الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية.. فكر، تاريخ وفن - مجموعة أودادن

أحمد الخنبوبي

2008 / 9 / 25
الادب والفن


يعتبر "الرايس سعيد أشتوك"، وبلا منازع ،شاعر الحب والغزل، وهذا ما عنون به كتاب يتناول منهجه الغنائي و الشعري، ألفه كل من الأستاذين أحمد عصيد ومحمد مستاوي. كما كانت ل" الرايس سعيد أشتوك"، طريقة خاصة في إلقاء أغانيه من حيث المواويل أو القصائد المغناة .

هذا، ويعتبر كذلك عبد الله الفوا، وبلا منازع ،التلميذ الوفي لمنهجية "الرايس سعيد أشتوك"، رغم أن الأول اختار التألق من خلال نمط المجموعات الموسيقية العصرية بسوس. لقد أسس عبد الله الفوا، رفقة أخيه ،ورفقة الصديق محمد جمومخ، وتلة من الأصدقاء المنحدر جلهم من بلدة بنسركاو، قرب أكادير، في بداية الثمانينات مجموعة موسيقية، اختاروا لها من الأسماء مجموعة" أودادن". ومن المعلوم أن منطقة بنسركاو ،قد شهدت في منتصف السبعينات من القرن الفارط، مجموعة اسمها" اٍزنكاض" كانت بدورها تميل الى الغناء الغزلي العفيف ، ومستندة على الإيقاع السريع .وعلى ما يبدو فإن "أودادن"، كانت وفية لنهج أبناء بلدتهم "اٍزنكاض"، من حيث النمط الغنائي، وكذا من حيث التسمية، حيث اختارتا أسماء أزنكض و" أوداد" ،اللدان يحيلان على حيوانات ،لهما دلالات شعرية غزلية و جمالية.

حاولت مجموعة "أودادن"، توظيف آلة القيتارة الإليكترونية، مما أضفى على إبداعاتها الموسيقية نكهة خاصة، كما حاولت توليف المقامات الموسيقية الأمازيغية القديمة ،مع آلتي البانجو والقيتارة ،بشكل عصري وحديث. كما وظفت "أودادن" الآلة الإيقاعية "الدربوكة"، في الأغنية الأمازيغية مما أضفى حسا إيقاعيا قويا على أغانيها، وتتوفر المجموعة حاليا على ما يقرب أربعة عشر ألبوما غنائيا(50).

يذكر أن "أودادن" استعانت كذالك بالموسيقى" الهوارية" ،المتأصلة بسوس و وظفتها في أغانيها الأمازيغية، مما جعل ما يعرف بالميزان "الهواري" الذي يضم إيقاعات فريدة من نوعها، وكذا كلمات مميزة ،يجد مكانه السوي ضمن الأغنية الأمازيغية . وهو ما جعل كذلك هذه الأخيرة ،تدخل إلى قلوب القبائل "الهوارية" المنتشرة بسوس والتي تتحدث بلكنة ،تختلط فيها الدارجة المغربية بالأمازيغية.

تتميز "أودادن" ،على غرار "الرايس سعيد أشتوك"، بالقصائد الطويلة المغناة ،حيث يصل عدد أبيات بعض القصائد اٍلى ما يفوق الخمسين بيتا، وهذه أبيات من قصيدة " أتبير أزروال " التي تتميز على غرار باقي قصائد" أودادن" ،بالتلميح والإشارة الخفية التي يتميز بها هذا الشعر الجميل :

سلام فلاون اٍيكا وين المحبة ديزنكاض
السلام عليكم سلام المحبة و الغزلان

اٍزنكاض مزينين ليفا اٍتربو لحنا اٍزوران
الغزلان الصغيرة التي تعشقها الحناء و ترتبط بها

سلام فلاون ن تامنت د ودي د وتاي
السلام عليكم سلام العسل و السمن و الشاي

تيني د ليقوت د لجوهر د ؤجديك د لمسك
التمر و الياقوت و الجواهر و الورد و المسك


و ما يميز " أودادن" كذلك ،عناصرها المولعين بحبهم النبش،والبحث في التراث الموسيقي القديم، فنجدهم يحضرون في ملتقيات "أحواش" ،و"اٍسمكان" ،وغيرهما يسألون، ويستلهمون من هذا التراث القديم.



50.كتاب تعريفي بالفنانين المشاركين في الدورة االثانية لمهرجان "تيميتار"،ص21،صادر عن جمعية "تيميتار"،سنة 2005.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل