الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه

حبيب النايف

2008 / 9 / 28
الادب والفن



كثيرة هي الوجوه التي تطالعها وأنت ذاهب إلى العمل تحمل معك أحلامك المشتهاة أو التي تأمل أن تحققها ولو ببرهة من الزمن وكذلك عندما تسير في الشارع متوجها إلى مكان ما تطالع وجوها تكون قد أبصرت قسم منها أو شاهدت القسم الأخر للوهلة الأولى لكنك أحسست بانجذاب قريب لأحدهما أو تمنيت مع نفسك أن تحدث شخص عابر تضن انه قريب لإحساسك عسى أن تجد لك ضالة مفقودة لكن الزمن قد عاندك بتحقيقها أو وقف حائلا إمامك ليجعلك تحدث نفسك عما أصابها بعد ان دفعها ألمها للانزواء بعيدا والعيش على الحلم الساكن في أعماق الذكرى . .
قد يجعلك الخيال تذهب بعيدا لتغور في متاهاته وتطالع وجوها قديمة اقتسمت معها الضحكة او الخبز او الألم وسرت معها في دروب تحمل شقاوات الطفولة وفترات المراهقة و نزوات الشباب وفورته لتدخل مقهى ..... أو سينما ...... او مكتبة عامة لتنتقي كتاب أو تتصفح جريدة تشغل نفسك فيها وتسيرا معا في نزهة تتخطى فيها حافات الزمن الغير مسموحة بكل تداعياته وأوجاعه وما يسفر عنه من ضغط نفسي وألم يدفعك للانزواء والعزلة او تستذكر خبرا جاء يحمل لك بشارة عن عودة صديق أو نبأ مفرح لكتاب نشر في بلاد الغربة لصديق آخر فارقته وأنت تذرف الدموع عليه بعد أجبرته الظروف للرحيل حتى تصورت الحياة قد توقفت في تلك اللحظة .لتعود الأيام لسالف عهدها السابق لكن الذي تتمناه لم يحصل أو ربما يجعلك تحث الخطى باتجاهه لكنك تعود مذعورا بعد أن أيقضك الواقع المر وصوت الانفجارات والقلق الرابض في أعماقك ليمسح كل شيء في لحظة غير متوقعة تعقبها ظلمة حالكة تدفعك بعيدا تبحث عن نقطة ضوء لتقرا بها قليلا من مذكرات كتبتها في ايام الصبا لتكون دليلك الوحيد في عالم الغربة .
لقد تحولت الوجوه إلى شواخص تطرز لك الزوايا وتنذرك بموسم قادم قد يحمل معه البشارة او يفتح لك الدروب لتندفع باتجاه الأفق الواسع لترى ابعد من جفنيك وأنت تسرح مع خيالك الخصب حيث تداعب نسائم الفرات وجهك المتعب لتلفحه بعذوبتها الباردة ويفوح عليك عبق المدينة التي ارتوت من ذكريات الأحبة الراحلين ومعهم كل الصور القديمة والحكايات ا لتي ربما تعود يوما أو لا تعود بعد أن تغيرت ملامح الزمن واستدارت كل الاتجاهات لترسم على الطرقات صور مشوهة لما يجري ومحت السنين كل العلامات الظاهرة وما أنحفر على الأرض حتى تحولت بك الأمنيات الى التهام كل وجه يمر او لحظة عابرة تداهمك لتستعيد ذاكرتك وما علق بها وما مر عليها عسى ان تظفر بشخص يكون لك مرفأ آمن أو سلوى او... او.... او ...او اية شيء يدفع عنك هذا الإحساس الرابض في أعماقك ليعيد لك ما كنت تحلم به ويحقق ما تصبو اليه بعد ان غادرت السفن مرفأك لتمتد نظراتك مع الفضاءات الواسعة وحركة الموج المتقطعة والتي أضفت عليها أصوات النورس لحن الوحدة والفراق وجعلت منها مخبأ نلوذ به ونحن نبحث عن أحلامنا الضائعة وسنين العمر التي أصبحت تذوب كشمعة حتى تحسن بأنك قد قطعت الشوط الأطول لكنك لم تجد تلك الوجوه التي فارقتها في يوم ما وفي زمن اختف فيه كل الاشياء الجميلة وضاعت على مجاهله أيام العمر.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد عز يقترب من انتهاء تصوير فيلم -فرقة الموت- ويدخل غرف ال


.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و


.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من




.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان