الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية الخاصة:اضطراب الطيف التوحدي(7)Pervasive Developmental Disorder :

نورس محمد قدور

2008 / 9 / 26
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


التوحد ( autism) أو ( اضطراب الطيف التوحدي) :هو اضطراب نمائي عام( Pervasive Developmental Disorder) يصيب الطفل قبل بلوغه العام الثالث من العمر، ويتضمن قصورا في قدرة الشخص على التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الأشخاص أو الأشياء أو الموضوعات، والعجز عن تكوين علاقات مع المحيطين به،وهو يصيب الذكور أكثر من الاناث بأربعة أضعاف.
وسمي بالطيف التوحدي لأن أعراضه تختلف في شدتها من شخص إلى آخر، و مصطلح التوحد autism هو مصطلح حديث ، ولقد تردد ذكره في بداية الأمر بين علماء النفس والأطباء النفسيين ، ويعتقد أن أول من قدمه هو الطبيب النفسي السويسري إيجن بلولر Eugen Bleuler عام 1911 حيث استخدمه ليصف به الأشخاص المنعزلين عن العالم الخارجي والمنسحبين عن الحياة الاجتماعية.
وكل شخص توحدي هو حالة فريدة، فلا يوجد شخصان توحديان متشابهان تماما. ويتنوع الأشخاص التوحديون فيما بينهم تنوعا كبيرا كما يقول الدكتور إمي كلين (Dr. Ami Klin ) أستاذ علم النفس لدراسات الطفولة بالولايات المتحدة الأمريكية.
فمن أفراد اعتماديين وذوي إعاقة عقلية شديدة، إلى أشخاص موهوبين حادي الذكاء .
ومن أشخاص لا يستطيعون الكلام نهائيا، إلى أشخاص ثرثارين.
ومن أشخاص منعزلين ومنسحبين تماما عن المجتمع، إلى أشخاص لا يطيقون العزلة أو الابتعاد عن الآخرين ولو لوقت قليل.
والتوحد ليس مرضا وليس اضطرابا معديا، ولا يرتبط التوحد بعرق معين أو سلالة معين، كما لا يرتبط بمستوى تعليمي أو طبقة اجتماعية معينة.
فهو يصيب كل الطبقات والسلالات والمستويات التعليمية المختلفة في كافة بلدان العالم النامي والمتحضر(الحمد لله الذي وجد شيء واحد نشبه فيه العالم المتحضر) بنفس النسبة. وقد وجد هذا المرض في بعض المطبوعات القديمة التي تعود إلى القرن الثامن عشر وصفا لنماذج من السلوك يشبه التوحد.

أسباب التوحد:
لم يتم بعد اكتشاف أسباب قاطعة ومحددة للتوحد، ولكن هناك بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت وبينت بعض الأسباب منها:
-أسباب بيولوجية.
-اختلاف في تركيب الدماغ وبشكل خاص في الجزء المسؤول عن الحركات اللاإرادية للجسم.
-اضطرابات جسمية مثل ( الأمراض الجينية، إصابة الأم الحامل بفيروس الحصبة، اختلال في التمثيل الغذائي).
أنواع التوحد الإكلينيكية
1- التوحد الكامل: إضافة إلى عدم التكيف الاجتماعي، وغرابة النمط السلوكي، يتميز أيضاً بانعدام القدرة على التواصل مع الآخرين، وتأخر في المكتسبات اللغوية وعدم القدرة على الحوار أو ممارسة النشاط الحركي، فترة ظهور الأعراض تبدأ في عمر أقل من (3) سنوات و(50%) من المصابين بهذه الأعراض يتم تصنيفهم تبعاً لاختبارات الذكاء ضمن فئة التأخر الذهني أو المتخلفين عقلياً.
2- متلازمة أسبرجر: هذه الفئة لديها صفات وسلوك أمراض التوحد، ولكنهم لا يعانون من التأخر الذهني أو التأخر اللغوي، وبالرغم من عدم تأخرهم لغوياً لكنهم يعانون من أساليب غريبة في التحاور على سبيل المثال: ( أنا ولد مهذب وأغسل أسناني بالفرشاة) جملة سليمة التركيب، أما الطفل الذي يعاني من المتلازمة فقد ينطق الجملة بوضوح ولكن بالطريقة التالية: (ولد أنا مهذب فرشاة أسناني أغسل) فهو يعبر بطريقته عن نفسه.
3- أمراض التطور العامة: قد يعاني المصاب ببعض الصفات التوحدية التي قد تظهر في سن متأخرة وبشكل ليس بشديد الوضوح مثال ذلك:( ارتباط شخص ما بأي شيء قديم معدوم القيمة) مع التزامه بتكرار بعض العادات السلوكية الغريبة، أو ترديد بعض الكلمات الغير مفهومة، أما باقي سلوكياته فقد تكون طبيعية، فيبدو في بعض الأحيان شخص طبيعي وبعضها الآخر يبدو كشخص غريب الأطوار.
أعراض مرض التوحد
غالباً ما يظهر نمو الطفل التوحدي عادي بشكل نسبي، فالتوحد لا يمكن ملاحظته بشكل واضح حتى سنتين ونصف على الاقل عندما يلاحظ الوالدان تأخراً في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي، وقد تختلف أعراض الأشخاص المصابين بالتوحد، وبدرجات متفاوتة، وعادة ما تكون الأعراض واضحة من الجوانب التالية:
يكون تطور اللغة بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً.
استجابة غير طبيعية للأحاسيس الجسدية كأن يكون حساساً أكثر من المعتاد للمس، وأن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم.
يظهر قصور في اللعب التلقائي أو الابتكاري، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.
قد يكون لديه فرط في النشاط أو الحركة أكثر من المعتاد أو تكون حركته أقل من المعتاد دون سبب واضح.
وقد يصر على الاحتفاظ بشيء ما، ، أو الارتباط بشخص واحد بعينه.
وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانياً أو مؤذياً للذات.
* يميل للعزلة والبقاء منفردا.
* لا يميل للمعانقة.
*كثيرا ما يكون عنده فتور بالمشاعر.
* يعتمد روتين خاص به و يصعب تغييره ( مقاومة التغيير).
* لا يبدأ الحوار ولا يكمله.
* ويردد ما يسمعه ويعاني من الروتين اللفظي.
*يشكو من عجز في التحصيل اللغوي واستعمالاته.
* كثيرا ما يعجز عن استعمال الاساليب غير اللفظية للتعبير ( الحملقة في العين ).
* بعضهم لا يبدي خوفا من المخاطر يمكن أن يسسبب الايذاء لنفسه( كشد الشعر أو عض الذراع).
* يقوم بحركات غريبة مثل رفرفة اليدين , القهقهة بلا سبب و فرك الاشياء.
* بعضهم يبدي حساسية مفرطة لبعض المثيرات الحسية مع انها مقبولة وهادئة ولكن لا يزعجهم مثيرا أخرى مع انها صاخبة ومزعجة .
هناك بعض الأساليب التي أثبتت نجاحا في تنمية اللغة لدى التوحديين :
1-تعليم اللغة باستخدام الإشارات:
2-تعلم اللغة من خلال الصور :
3- تشجيع الطفل على الغناء مع الكاست أو الفيديو.
4-تشجيع الطفل على حفظ السور القصار من القرآن الكريم وترديدها مرارا.
5-تشجيع الطفل على الغناء أو ترديد بعض الكلمات وهو يتأرجح في الهواء.
هذه بعض الإرشادات لأسرة الطفل التوحدي:
أول من يفهم الانسان هو الشخص القريب منه فالأم أول شخص يكتشف ويفهم الطفل ويأتي بعدها الأب وباعتبارهما المسؤوليين الاوليين عن الطفل فعليهما أن يمداه بالحب والحنان ويشعراه انه شخص مهم في حياتهما وفي حياة الاسرة (وخاصة الاخوة الذين يتنافسون معه ويضايقونه)
و أن يتعرفا على مرض التوحد بشكل عام وتأثيره على حياة الطفل والصعوبات النفسية والعقلية التي يعاني منها الطفل ودور المرض في نموه العقلي.
ويتعرفا على إمكانيات طفلهم التوحدي وكيفية التعامل معه،وعليهما تفهم أساليب المعالجة للصعوبات والمشاكل التي يعاني منها الطفل التوحدي.
ويجب عدم جعل الطفل التوحدي محور اهتمام زائد للأسرة كلها وأن تكون العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة طبيعية وعدم الابتعاد عن المعارف والأصدقاء بسبب مرض الطفل بل على العكس يجب ادماجه بالأطفال وخاصة المشابهين لحالته .
كيف تتم عملية التواصل ؟
تتم عملية التواصل من خلال عدة أمور:
1. محاولة جذب انتباه الطفل بأسلوب واضح.
2. استخدام وسائل وألعاب تتناسب مع مستوى فهم الطفل.
3. استخدام جمل قصيرة وذات محتوى بسيط من الكلمات.
4. استخدام كلمات مستحبة للطفل.
5. استخدام الإشارات.
6-وتجنب ا لأ شياء التي تزعجه فكثيرا ما يكون مزاج هذا الطفل معكرا للأسباب التالية:
أ. صعوبة تواصله مع الآخرين.
ب. وضعه في موقف يسوده الصمت.
ج. شعوره بالملل أو بالضجر.
د. شعوره بالجوع أو بالخوف.
ه. تقييد نشاطه أو وضعه في مواقف صعبةً ومزدحمة فيتشتت انتباهه ويفشل بالقيام بأي عمل(حتى اللعب) فيؤدي إلى شعوره بالإحباط.
ط. قد يكون سلوكه السيئ وسيلة للتحكم بالآخرين وتنفيذ طلباته (وسيلة ضغط كسياسية امريكا على الدول العربية،تشبيه مع الفارق ).
ي. تغيير نشاطه أو ما تعود عليه مثل النقل إلى بيت جديد أو تغير الوجبة الغذائية المفضلة لديه.
واخيرا قبل ان نذكر العلاج لابد من التذكير بدور وسائل الاعلام في توعية المجتمع بتقبل هذه الفئة ومساعدتها بمد يد العون لها ماديا ومعنويا وتوفير كافة المستلزمات في المؤسسات التي ترعاهم وتكتشف مواهبهم وتفرغ طاقاتهم وتلبي حاجاتهم .....
العلاج:
العلاج الدوائي: مازالت تحت التجارب، فلم يتوفر حتى الآن علاج للإضطرابات التي تحدث في الدماغ وينتج عنها الإصابة بالتوحد، وقد يفيد العلاج الدوائي في علاج الأمراض المصاحبة كعلاج الصرع المصاحب.
العلاج التربوي (التأهيل): يقوم عليه متخصصون في التربية الخاصة، بحيث يصمم برنامج تعليمي خاص بكل طفل متوحد يلائم ويفي بجميع احتياجاته المركبة مع ضرورة التأكيد على برامج التواصل( عن طريق التخاطب) والمشاركة في برامج التعامل الاجتماعي المناسبة لهذه الفئة.
العلاج النفسي والسلوكي والطبي: ويقدم للآباء والأمهات القائمين على تربية طفل توحدي، لما لهذه الفئة من تأثير نفسي على عائلته، كما يمكن تنظيم اجتماعات وحلقات تعارف بين تلك العائلات لتبادل الخبرات ولتوفير الدعم المعنوي من خلال متخصصون في مجال علم النفس والاجتماع والطب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟