الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر الدواء

كاظم الحسن

2008 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ان النسيج المرن والمطاط والمتجمد للديمقراطية يجعل من فضائها الواسع والمترامي الاطراف، الحاضنة السلمية للتعدد والاختلاف والتنوع وهذا يؤدي الى تطوير الوعي والفكر والجدل والنقاش والتفاهم والتواصل والتعاون وتطوير وسائل الادارة وعقلنة العمل المحلي والاقليمي.ويرى الدكتور برهان غليون ان نجاح الديمقراطية يعتمد على السيطرة على عملية التنمية والتوزيع وحفظ الحدالادنى من التوازن الاجتماعي وتعميم نوع من التربية الفكرية والمدنية اي على نجاحها في تخفيف التوترات الاجتماعية والاقتصادية وفي تطوير اشكال التنظيم السياسي الوطني وتجاوز المجابهات العقائدية الجذرية وعندما يحصل انعدام للتفاهم او التوازن او التسوية يدفع المجتمعات للصراع المكشوف والمفتوح والذي هو تعبير عن استمرار القهر والصراع.

ان اللجوء الى السلاح والعنف والقوة خارج اطار الدولة لن يحسم الصراع بل يؤدي الى سيادة طرف والغاء طرف اخر او مصادرة حقوقه مما يجعل التوتر والاحتقان كامنا تحت السطح ينتظر الفرصة لكي يظهر من جديد على شكل انفجار لا يمكن السيطرة عليه. ولهذا السبب نرى ان الدكتاتورية دائما تتذرع وتحاجج بما تعتقده خطرا يداهم الجميع ان اصابها اي مكروه واذا تعرضت للانهيار وهي كلمة حق اريد بها باطل فالذي اوصل المجتمع الى الانسدادات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية وحارب مؤسسات المجتمع المدني والانشطة الشعبية والمهنية والنقابية هي الدكتاتورية نفسها وهي بذلك تريد القول اما تقبلون بالدكتاتورية بجحيمها وفسادها او ترتضون الفوضى والاحزاب الاصولية المتطرفة.
هذا المأزق الذي تعيشه المنطقة هو الذي ادى الى اخر الدواء "الكي" اي الفوضى الخلاقة على الرغم من اثارها وتداعياتها الخطيرة الا انها امرا لابد منه للمجتمعات التي استعبدت طويلا من قبل الاستبداد واصبحت عاجزة عن مواجهة العصر بكل تحدياته وظهر ذلك جليا من خلال تقارير الامم المتحدة التي تتحدث عن الازمات في مختلف مجالات الحياة منها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى الاضطرابات وتردي مستوى التعليم والمعيشة.
ربما ان مازق الانظمة الشمولية يكمن في عدم قدرتها على حل ازماتها الداخلية المتراكمة والمؤجلة وذلك عن طريق الهروب الى الامام عبر تصديرها الى الخارج او غظ النظر عن المشكلات الحقيقية التي تواجهها او علاجها عن طريق الشعارات وطمطمة النزاعات والكوارث بحيث يبدو المجتمع كتلة متراصة البنيان ومتوحدة مع اهداف متخيلة تلامس غرائز الجمهور في المكونات العرقية والدينية على الرغم من انهم "اقسموا بالعروة الوثقى "على تحقيق اهداف اممية او قومية تمتد من الماء الى الماء الا انهم لم يتجاوزوا انتماءاتهم الطائفية والقبلية وتلك هي المفارقة الكبرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه