الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصورة الأخيرة : جميعكم ستزورون اسرائيل

طارق الحارس

2008 / 9 / 28
كتابات ساخرة


الصورة الأولى

" أحلف بالله والنبي السادات مو عربي " هكذا هتفنا في العام 1979 يوم زار أنور السادات اسرائيل . خرجنا من المدرسة بأمر من مديرها ووجدنا أمامنا المئات من الطلاب والطالبات . أيضا كان هناك المئات ، بل الآلاف من العمال الذين تركوا مصانعهم ، وأساتذة الجامعات الذين تركوا جامعاتهم ، والمئات من الفلاحين الذين تركوا حقولهم ليهتفوا معنا " أحلف بالله والنبي السادات مو عربي " .
يتقدم صفوفنا أصحاب البدلات الزيتونية من " الرفاق " ويقف الى جانبهم رجال الدين من الشيعة والسنة . هؤلاء ، أعني أصحاب البدلات الزيتونية ورجال الدين من الشيعة والسنة ، لم يهتفوا مثلنا ، إذ أن دورهم اقتصر على رفع شارة النصر !!.
لم نكن نحن في العراق وحدنا الذي هتفنا ، بل كان العرب في أقطار الأمة جميعها يهتفون ضد السادات " خائن الأمة العربية " .
هتفنا وهتفنا وهتفنا الى أن انقطعت أنفاسنا ، لكن السادات عاد من اسرائيل وعادت معه سيناء وطابا التي احتلتها اسرائيل في حروب سابقة . أعاد السادات سيناء وطابا الى مصر من دون قطرة دم على أساس اتفاقية السلام التي عقدها مع اسرائيل وكان يأمل فيها أن يعيد الأراضي الفلسطينية التي أحتلت بعد نكسة حزيران ، وكذلك كان يأمل أن يعيد الجولان الى سوريا ضمن هذه الاتفاقية ، لكن الأمة العربية بقادتها وشعوبها رفضت الاتفاقية .

الصورة الثانية

بعد زيارة السادات الى اسرائيل بسنوات ذهب الحسين بن طلال ملك الأردن الى اسرائيل وعقد معها اتفاقية سلام . خرجنا أيضا هاتفين : " يا حسين يا جبان يا عميل الاستعمار " .

الصورة الثالثة
سمعنا وقرأنا أن موريتانيا افتتحت سفارة لها في اسرائيل وبالمقابل افتتحت اسرائيل سفارة لها في موريتانيا . أيضا سمعنا وقرأنا أن تونس لديها علاقات مع اسرائيل ، وكذلك المغرب ، أما قطر فقد قرأنا وسمعنا أن لها علاقات تجارية مع اسرائيل وأن وزير خارجيتها يزور الدولة العبرية بين الحين والآخر .
الأغرب من هذا وذاك هو تصريح معمر القذافي رئيس الجمهورية العربية الشعبية الاشتراكية الديمقراطية العظمى الليبية ( عذرا للتقديم والتأخير في ترتيب اسم هذه الجمهورية ) الذي اقترح فيه اقامة دولة اسمها اسراطين يعيش فيها الشعب الفلسطيني الى جانب " شقيقه " الاسرائيلي ، ذلك التصريح الذي لم يلتفت اليه العرب لأنه صدر من " القائد المجنون " .
ليس هذا حسب ، بل سمعنا وقرأنا عن زيارات سرية قام بها بعض المسؤولين العرب الى اسرائيل وبالعكس أيضا ، ومصافحات بين مسؤولين عرب ومسؤوليين اسرائيلين .
بعد كل الذي سمعناها وقرأناها لم نخرج هاتفين ، لكن رئيسنا المقبور كان ينهي خطاباته دائما وأبدا بهذه العبارة : عاشت فلسطين حرة عربية .

الصورة الرابعة

في بداية التسعينات وبينما كان الرئيس المقبور يهتف : عاشت فلسطين حرة عربية خرج الفلسطينيون على الأمة العربية باتفاقية أوسلو التي عقدوها مع الاسرائليين ، تلك الاتفاقية التي فهمنا أن جولاتها السرية استمرت لمدة طويلة واتضح فيما بعد أنها لم تصل الى نصف ما أراد تحقيقه السادات للفلسطينين في العام 1979 .
لم نخرج هاتفين فقد أتعبتنا الهتافات وحروب صدام الخاسرة ، لكن صحف النظام وقناته التلفازية خرجوا علينا مطلقين على ياسر عرفات " خائن الأمة العربية " !!.

الصورة الخامسة

في العام 2000 اجتمع القادة العرب في مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت . كان الهم الوحيد في هذه القمة هو مناقشة المقترح السعودي للسلام مع اسرائيل الذي تقدم به ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز .
تبنى المؤتمر هذا المقترح وقامت الجامعة العربية بتقديمه الى اسرائيل ، لكن اسرائيل رفضته فاسرائيل في العام 2000 ليست هي اسرائيل في العام 1979 !! .

الصورة السادسة

اللقاءات والمفاوضات بين الفلسطينيين ( أصحاب القضية ) والاسرائليين متواصلة حتى يومنا هذا . أيضا تشير الأنباء الى أن مفاوضات سرية تجري بين الحكومة السورية والحكومة الاسرائيلية ولا ننسى أن نشير الى المفاوضات العلنية التي جرت بين الحكومتين في وقت سابق .

الصورة ما قبل الأخيرة

زار السياسي العراقي مثال الآلوسي اسرائيل للمشاركة في مؤتمر ضد الارهاب الدولي . كانت الزيارة العلنية الأولى لسياسي عراقي ، إذ وبعد عودته من هناك أعلن الآلوسي عنها عبر وسائل الاعلام . الآلوسي كان يشغل حينها منصب النائب في حزب الدكتور أحمد الجلبي " المؤتمر الوطني " .
ردة الفعل الأولى من هذه الزيارة صدرت من الجلبي ، إذ طرد الآلوسي من الحزب . على إثر ذلك شكل الآلوسي حزبا جديدا برئاسته أطلق عليه " حزب الأمة العراقية " وشارك في الانتخابات البرلمانية ليحصل على مقعد فيه ، أما المفارقة الكبيرة فهي أن حزب الجلبي لم يحصل على أي مقعد في هذه الانتخابات !!.
في العام 2008 كرر الآلوسي مجازفته ، نعني زيارة اسرائيل ، وأعلن عن ذلك وزاد عليها شرحه لأسباب المشاركة .
ردة الفعل صدرت هذه المرة من البرلمان العراقي ليخسر الآلوسي حصانته الدبلوماسية بعد التصويت الذي جرى في قبة البرلمان العراقي ، بل وصل الأمر الى أن بعضهم اتهم الآلوسي بالخيانة العظمى .

الصورة الأخيرة
لا نعرف في أي عام ستحدث هذه الصورة ، لكننا على يقين تام أنها ستحدث . هذه الصورة ستتحدث عن اقامة علاقات دبلوماسية وتجارية وسياحية بين جميع أقطار الأمة العربية واسرائيل ، وربما .. نقول ربما سيحلم جميعكم بزيارة اسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ