الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت البنات واشياء اخرى

محمد الذهبي

2008 / 9 / 28
الادب والفن


لا ادري ما الذي اغرى المخرجين ومؤلفي المسرحيات والمسلسلات الدرامية بالسخرية من (المعلم)،فقد درج الفن في الدول العربية منذ فترة طويلة على التندر والفكاهة من المعلمين،هذا ما شاهدناه في الدراما المصرية منذ نشوئها وحتى الآن.
لقد طرحت هذه الدراما شخصية المدرس على انها سطحية موضع نكتة وسخرية من قبل التلاميذ حتى امتد هذا الامر الى اساتذة الجامعات فظهروا بشكل مزر يتندر عليهم الطلاب سواء في السينما او المسلسلات التلفزيونية.
اما نحن في العراق ابتدا مشوار الفكاهة والتندر على شخصية المعلم منذ بواكير اعمال الفنانين الاولى مبتدئة بالملة والكتاتيب حيث تظهر معلمي الكتاتيب بلحى منتوفة يمسكون بالفلقة ويضحكون الصغار بتصرفاتهم الغير لائقة وكان ابتداء العمل الكبير الذي كتبه القاص صباح عطوان في شخصية (ملة فاخر)الذي يعلم الصبيان ويداوي المرضى بأجرة تهبط الى دجاجة او عدة بيضات.ووردت شخصية المعلم كمعلم من معالم الفكاهة والسخرية في المسلسل الذي كتبه ومثله الفنان سليم البصري (تحت موس الحلاق)وكان هذا حين ابتدأت حملة محو الامية في العراق في السبعينيات.
وتناولت الدراما المصرية شخصية المعلم بكثير من الازدراء في مسلسلات عديدة وتناولت فيها تحديداً مدرسي اللغة العربية وكان اشهر عمل مصري مسرحي تناول المدرس هي مسرحية مدرسة المشاغبين التي اجاد فيها عادل امام ، حيث استخدم عادل امام اسلوباً كبيراً في محاكاة معاناة المدرس والطالب على حد سواء،عالج فيها كثير من المطبات والموانع التي تقف بين الاثنين وخرج بنتيجة ان وضع الاثنين فيها يداً بيد بعد الانتصار على عدم الانتماء واللاابالية التي يشعر فيها بعض الشباب في بداية حياتهم.اما ما ذهب اليه قحطان زغير في مسلسله (بيت البنات)الذي يعرض من على قناة البغدادية الفضائية حيث اظهر المعلم بهذا الشكل بطرح فقير الى الحقيقة وبعيدعن التصور،المسلسل من تأليفه واخراج جمال عبد جاسم وبطولة محمد حسين عبد الرحيم وكثير من الوجوه الجديدة،وهو يفتقر الى الحبكة الدرامية ومليء بالمؤامرات داخل العائلة الواحدة دون الاشارة الى ما مر به المجتمع من مآس كثيرة تغني عن هذه المؤامرات الساذجة.الاحداث تدور في محلة من محلات بغداد وتتوزع المشاهد على مكان واحد،ينمو بتوزيع المشاهد توزيعاً ارتجالياً خالياً من نكهة المحلة البغدادية وما تميزت به من علاقات حميمة، وما ذهب اليه قحطان زغير في عرض نفسه وبشرى اسماعيل وامل طه اخوة مدرسين متقاعدين،يقومون بنقل اخبار الناس والتجسس عليهم ونقل احوالهم الى مسؤول في المنطقة الخضراءهو طرح غير موف
ما هكذا تورد يا قحطان الابل كنت تستطيع ان تضع هذه المجموعة المنحطة في دائرة اخرى بعيدة عن دائرة المربين الذين يعطون حياتهم من اجل الارتقاء بالمجتمع وتعليم ابنائه وارشادهم،فهم تربويون بالدرجة الاولى ومعلمون بالدرجة الثانية،المدرسة في الوقت الحاضر تنوء بحمل ثقيل اذ غابت جميع مرافق التربية والتثقيف واقتصرت عليها،حتى الاسرة اسلمت قيادها لأبنائها المراهقين واخذت المدرسة دور الاسرة في التربية ودورها في التعليم، وليت شعري من اين جاءت فكرة ان عصفور (ابو الكبسلة)يتحلى باخلاق الفلاسفة والمدرس انسان طارئ لا يمتلك شيء من الكتب التي علمها والاشخاص الذين خالطهم اين تعلم قحطان زغير،الم يسجل في المدرسة وتعلم القراءة والكتابة هناك،لماذا هذا الحقد على المربي الفاضل،لو عالج الموضوع مثلما عالجته مدرسة المشاغبين لقلنا الرجل كان هدفه اسمى كثيراًمن عرضه الساذج لشخصيات مدرسين متقاعدين لو اعادهم الى الخدمة وسلط الضوء على خدماتهم الجليلة،لو استطاعوا ان يطرحوا فكراً بنائياً ولو في نهاية المسلسل لكان الامر يسيراً،لماذا لم يتكلم قحطان زغير عن اخرين من الذين يدعون شيئاً ولا يمتلكونه.(ملة فاخر)حين طرحه صباح عطوان في جرف الملح اعطى له نكهة المشعوذ الذي يبتز الناس رزقهم بالشعوذة والسحر واستطاع عطوان ان يعري هذه الشخصية وينفيها بالنهاية،اما مجموعة من الناس تسكن بيتاً صغيراً اختان واخ يفتح الباب بعد ان يطرق سمعه(سر الليل).فهذا امر لايخضع لمنطق ولا يعالج مشكلة متأصلة في داخل مجتمعنا العراقي وليعلم المؤلف ان لفظة معلم كانت تقال للفيلسوف فقد كان ابن سينا يلقب بالمعلم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع




.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024




.. الفنانة نادين الراسي توبخ أما تعنف طفلها وتضربه