الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سقطت الليبرالية الجديدة ...؟

فهمي الكتوت

2008 / 9 / 28
العولمة وتطورات العالم المعاصر


رئـيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الامريكي كرس دود يعلن ان الولايات المتحدة الامريكية ربما على بعد ايام من انهيار نظامها المالي, اما روب كوكس رئـيس تحرير موقع بريكنج نيوز.كوم المالي فقد خرج بالاستنتاج التالي »يبدو ان الرأسمالية كما نعرفها - رأسمالية السوق الحرة - ماتت« ويرى الرئيس الفرنسي ساركوزي أن تصورا معينا عن العولمة يقترب من نهايته، مع أفول رأسمالية مالية فرضت منطقها على الاقتصاد بأسره وساهمت في انحراف مساره ، والاوساط السياسية والاقتصادية الامريكية تشكك بنجاح خطة الانقاذ التي تتبناها الادارة الامريكية, وذلك لعدم وجود خطة متكاملة لمواجهة الازمة, فالتدخل الحكومي احادي الجانب يتمحور حول السياسة النقدية, بضخ مئات من المليارات للبنوك وشركات التأمين الذي قد يصل الى تريليون دولار لشراء الديون المعدومة والعقارات المتعثرة, يأتي هذا الاجراء بعد سيطرة الحكومة على اكبر شركة تأمين في العالم »امريكان انترناشونال جروب« وقبلها شركتا فاني ماي وفريدي ماك العملاقتين للرهن العقاري اللتين توفران معا خدمات التأمين لنحو نصف سوق الرهن العقاري الامريكي الذي يبلغ حجمه حوالي 12 تريليون دولار.

اذا, خطة الانقاذ ليس لديها تصورات كافية حول اخراج الاقتصاد الامريكي من حالة الكساد الذي يشكل التحدي الاكبر للاقتصاد الامريكي الذي يسير نحو المجهول, كما لا احد يتوقع خروجه من ازمته مبكرا, واصبح من المؤكد ان عصر التفرد في العالم قد انتهى, وان قوى اقتصادية جديدة صاعدة اخذت مكانها, ليس هذا الاستخلاص الوحيد للنتائج المتوقعة لانهيار بورصة وول ستريت, فتدخل الدولة في الاقتصاد كان من محرمات الليبرالية الجديدة ومع ذلك سمحت ادارة المحافظين الجدد لنفسها بالتدخل في الاقتصاد الامريكي وكسر القاعدة الايديولوجية لاقتصاد السوق الحر, التاريخ لا يعيد نفسه الا على شكل مهزلة, قبل خمسة وسبعين عاما نجحت النظرية الكنزية بفرض تدخل الدولة بالنشاط الاقتصادي لحماية النظام الرأسمالي من الانهيار نتيجة ازمته الخانقة التي استمرت حوالي اربع سنوات, انطلقت النظرية الكنزية من ان آلية عمل النظام الرأسمالي تعرضه للازمات العامة لذلك لا بد من تدخل الدولة لمساندة الاحتكارات وهي »مرحلة رأسمالية الدولة« التي يمتزج فيها رأس المال الخاص بجهاز الدولة ويستخدم هذا الجهاز لمصلحته الخاصة.

لا شك ان خصائص النظام الرأسمالي في بداية القرن الماضي تختلف اختلافا كليا عن خصائص النظام الحالي, ومن ابرز مظاهر الاختلاف تطور العلوم والتكنولوجيا وثورة الاتصالات وعولمة رأس المال التي حطمت الحدود والحواجز (رأس المال المتعدد الجنسيات والمتعدي الجنسية), اضافة الى هيمنة رأس المال المالي على مختلف الفروع الاقتصادية الذي اصبح يشكل حجمه اكثر من ثلثي الاموال الموظفة في مختلف القطاعات, اضافة الى اتساع ظاهرة المضاربات في الاسواق المالية حيث طغى على نشاطها الطابع الطفيلي فوجود نشاطات استثمارية وهمية بمليارات الدولارات من دون ان تسهم في توليد الانتاج اضعف دور الاقتصاد الحقيقي, هذا يعني ان سقوط النظام المصرفي قد يعرض الاقتصاد الامريكي للانهيار. مع الاعتقاد ان النظام الرأسمالي لا تنقصه الخبرة في مواجهة الازمات ويتمتع بمرونة تمكنه من اجتياز الازمة لكن ذلك لن يتم الا بدفع ثمن غال وسقوط نظريات اعتد بها.

التطورات الخطيرة تطرح العديد من التساؤلات واهمها, تأثير الازمة على الوضع الاجتماعي في البلدان الرأسمالية, ما مدى تأثر اقتصاديات البلدان النامية عامة وفي عدادها اقتصادنا الوطني بالازمة, ما مصير التوجهات الليبرالية التي فرضت على هذه البلدان, كيف تتصرف الدول النامية في حال وصول عدوى الازمة الى عقر دارها فهي لا تملك الامكانيات الضخمة لتوظيفها لتفادي الانهيار ولا تتمتع بالقدرة على التكيف, اما السؤال الاهم هل سيتجه العالم نحو نظام اقتصادي اجتماعي اكثر استقرارا وعدالة في توزيع الثروة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي