الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذكير لادباء العراق

علي الانباري

2008 / 9 / 26
الادب والفن


لم اكن اريد ان اكتب في هذا الموضوع احتراما لمشاعر بعض الاصدقاء وحبا في عدم المزايدة على احد
في الولاء للوطن الذي انا متيقن في ان الجميع يحبونه مهما تناءت بهم الديار واشتطت الدروب وتفرقت.
ان الالاف من الادباء والفنانين ومن شتى المشارب والنحل بدأوا من هنا من ارض العراق وانا اتحدى
من ينكر ذلك فاشعراء كانوا ينشرون قصائدهم في الصحف والمجلات العراقية وكانت اكثر مجاميعهم تصدر
عن دار الشؤوون الثقافية التي لم تفرق بين هذا وذاك في النشر والقصاصون حالهم كحال الشعراء ملاوا الصحف
والمجلات بقصصهم ورواياتهم اضافة الى ما تنشره لهم دار الشؤون وفي هذه الاجواء ظهر المطربون والممثلون
والفنانون التشكيليون والموسيقيون وغيرهم من كل الوان الابداع......
ولا احد ينكر ان هناك تسييسا للفن ولا سيما من الثمانينيات وصاعدا ولكن هذا التسييس لم يكن الزاميا والدليل
هو آلاف القصائد والقصص والروايات والاغاني والمسرحيات التي كان مبدعوها احرارا في اختيار الشكل والمضمون
ولا احد ينكر وجود العين الرقابية ولكنها لم تكن تتدخل الا في حالة يعرفها الجميع الا وهي المساس بالنظام بشكل
مباشر وكان اكثر الادباء والفنانين في غنى عن الوقوع في هذا المطب.
ان اعدادا لا باس بها من الادباء والفنانين تركوا العراق لسبب او آخر وهم احرار في ما يفعلون لكنهم ما ان يتركوا البلد
حتى يبداوا بصب حمم النقمة وقطران اللعنات على كل من لم يغادر البلد لسبب او آخر ووصل الاتهام ان البعض طالب
بقتل واعدام كل من كتب في الصحف العراقية في زمن النطام السابق والقوائم موجودة لمن يريد ان يطلع عليها والمضحك
المبكي ان اغلب الخارجين من العراق كانوا يبدعون في طل النطام السابق ولكنهذا حلال لهم حرام على غيرهم.
وكانت اللطمة الكبرى وام الدواهي لاصحاب هذا الاتجاه الرافض ان العهد السعيد الذي كانوا يبشرون به كان لهم بالمرصاد
فقد كم افواههم وحرم عليهم ان يكتبوا ما يريدون او يغنوا او يمثلوا انطلاقا من مبدأ المحرم والخارج عن الاعراف والدين
فما كان لمن بقي من فناني العراق الا ان يهربوا فرارا من الكبت والموت ورغم هذا ما زال بعض الفارين يطبلون ويزمرون
للعهد الجديد متناسين ان هذا العهد لا يعير لهم بالا ولا يهتم بهم ويعدهم من سقط المتاع فدهاقنة العهد الجديد لا يشترون الشعر
والغناء والفن بعقب سيكارة لانهم نفوس ميتة كما يقول المرحوم غوغول.
نحن ايها المحترمون لا نطالبكم بالمكوث حيث الموت والدمار.
بل نخاف عليكم لانكم اصدقاؤنا واحبابنا.
نحن نطالبكم ان تغيروا خطابكم في النظر الى الامور فما كنتم تقولونه قبل عشر سنوات لا يصلح البتة الان.
عليكم ان تنصفونا -نحن المحشورين في جحيم الداخل- ولا تحملونا ما لا طاقة لنا به
فالذي اجبركم على الهروب من قبل هو اخف بكثير مما نعانيه الان ولكن اين المهرب؟ وقدرنا يفرض علينا ان نشرب الكاس
ونصعد الجلجلة لا لكي نكون ابطالا بل لان هول الفاجعة اكبر بكثير مما ترونه انتم من بعد ايها الاحباب.
ان العراق الذي كنتم تعانون الكوابيس في ليله الطويل اصبح الان بقايا عراق وعليكم ان تفهموا هذا وضمائركم تلزمكم الدفاع
عن الحاضر من اجل المستقبل اما الماضي فقد مات وانا اعني ما اقول فكفاكم نبشا لجثته الهامدة والبكاء على اطلاله البائدة
وقولوا لمن كنتم تتوهمون بانهم المخلصون من الظلم والكبت والدكتاتورية .... ان ينظروا بعين الانصاف لكم ويدعوكم الى
رحاب الوطن لكي يكون لكم دور في بناء حتى ولو حصاة صغيرة في ارضه الضاجة بالشكوى والعويل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..