الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفير العراقي

رشيد كرمه

2008 / 9 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في ظل الأحتلال الأمريكي , وفــي ظل السعي الحثيث للهيمنة على السلطة والإستئثاربها بغية المنفعة الفئوية والمحاصصة الطائفية , وبين هذا لك وذاك لي , وإستناداً إلى ماأفرزته دكتاتورية البعث من تشويهٍ حقيقي للمجتمع العراقي ’ يصبح الحديث عــن الوعي المعرفي والوطني حديث خرافة , والسفارات العراقية تعبر بشكل وآخر عن ماهية الحكومة وأدواتها التي تعاني الضعف والنكوص والعجز فــــي الكثير من مفاصل الحياة إبتداءً من توفير الماء والكهرباء ومانتج عنه داء الكوليرا وإنتهاء باستتاب الأمن وهو ماينعكس ويتضح جليا ً على الأداء الــــذي تقوم بمهامه الهيئات الدبلوماسية , فالمعادلة واضحة إذن ضعف وعجزوشلل حكومي يسفر عن ضعف وعجز وشلل لمهام السفير العراقي . والعكس صحيح أيضا ً.
والسفارة العراقية في مملكة السويد ممثلة بالسيد ( أحمد بامرني ) مثالا ً , فلقد كان الرجل صريحاً وواضحا ً حين صرح : أن عمل السفارة إملاء بيانات ,و إستمارات فقط !!!!!!؟.
جاء هذا التصريح على خلفية مأدبة إفطار في البيت الثقافي العراقي في مدينة يوتبوري حيث أشارت لافتة كبيرة تتوسط القاعة التي تزينت بِحُلة ٍجديدةٍ يطل على من فيها العراقي ( جواد سليم وصيرورة الحرية ) فيما بدأت اللمسات الأولى لنقش تأريخ بابل وباب عشار " مأدبة إفطار برعاية وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري " ولقد أناب سعادة السفير ( أحمد بامرني ) عنه .
ولقد رحب الأخ ( آزاد ) بالسفير بأسم الجالية العراقية بكلمات إرتجالية مقتضبة وباللغة الكوردية , ثم رحب الأخ ( ابو حيدر ) بكلمة موجزة وبالعربية قال فيها : شكرا ً سعادة السفيرعلى هذه الإلتفاتة الودية بدعوة الجالية العراقية ممثلة بالأحزاب والمنظمات والنوادي والجمعيات الثقافية والإجتماعية على تنظيم مأدبة إفطار , وهي مناسبة للتقرب بين الناس والسفارة وهذا مايشعرنا ويفرحنا بأن السفارة العراقية اليوم هي بيت العراقيين عكس ما كانت عليه في زمن النظام المقبور وكرا ً للإرهاب والتجسس على الآخر .
وللإنصاف أن شعورا راودني فـــــي ان الشر الذي تمترس خلفه وتلبسه ُجلاوزة النظام المقبور قد ولى فعلا ً فلقد دخل الرجل ( السفير ) على الناس بسيطا ًووديعا دونما بلطجية ومسدسات ومجرمين وحيا الجميع مصافحا ً واحدا ً تلو الآخر حتى انني سمعته يقول لأحد الجالسين ربما ( من المتجاهلين ) مادا يده اليه قائلا ً : انا سفيرالعراق .
مؤكدا ً فيما بعد بكلمات معدودات وبلغة عربية سليمة وبلكنة عراقية واضحة أنه ليفخر ان يمثل العراق الفيدرالي الموحد , متعهدا ً بالشفافية والصدق ومستعدا للإجابة عن كل سؤال يتعلق بعمل السفارة والسفير,, وهو ما يدعوني الى القول ان السفير العراقي فــــي السويد السيد ( أحمد بامرني ) ماهو إلا ( عرض حالجٍي ) على الأقل في هذه المرحلة .
واؤكد ان الصفة بين القوسين ليست إنتقاصا ً وإنما هو واقع حال .
حيث أنه ومن خلال أجوبته على أسئلة الحاضرين أكد على أن : السفير العراقي ( لا ) يتمكن من السفر خارج مبنى السفارة ( إلا ) بإذن من الخارجية العراقية وهذا ما أفزع أحد الجالسين ؟ السفير العراقي ( لا ) يتمكن من مساعدة من تضرر من النظام المقبور وصودرت ممتلكاته
السفير العراقي ( لا ) يتمكن من إصدار أي وثيقة , بل لايمكنه من تصحيح _ إسم حتى وإن كان إسم ( أحمد حسن ابو بكر بامرني )
السفير العراقي ( لا ) يستطيع إستحداث ولو مكتب بسيط بإداري واحد كي يسهل معاملات الناس ويجنبهم عناء الطريق الطويل وصعوبة السفر, فما بالك بمطالبة البعض بقنصلية .
السفير العراقي ( لا ) يستطيع إستصدار ولو جواز مرور لسفرة واحدة .
السفير العراقي ( لا ) يمكن ان يحل مشاكل العراقيين المزمنة كمشكلة تغيير وتصحيح المعلومات التي لجأ العراقيون اليها زمن الطاغية المقبور صدام حسين أو مشكلة الأكراد الفيلية أو مشكلة الجوازات س و ج.
السفير العراقي ( لا ) يستطيع مكالمة ومخاطبة الهيئات الرئاسية الثلاث بخصوص مطالب البرلمان الكورد فيلية والذين نظموا إعتصاما لازال قائما عند بوابة السفارة العراقية .
السفير العراقي ( لا ) يعرف كيف تحل المشاكل العالقة .
السفير العراقي ( لا ) يدري من هو الميت الحي والحي الميت من العراقيين بعد أن شملهم طوفان هائج .
السفير العراقي ( لا ) يستطيع مطلقا ً إستصدار وثيقة البقاء على الحياة
والسفير العراقي مصراً على أداء دوره كسفير بالرغم من سيطرة وزارة الداخلية العراقية على مؤسسات يفترض أنها من صلب قوام وزارة الخارجية . وهذا يحدث لأول مرة بالعالم طبقا ً لتصريح سعادة السفير العراقي في السويد السيد ( أحمد بامرني ) ملاحظات عامة عن هذا اللقاء الودي :
رغم إشارة مقدم الأمسية حول إغلاق أجهزة الهواتف إلا أنها عصت على الأستجابة ؟
رغم انه( ..... ) جلس قبالة السفير لغاية ٍ في نفس يعقوب ألا أنه لم يتخل عن لوك العلكة في فمه شمالا ويمينا ًوهو يحاجج ويقاطع وينفي إجابة السفير وهو جالس على كرسيه في حين وقف من هو اكبر منه سنا وتضرراً شاكياً السفير واقع الحال !! ولاشك أنني تذكرت حجاج العوجة .
بلغ عدد الحضور أكثر من 175 شخصا بين رجل وإمرأة
خلت القاعة من نصفهم ومن ثم ثلاثة أرباع المدعوين لمأدبة الأفطار حال الانتهاء من تناول الطعام .
قرقعة الصحون التي تكدست وشوهت منظر القاعة وتكسرها في المطبخ المحاذي وما صحبه من تلاسن أحدثت تشويشا ً على اللقاء .
بينما غرق البعض في نهم غير طبيعي لأكل اللحوم المخبئة تحت الرز ظل البعض دونه , مكتفين بالعدس .
وحيث يشعر المرء أنه في عهد جديد خال من السطوة والقمع والقسوة لابد له وأن يتحلى بما هو جديد أيضا في اسلوب الحوار والطرح , كي تستطيع لجنة تنسيق الأحزاب السياسية من تنظيم لجان تأخذ على عاتقها نقل هموم الناس ومشاكلهم لبرلمان كفء ولحكومة وحدة وطنية عراقية عبرهيئة دبلوماسية متمكنة ومقتدرة يديرها السفير العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ