الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلّت ليالي العيد

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2008 / 9 / 28
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


سيحتفل العالمان العربي والاسلامي بعيد الفطر السعيد على الأغلب في الأول من تشرين أول –اكتوبر- هذا العام ، ولا يسعنا الا أن نقول للجميع مقولتنا المعتادة في مثل هكذا مناسبة " كل عام وأنتم بخير " ونسأل الله أن يعيده علينا وعليكم باليمن والبركات ، وقد تحققت طموحاتنا بالتحرر والاستقلال .

ونحن الفلسطينيين - وأعتقد أن اخوتنا في العراق وأفغانستان والصومال يشاركوننا الأمنية-ندعو الله بأن لا يقع شعب مهما كان عرقه أو لونه أو دينه تحت الاحتلال ، من كثرة المعاناة التي نعيشها تحت احتلالات أهلكت الشر والشجر والحجر .

وهذا العيد يمرّ على فلسطين وهي تعيش انقساماً غير مبرر ما بين الضفة الغربية وغزة المحتلتين، في صراع على سلطة تحت الاحتلال ، وما أعقب ذلك من حصار تجويعي وتدميري على أكثر من مليون وربع المليون مواطن في قطاع غزة . مع التأكيد على أن أحوال الضفة الغربية هي سيئة أيضاً ، فالبطالة تزيد عن 60% في الضفة والقطاع، وغالبية الأسر لم تجد في شهر رمضان ما تضعه على مائدة الافطار أكثر من الخبز والشاي الذي تقدمه وكالة غوث اللاجئين أو بعض المؤسسات الخيرية ، يضاف اليه بعض ما يُنتجه ما تبقى من أراض زراعية ، من زيتون وخضار ليست متوفرة للجميع .

ويمر الشهر الفضيل ، ويأتي العيد الذي لا طعم للسعادة فيه، وشعبنا يرزخ تحت احتلال بغيض لم يوقف اعتداءاته وممارساته القمعية يوماً واحداً ، هذه الممارسات التي تتراوح ما بين القتل والاعتقال ، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي لأغراض البناء الاستيطاني ، الذي يتضاعف كلما كان هناك لقاء أومؤتمر يتوخى البعض منه أن يتمخض عن حلّ عادل ودائم ينهي هذا الصراع الذي طاله أمده .

ويأتي العيد ويتكرر إتيانه وأكثر من أحد عشر ألف أسير يقبعون في السجون الاسرائيلية في ظروف لا تصلح للحياة البشرية ، يعانون فيها الأمرّين ، لتزداد معاناة أسرهم وعوائلهم ومحبيهم، اضافة الى آلاف أسر الشهداء والجرحى الى درجة الاعاقة الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم .

ويمر الشهر الفضيل ومئات الآلاف من المؤمنين لا يستطيعون الصلاة في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، مع أنه على مرمى حجر من مكان سكناهم . ويأتي العيد وأكثر من ستمائة حاجز عسكري تقطع أوصال الضفة الغربية ، يذوق الفلسطينيون الذين يضطرون لعبورها شتى أنواع الاهانة والمسّ بكرامتهم هذا اذا ما سمح لهم بعبورها .

ويأتي العيد ومئات الآلاف من أطفالنا لم تتحقق أمنياتهم بلباس وحذاء جديدين ، وسيبقى خاروف العيد حراً طليقاً لعدم قدرة غالبية المواطنين على شرائه .

ويأتي العيد ، وسينتهي هذا العام دون أن تتحقق مقولة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بالاعلان عن اتفاق ينهي الصراع ، مع أنه المسؤول رقم واحد عن عدم تحقيق هذه المقولة .

ويمرّ رمضان ويأتي العيد وأطفالنا وشيوخنا يشاهدون على الفضائيات مدى البذخ وحياة الترف التي تعيشها فئات من أبناء أمتنا ، لا تعلم أو هي غير معنية أن تعلم شيئاً عن معاناتنا ، تماماً مثلما هي لا تعلم عن وضع المعدمين من أبناء شعوبها .

ومع الغصة التي في قلوبنا وعقولنا الا أننا نقول للجميع: كل عام وأنتم بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي