الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنكن واقعيين في السياسة

خالد عيسى طه

2008 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


دردشة على فنجان قهوة
ظلت جعجعة المدٌعين بألاكثرية .. تزداد يوما بعد يوم وخاصة قبل الانتخابات .. وأخذ البعض يضاعف بعدد منتسبي مذهبه او قوميته او مدينته الى اضعاف الواقع .. وحتى اختفت كلمة انا من الخطابات السياسية وأبدلت بكلمة نحن .. حتى وصل الامر الى درجة من المبالغة ووجد الذي يحصي الارقام المقذوفة وألمارة بأفواه راغبي السلطة وألمستقتلين الى قبة البرلمان لوجد ان نفوس العراق يزيد على 200 مليون نسمة .

ايبقى العراق وأهل السياسة في مثل هذه الاوهام ويبقى لهؤلاء المبالغين مستمعين بأعتبار ان الشعب يحب المبالغة .. وأين ستصبح ثقة الناس بوعود المرشحين وهم بدأوا بألمبالغة من اول الطريق .. انبقى بعالم ومحيط " يحجي قادته كوترة " وبدون سند او احصاء .. لنأخذ المسألة بهدوء وعقلانية .. لنطرح سؤالا للذين يصرون على ان الشيعة هم الاكثرية بدءا .. من يمثل القائل بأن الشيعة اكثرية ..ايمثل هو شيعة العرب ام شيعة الفرس ام الشيعة العلمانيين ام الشيعة الماركسيين الشيوعيين .. ومن اين اتى ان نسبتهم في هذا الشعب حوالي %60 .. واذا ماتجرأ احدا وطالب المدعين بأجراء احصاء طائفي لوجد نفسه في حالة من اتهامات .. انت من اتباع الزرقاوي .. وأنت من ايتام صدام حسين .. وأنك لاتؤمن بألديمقراطية وما لدينا الا القول .. لاحول ولا قوة الا بالله .. وعلينا الصبر وألاصرار على المحاورة العلمية .. لنقل لهم ماضير الاكثرية اذا ما طالبت باجراء احصاء

رسمي موثق .. تسكت كل قوٌال يخالف هذا الادعاء .. خاصة وان العراق الان يمر بفترة ديمقراطية فيها حرية .. يستطيع الانسان على الاقل يساهم في الانتخابات ويثبت انتماءاته الفكرية وألطائفية وألدينية .. وهذا من حسن حظ حق العراقي في الوصول الى الوقائع الصحيحة .. فوالله لواجرى صدام الظالم احصاءا ادخل تثبيت الانتماء المذهبي .. لكان نسبة الشيعة تقل بكثير عن مايدعون خوفا وأبقاءا على ارواحهم ومداراة للسلطة في ذلك الوقت .

اخواننا الاكراد يرددون .. نحن لسنا انفصاليون .. بل نحن فيدراليين .. وألأفيدرالية تقوي الوحدة .. هذا بألقول وألشعارات .. ولكن واقعا يلاحظون الحريصون على مصلحة الشعب الكوردي وتآخيه مع الشعب العربي والذي قدموا الكثير من حريتهم في سبيل نصرة القضية الكوردية .

ان القيادة الكوردية عاجزة في الوقت الحاضر عن صد المد القومي الانفصالي في كوردستان .. وهذا ما اثبته الاحصاء الغير رسمي الذي جرى في وخلال الانتخابات بصناديق مستقلة .. اذ كانت نسبة طالبي الانفصال %90 وهي مواقف قومية انفصالية تجتاح الاكراد في الوقت الحاضر .. نتيجة الظلم وألقهر وعمليات الانفال وشهداء حلبجة بألسلاح الكيمياوي .

اقولها بكل جرأة .. ان هذا الشعب يحق له الانفصال .. بعد ان ايدنا نحن اليساريين .. الفيدرالية بدءا من الحكم الذاتي وقدم اليسار الكثير من الشهداء وحرم منه الكثير من حرياتهم اذ سجنوا نتيجة هذا الدعم .. وأنا كنت احد هؤلاء .. فالاكراد شعب مظلوم على مدى عقود .. ومحاصر من انظمة قمعية شوبينية في شماله ( تركيا ) وشرقه ( ايران ) .

في تركيا .. انهر من دماء اسيلت من الشعب الكوردي جنوب تركيا ولن يفرق القمع التركي في ارهابه وحروبه وأجتياحه مدنه الجنوبية الساكنين فيها عربا وأكرادا .. الاتراك يعتبرون الكورد اتراكا ولكنهم يسكنون الجبال .. وألاتراك لهم قسوة في ممارسة التطهير العرفي فهم اصحاب مجاز الارمن..


وليس للعرب او الاكراد سوى قبول القمع وألارهاب السلطوي في الكوفة التركية والجيش التركي .. وهذا الحس العنصري التركومغولي .. قائم منذ نشوء الدولة العثمانية .

في ايران .. حالة الكورد ليست افضل منها في تركيا .. فألكورد في ايران .. يحاسبون مرتين .. اولا انهم غير ايرانيين وأجانب وثانيا لانهم من اهل السنة وألنظام شيعي .. وحالة الاكراد يرثى لها هناك .. ومهما كانت حالتهم في العراق .. حتى في العهد الملكي .. فهي تبقى احسن منها في الدولتين التركية والايرانية .. اذ ان هناك فترات سلم وتعمير للمنطقة الشمالية جرت في عهود سابقة .

اكرر قولي .. نعم للشعب الكوردي الحق بألتمسك بأمل .. انشاء دولة كوردية منفصلة .. ولكن هل هذا الشعار ناضج للتطبيق الان ..؟ برأيي لا .. وعلى القيادة السياسية للحزبين الكوردي الديمقراطي والاتحاد الكوردستاني ان يعملو حملة توعية واسعة يوضحوا للفرد الكوردي البسيط ان الاستقلال في الوقت الحاضر قرار مبشر غير ناصح تخالفه الارادة الدولية .. ولا ترضى عنه دول الجوار .. اذ علينا ان نتجه للواقعية السياسية وأن نؤمن بألثوابت التالية :-

اولا :-
المبالغة في الشعور القومي .. لاتخدم حتى الذي يتمسك بها .. اذ ان نور الشمس الواقعية تذوب مثل هذه الشعارات التي يراد تطبيقها بألغير القادم الاجنبي مع قوة اسلحته .

ثانيا :-
المبالغة التي تؤدي الى استبزاز باقي العناصر وألطوائف .. لاتخدم احدا .. بل على العكس تؤدي الى التفرقة لشعبين هما .. العربي وألكوردي ..
عاشا كأفراد الاف السنين دينا وصلاة وتصاهرا ومعاشا وأقتصادا .



ثالثا :-
اردنا ام لانرد .. بطيبة او بخبث .. الترويج او عدم الحد من هذه المشاعر الجهوية الفئوية الطائفية .. فأننا بهذا نخدم قوى لها اطماع في البلد وسيسهل تطبيق توسعهم اللوجستي الاقتصادي .. وأول المستفيدين هي اسرائيل .. التي تعمل حكومتها ليلا نهارا على تقسيم العراق مستفيدة من الوجود الامريكي وألجيش المحتل .

يجب ان نبتعد عن بضاعة المبالغة ورفع شعارات المصلحة والتعصب القومي وألابتعاد عن الظلم .. وأن كان الظلم صفة لاصقة بألانسان وبشكل مبالغ فيه عند اصحاب المصالح .. خاصة الان بين صراعات سياسية طائفية عنصرية .. المبالغة .. هي من طبيعة الساسة .. يجدون فيها القوى العددية التي تمكنهم لفرض مطاليبهم .. وألامثلة على ذلك كثيرة .

ما الحل

يجب على العراق ان يعلن اجراء احصاء رسمي موثق .. مهما كان هذا المبدأ بعيدا عن الديمقراطية وألمفاهيم العصرية التي وحدت الشعوب الاوروبية .. بعد حرب المائة عام .. يدرج في استمارة الاحصاء الانتماء العرقي .. الانتماء الديني .. الانتماء المذهبي .. الحالة الزوجية .. العمر .. الميول السياسية .. هل محكوم بجريمة مخلة بألشرف ..؟ وبعد هذا الاحصاء وأعلان نتائجه وتوثيقه رسميا .. يكون لواعيب الورق السياسي على طاولة المصالح السلطوية في صدق مع الواقع ومع انفسهم وبعيدين عن المبالغة .

العراق برمته .. تحت تأثير هؤلاء اللواعيب .. لايرضون بنتائج الانتخابات .. كأن للصور وألملصقات وفتاوى مذهبية .. الاثر الكبير في النتائج التي اظهرت اكثر بكثير من الواقع الصميمي السياسي .. الاحصاء سيوقف هذا اللعب وألمبالغة .

والى ذلك اليوم سيبقى العراق ينزف دماءا زكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع