الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد ضد الفئران

جمال الدين بوزيان

2008 / 9 / 26
كتابات ساخرة


و كأنه لم تكفينا فتاوى القتل و الذبح التي يخرج لنا بها كل مرة منظرو الإرهاب و التطرف، لتطلع لنا دعوة أخرى تفتي بالجهاد ضد "ميكي ماوس" و "توم و جيري".
لا أدري هل الشيخ "محمد المنجد" راض تماما عن ما ورد على لسانه، و عن كل تلك المقالات التي كتبت ردا عليه و الضجة التي أثارها بفتوى تتخذ من شخصيات طفولية أعداء للمسلمين؟
ما أستغربه في الأمر ليس تناول علماء الدين للرسوم المتحركة بالنقد و التمحيص و التحليل، و إنما الطريقة التي يعالجون بها دائما هذه القضايا، و مثال تحريم "البوكيمون" ليس بعيدا علينا.
أفلام الكارتون و إن كانت موجهة للأطفال، فهي ليست من انجاز ملائكة، و هي قبل غيرها من الأعمال الفنية أولى بالدراسة و المعالجة و التمعن في شكلها و مضمونها، لأنها موجهة لشريحة لا تزال غير قادرة على التفريق جيدا بين الحلال و الحرام و المباح و الممنوع و الجيد و الرديء، و لا تملك وعيا كافيا للنقد، و إن كان هذا الوعي يفتقده حتى أغلبية الكبار من المشاهدين.
لكن المؤسف أن علماء الدين عندنا لما يتجهون نحو هذه القضايا، يكون اتجاههم هجوميا عنيفا منفرا، بعيدا عن الإقناع، و يكون سببا لظهور الكثير من تعليقات السخرية و التهكم على مثل هذه الفتاوى التي تتخذ من "ميكي ماوس" و "توم و جيري" أعداء، و تجعل "بيكاتشو" و بني جلدته من البوكيمون أكبر خطر على عقيدة و ديانة أطفالنا.
الفأر نعم، أحقر الحيوانات و أكثرها ضررا و نقلا للأمراض، و لعلماء الدين و النفس و الاجتماع الحق في معارضة جعله بطلا كارتونيا مسليا للأطفال، لكن ليس بتسميته "جند الشيطان" و النداء بمحاربته افتراضيا كما في الواقع.
و بكل صراحة، أجيال عديدة نشأت و لا تزال على مشاهدة "ميكي ماوس" و "توم و جيري"، و لا أظن أنه يوجد منهم من تحوّل إلى عاشق للفئران أو مدافع عنها، و إلا لتحوّل عندها إلى ذلك المذهب الهندوسي الذي يقدس الفئران و يتخذ لها معابد.
ربما لو كانت هذه الفتوى أكثر هدوءا و اتزانا و غير عنيفة، سأكون عندها ميالا لها، لأني أتمنى رؤية حيوانات أخرى في دور البطولة بالرسوم المتحركة غير الفئران و الخنازير، أي حيوانات نبيلة يكون نبلها واقعيا و افتراضيا.
الفتاوى التي تكون عبارة عن تصريحات قمعية لا تنفع إلا في إثارة الضجة الإعلامية و عمل دعاية مجانية لصاحب الفتوى و للقضية المعنية، و أحسن مثال مسلسل "نور" الذي بقدر ما زادت الفتاوى حوله بقدر ما زاد عدد عشاقه.
ثم أن الفتاوى ضد الأعمال الفنية بكل أنواعها يجب أن تكون مدروسة جيدا، لأن علماء الدين أصلا متهمون بقمع الفن و تقييده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ