الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دول الجوار العراقي.. الأكثر عداءاً للعراق الجديد

عدنان فارس

2004 / 2 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ما كان لفلول البعث المندحر أن تستمر في مُقاومة الحرية في العراق لولا الدعم والإسناد المتنوعين الذين تلقاهما هذه الفلول من أنظمة وتنظيمات الإرهاب والجريمة في أكثرية دول الجوار العراقي وتحديداً بزعامة نظامي البعث والملالي في سوريا وايران، فالعراقيون على ثقةٍ ودرايةٍ تامّتين بالنوايا الشريرة لهذين النظامين ضدّ العراق وشعبه. فالإرهابيون الإسلاميون يتمّ تأجيرهم واستقدامهم الى دول الجوار العراقي حيث يجري إعدادهم وتزويدهم بالجاكيتات المُفخّخة والسيارات المحمّلة بالديناميت ومنحهم جوازات المرور الى الجنة عبر السباحةِ والغوص في دماء العراقيين في كوردستان وبغداد والنجف والفلوجة وغيرها من المُدُن والمناطق العراقية المليئة أصلاً بالمقابر الجماعية التي حفرها نظام "حزب بعث الجريمة" لأبناء وبنات العراق. عشرة أشهر مرّت على يوم الخلاص والتحرير وهي حافلة بفعاليات "التضامن" العربي الإسلامي المتنوّع ضدّ العراق والعراقيين وآخرها وليس أخيرها تقرير "سي علي بن حلي" مبعوث "جمعية الأنظمة العربية" الذي ينذر بالخطر الماثل الذي يتهدّد العراق على أيدي كورده وشيعته!؟ فيما البعض "الوطني" من زعاطيط ايران والبعث في العراق يدعون، حسب قاعدة خالف تُعرف، الى إجراء انتخابات عاجلة ونقل السلطة الى العراقيين تحت إشراف الجامعة العربية!


لقد أحسن كورد وشيعة العراق الظنَّ بمبعوث الجامعة العربية وفتحوا له صدورهم و"مقابرهم" على أنّ الشعب العراقي يمنح هذه المنظمة التي طالما صمّت آذنيها وأغمضت عينيها عن جرائم صدام وبعثه ضدّ الشعب العراقي، يمنحها فرصة التكفير عن جريمة إعطاء الأُذن الطرشاء لصيحات واستغاثات العراقيين وخاصةً الكورد والشيعة منهم أبان تعرّضهم للتقتيل والتجويع والتشريد على يد نظام صدام وبعثه، فلقد استقبل قادة الكورد في كوردستان ومراجع الشيعة في النجف وأعضاء مجلس الحكم الانتقالي وحتى البعض من علماء السُنّة إستقبلوا "سي علي بن حلي" مُرحّبين بالدور الذي تُطالب به "جامعة سي علي" في استتباب الأمن والاستقرار واستعادة "السيادة" للعراق ووقتها نقلت الصحف ووكالات الأنباء اعتذارات "سي علي" وتصريحاته البُكائية على ما حصل للعراقيين أبان تسلط نظام صدام.. فاستبشر العراقيون خيراً بانقشاع العمى عن عيون الجامعة العربية وأنّها ستبرهن على أنّها فعلاً كانت "مُضلّلة"!. وما أن قفل "سي علي" راجعاً الى جمعيته في القاهرة حتى رجعت حليمة الى عادتها "الأصلية" في الاصطفاف غير النبيل ضدّ حرية وديموقراطية ليس فقط العراق الجديد وإنّما في التصدّي ومقاومة طموحات التحرر والانعتاق لدى كافة شعوب البلدان الناطقة بالعربية وضدّ السلام والتطوّر الذين تنشدهما جميع شعوب الشرق الأوسط وعموم المنطقة.

العتب واللوم على الجامعة العربية ليسا في محلهما وليسا مبرران بسبب أنّ هذه الجامعة هي ليست كيان سياسي ذا استقلالية نسبية إنّما هيئة فوقية تمثل، شكلاً ومضموناً، التوجّهات القمعية لأنظمة البلدان العربية في العلاقة مع شعوب هذه البلدان... عندما "زعل" القذافي وأراد الإنسحاب من الجامعة العربية رأينا كيف تمّ إعلان حالة الإستنفار العربي في صفوف الجامعة وأنظمتها لاسترضاء "سي معمر"، أمّا أن يزعل الشعب العراقي على الجامعة العربية فهنا نرى أنّ الإستنفار العربي في صفوف هذه الجامعة وأنظمتها قد انصبَّ ضدّ الشعب العراقي الذي شقّ عصا الطاعة على أحد زعماء أنظمة الجامعة، وضمن هذا السياق جاء تقرير "سي علي" بعد زيارة " تقصّي الحقائق" مُنذراً ومُحذراً من "الخطر الكوردي الشيعي" الذي يتهدّد العراق إثرَ رحيل صدام.

الدول العربية والإسلامية من أوّل الى سابع جار للعراق، مجتمعةً أو على شكل حُزَم، مُنشغلة هذه الأيام وخائفة على العراق من العراقيين!!

إهتمام دول الجوار العراقي وانشغالها بالشأن العراقي كان يمكن أن يكون عامل مساعدة للعراقيين في اعادة ترتيب أوضاعهم الداخلية والإقليمية لو أن هذا الاهتمام والانشغال إنصبّا بالدرجة الاولى على منع تسلل الإرهابيين الإسلاميين وتنفيذ جرائمهم داخل العراق وعلى الإحترام "العملي" لسيادة العراق واحترام إرادة العراقيين في التحالف والتعاون مع سلطة الإتلاف المؤقتة لإنجاز مهام المرحلة الإنتقالية والسير قُدُماً في طريق إعادة الإعمار وبناء ماخرّبه نظام البعث الساقط، ولكن الواقع ومُعطياته لا يدلُّ على النزاهة واحترام علاقات الجوار في نوايا وسلوك حكّام سوريا وايران وما بيان اجتماع الكويت إلاّ حلقة في سلسلة ذرّ الرماد في العيون، ولولا مساعي وجهود دولة الكويت لما جاء البيان الختامي بصيغته التوفيقية. ليعلم حكًام سوريا وايران أن خلاص العراقيين من نظام البعث المجرم قد تمّ على أيدي الأميركان وبقية أعضاء التحالف من بريطانيين وكويتيين وبيشمركة كوردستان العراق وعليه فإنّ توطيد التحالف مع هؤلاء المُحرّرين وعلى رأسهم الأميركان إنّما هو حجر الزاوية والأساس في استكمال إنجاز مهام التحرير وبناء العراق الجديد، العراق الحر الديموقراطي الفيدرالي الموحّد.

أتمنّى لو كان بيان الكويت الختامي قد تضمّنَ نصيحةً صريحةً لحكّام سوريا وايران أنّ شعبيكما وبلديكما، الذين يُعانيان الأمرَّين جرّاء التخلف والقمع وسلب الإرادة، أولى بما تبذرانه من وقت وجهد وأموال في انشغالكم بعرقلة جهود العراقيين وحلفائهم في بناء العراق الجديد!، ولكن متى كانت البيانات العربية الإسلامية صريحةً وصادقة!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تعرف عن البرلمان الأوروبي؟ | الأخبار


.. الفلسطينيون داخل الخط الأحمر: فلسطينيون في الحقوق، إسرائيليو




.. نيويورك تايمز: هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق


.. حريق ضخم يلتهم سوقا شعبيا بمدينة فاس في #المغرب ويقتل 4 أشخا




.. الجيش الإسرائيلي.. وحدة قتال جديدة لغلاف غزة | #الظهيرة