الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الباردة والضربات المتوالية

علي الخياط

2008 / 9 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


اطلق مصطلح (الحرب الباردة) لوصف العداء بين الانظمة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي (انذاك) والغرب الرأسمالي تحت مظلة امريكا . استمرت هذه الحرب ما يقارب الاربعين عاماً ، اي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الشيوعة في اوربا عامي 1990/1989 ، ونشبت خلال تلك الفترة كثيراً من الحروب بالوكالة بين هاتين القوتين كما حدث حين غزا السوفيت اليونان وتركيا وتدخلت في افغانستان ، اوحين تصارعت امريكا على اراضي فيتنام وبلوغ ذلك الصراع اوجه ، اثناء مشكلة الكاريبي والصواريخ السوفيتية على الاراضي الكوبية التي كادت ان تشعل فتيل حرب عالمية .. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي ، وانفرطت حبات العقد التي كانت تمثل جمهورياتها ، بدا صراع عرقي وديني في كثيراً منها ، ففي جورجيا تجمد الصراع في عام 994 / بين الحكومة الجورجية والابخاز المدعومين من قبل روسيا اثر اتفاق على وقف اطلاق النار وفي الشيشان نال المقاتلون حقوقا وصلاحيات سياسية متعددة لجمهوريتهم ، في مواجهة القوات الروسية في منتصف التسعينات ، ثم عاودت لاحقا في نهاية القرن الماضي القوات الروسية لشن حرب ضروس لاحتواء الشيشان وتجريدها من صلاحياتها السياسية الممنوحة لها سابقا . فروسيا الغارقة في "هواجسها" اللامعقولة، في حاجة إلى من يهدئ روعها، وهذا ما أفلح الغرب في تجنبه عن قصد أو عن غير قصد. فعندما يقول الرئيس بوش إن حقبة الدول التي تدور في فلك قوة عظمى قد ولت، وإن الحرب الباردة قد انتهت، سيترجمها الروس على الشكل التالي: الغرب هم المنتصرون، وما عليكم أنتم الروس إلا التكيف مع الوضع. إن الغرب لن يستفيد من أزمة (جورجيا) إلا إذا تفهم المخاوف الروسية، وغير من لهجته و موقفه من روسيا. التغيير يكمن في أن يتسلم الاتحاد الأوروبي زمام المبادرة من الولايات المتحدة، ليقنع روسيا بضرورة أن تغير بدورها أسلوب تعاملها مع الازمة. فواشنطن تتعامل وفق منطق (الحرب الباردة). لكن ثمة فروق جوهرية بين الأمس واليوم، اولها أن بين روسيا الغرب روابط اقتصادية متينة:روسيا في حاجة إلى السوق الأوربية و الغرب وأوروبا على وجه الخصوص في حاجة إلى النفط والغاز الروسيين. أما الفرق الثاني وهو الأكثر إثارة للقلق فيكمن في موقف الرأي العام الروسي من الغرب. فإذا أخفقت شعارات الزعماء السوفيت المعادية للغرب، من أن تنطلي على المواطنين الروس، فإن القومية العسكرية لبوتين تحظى بدعم شعبي حقيقي، بفضل السياسة المضادة للمثقفين الموالين للغرب التي انتهجها رئيس الوزراء الحالي. إن مثل هذا البلد لا يمكن أن يحجم عن الصدام مع حلف شمالي الأطلسي احتراما للديمقراطية التي يتمتع بها، ولكنه قد يقتنع بضرورة حل الخلافات عبر المؤسسات الدولية، ولكن هذا لن يتم عبر المزايدات التي تعتمد أسلوب الحرب الباردة، بل عبر الاندماج الاقتصادي الذي كان ضمانة الأمن والسلام في أوروبا بعد توقف الحرب الباردة.
الحرب غير المعلنة بين القوتين العظمتين (امريكا وروسيا) اخذت شكلا اخر ، فالكثير من الازمات التي حلت بديبلوماسية مازالت اثارها لم تندمل ، والكثير من المشاكل العالقة ، لم تحسم والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن محاولة السيطرة على العالم ، ونشر الاسلحة الدفاعية لهذه القوة او تلك ،بذريعة حفظ امنها وحمايتها من اي اعتداء خارجي ، وما الاجتياح الروسي الاخير لجورجيا الا صفعة ورسالة بعثتها روسيا الى امريكا وحلفائها بمعنى ان لا حماية امريكية حقيقية لاي جمهورية من الجمهوريات المستقلة علنا ولكنها محتلة بالحقيقة وتحت الوصاية الروسية ومعرضة الى الاجتياح والتأديب في اية لحظة ، لترد امريكا الصاع الى غريمها الروسي سريعا بعد الاتفاق العاجل مع بولندا لنشر الدرع الصاروخي قريبا ، وبذلك تثير حفيضة الدب الروسي الذي هدد بضرب الدرع وحقه في الرد في اي وقت يشاء لتستمر الضربات المتبادلة بين المعسكرين لتزيد من حرارة الحرب الباردة وليكون النجاح لمن يبتسم اولا في هذا الصراع المرير الذي اخذ يعبر بسرعة الى الخطوط الساخنة، وربما يمتد الى مناطق اخرى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح