الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه السياسة تفرغ الوطن !

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 9 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من الطبيعي ان يكون للوطن طعم مختلف عن باقي الاوطان التي نعيش فيها، اما لاجئين او منفيين او هاربين من الوضع المأساوي او مرحلين جبراً واكراهاً، واذا كان النظام السابق قد تسبب بهجرة البعض من ابناء شعبنا المعارضين سياسياً او الرافضين لاداء الخدمة العسكرية جراء حروبه، فأن النظام الحالي ( اقصد بالنظام الحالي حكومات ما بعد السقوط ) مسؤول عن ترحيل وتهجير الملايين من ابناء هذا الوطن، ليختاروا عيشة الذل والحرمان في بلاد اللجوء ودول الجوار على حد سواء.
لقد اصبح العراق جراء السياسة الخاطئة التي مارسها العديد من المتسلطين واصحاب القرار اضافة الى الميليشيات وفرق الموت وعصابات الاغتيال المدربة والممولة لتخريب البلد وتفريغه من العقول والنخب المثقفة، صندوقاً طائفياً مغلقاً يحرم على الكثير من ابناءه الاقتراب منه، لهذا لم يكن لهم من خيار سوى جمع الممكن من الذكريات ولملمتها لتوسدها على ارصفة الغرباء.
لست بصدد ذكر الاسباب وتعدادها التي ادت، ولا زالت تؤدي، الى نزوح ملايين العوائل العراقية وترك مالهم وممتلكاتهم تحت رحمة الجراد المطور على ايادي الجهلة من احفاد القرون الوسطى، لان الاسباب معروفة والمسببين ايضاً معروفين، بل بصدد الدعوات التي يطلقها رئيس الوزراء وحكومته لعودة العراقيين الموجودين في دول الجوار، وطلبهم من الاتحاد الاوروبي رفض طلبات اللاجئين العراقيين واعادتهم للبلد.
ان عودة اللاجئين والنخب المثقفة من الخارج مرهون بنهج الحكومة وامن البلد ونوعية النظام الحاكم، فلو حاول المتسلطين على العرش تحسين الوضع الامني وانتهاج اسلوب حضاري وديمقراطي في التعامل مع المتغيرات التي حدثت بعد تغيير النظام الحاكم، لكان كل المغتربين العراقيين قد عادوا الى احضان امهم ولعبوا، كما كانوا من قبل، في ازقتهم مع اصدقائهم واقرانهم بفرح وسرور بعيداً عن هموم الغربة وعذاباتها. اما ان تحاول حكومة طائفية، تتعارك فيما بينها على الكعكة والعسل المخلوط بدماء العراقيين، ارجاع او اجبار الهاربين من سياستها ونهجها واسلوبها النازي في طريقة تعاملها مع مآسي المواطنين، عن طريق اعفائهم من الوزن المقرر وتكفل نفقات السفر اذا ما رغبوا بالعودة، او بالطلب من الاتحاد الاوروبي او غيره من الدول برفض طلبات اللاجئين العراقيين واعادتهم فهذا حلم لن يتحقق، لان الاسباب التي ادت الى هروبهم لا زالت باقية كما هي اذا لم تكن اكثر واقوى.
لقد نسى المسؤولين الجدد، حفظهم الله ورعاهم، وتجاهلوا على حد سواء بأن الاغلبية الساحقة من النازحين والمهجرين مستقلين او غير منتمين الى الاحزاب والقوى المتنفذة في الحكم، وان عودتهم تعني ترتيب خطوات موتهم مسبقاً، فاذا نجا المواطن العراقي من شظايا الانفجار اليومي والمجاني ستلاحقه طلقة طائشة وتائهة ( لا فرق اذا كانت امريكية او حكومية او ميليشياوية او ارهابية فالنتيجة واحدة ومعروفة )، واذا استطاع الهروب من فرق الموت يوماً او يومين فان عصابات الخطف ستكون له بالمرصاد، واذا سلم المواطن من كل هذا فأين المفر من المداهمات والملاحقات وفق اسس طائفية نهايتها معروفة وهي اما القتل الجماعي او الترحيل والتهجير.
قبل اطلاق الدعوات او ابرام اية اتفاقيات مشبوهة، للضغط على الهاربين من جحيم الوطن للرجوع وادخالهم في معمل الموت من جديد، على رئيس الوزراء وكل المتحالفين معه في الحكومة ان يفرضوا الامن عبر هيئات ومؤسسات عراقية حكومية بدلاً من تسليمه الى فيالق وجيوش معروفة الولاء اولاً، وثانياً اعادة العراق للعراقيين بدلاً من تقسيمه وتوزيع ثرواته على حفنة من اللصوص والحرامية، عندئذٍ فقط سنشعر بان الوطن بخير وثرواته بأيادي امينة وامنه مصان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟