراق ، الكويت ، الأردن ، تركيا ، إسرائيل ثم زعيمة [ العالم الحر ] أمريكا . هذا هو المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي ( الإسرائيكي ) أو المحاولة الثالثة لإخراجه إلى العلن وتدشين مرحلة جديدة في تأريخ الشرق الأوسط مرحلة سيادة إسرائيل المطلقة على المنطقة عسكرياً وإقتصادياً ومالا ً وتجارة ً ومضاربة ً بالعقارات وسوقاً واسعة لترويج ما تنتج مصانعها من ألكترونيات وغير ذلك من البضائع ثم لجعل العراق تماماً كحال جمهوية جورجيا أرضاً للتهديد والإبتزاز ثم لضرب وتدمير مواقع مختارة في بعض دول الجوار العراقي المباشر والأبعد منه مثل باكستان النووية وأفغانستان المضطربة الحال . ليس سوريا ببعيدة عن هذا المخطط . لذا ، وبقدر ما تسمح به تنبؤاتي وقراءتي لما يجري ، أسمحُ لنفسي بإستنتاج خطير مفاده ما يلي : إنَّ مؤتمر هرتسيليا والهدف المركزي له ما هو إلا تمهيد للمشروع الأمريكي الأكبر منه الرامي إلى إنقاذ أمريكا من ورطتها في إحتلال العراق بتسليمها العراقَ لإسرائيلَ لتتحكم به وبحاضره ومصيره ومستقبله كيفما تشاء هي وأمريكا . وعليه فإني أرى أنْ سوف لن تنسحبَ أمريكا من العراق إلا إذا غدا جاهزاً لتسليمه تسليمَ مفتاح ٍ في اليد لحليفتها الستراتيجية إسرائيل . ولهذه المسألة أوليات بدأت منذ ساعات دخول القوات الأمريكية وغيرها أراضي العراق حيث كانت ترافقها قوات إسرائيلية خاصة لم تخفها أمريكا إذْ صرح أحد الناطقين بإسمها أنَّ مع الجيش الأمريكي قوات خاصة لتنفيذ مهمات خاصة في العراق . وقد عرف العراقيون طبيعة عمل هذه القوات الخاصة حيث نُهبت الوزارات وأحرقت ونهب المتحف العراقي والمكتبة الوطنية ثم بدأت موجات إغتيالات العلماء والأطباء والعسكريين العراقيين ولمّا تزلْ قائمة ً حتى اليوم . ثم نما وتطور حجم التوغل الإسرائيلي في العراق مبتدئاً بشماله حتى وصل المنطقة الخضراء بشكل تجار وخبراء وعناصر مخابرات ثم مرتزقة شركات الحماية الخاصة وهم خلائط من مختلف شعوب الأرض قوميات ٍ وأديان وفيهم الكثير من منطقة الشرق الأوسط. نجحت أم لم تنجحْ مشاريعُ الإتفاقيات الأمنية والعسكرية المقترحة بين العراق وأمريكا الرامية إلى إبقائه مستعمرة وأرضاً لإقامة الكثير من القواعد والمعسكرات الأمريكية ووسيلة ً لضمان نهب نفطه وغازه وباقي ثرواته المعدنية ثم منصة ً للتهديد والعدوان ... أقول : نجحت أو فشلت هذه المشاريع فإن في جعبة أمريكا وحليفتها إسرائيل أكثر من مشروع بديل لبلوغ هذه الأهداف كان آخرها ما سُمي َّ ب (( مؤتمر هرتسيليا للأمن ومكافحة الإرهاب )) الذي حضره وروّج له ودافع بحرارة عنه بعض العراقيين . هذا المؤتمر هو الحلقة الثالثة في مسلسل تجريب وإختبار نظرية الشرق الأوسط الكبير الرامي لجعل هذا الشرق الأوسط تابعاً لأمريكا وتحت حماية وقيادة إسرائيل وهو حلمها الأكبر البديل من شعارها المعروف ( حدودكِ يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) . هل إنتبه بعضُ مَن حضر هذا المؤتمر إلى أبعاد ومخاطر مثل هذا المؤتمر على العراق وجيران العراق من العرب وغير العرب ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة