الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلوا على أرواح موتانا وموتاهم

حمزة الحسن

2004 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نحن على موعد في عاشوراء القادم، الفرصة والأمل للانتفاضة السلمية الأولى المباركة من اجل كنس الاحتلال ومدبريه، الذين يحاولون تجاوز هذه الفترة الحرجة بالنسبة لهم، بالاعتماد على أسلوب المراوغة والوعود، لأنهم حُشروا في نقطة خنق خاصة وهم على أبواب انتخابات رئاسية ومحاكمات وفضائح، وإذا تجاوزوا هذه المرحلة الخانقة، لن نحصل على شيء ابدا، والشعب الفلسطيني هو المثال النموذجي لسياسة المكر والتسويف والمماطلة وكسب الوقت بناء على حاجات سياسية داخلية بالمحتلين.

نرفع صوتنا إلى المرجعية الباسلة في النجف الاشرف الحذر من هذا المكر السياسي والمماطلة من قبل المحتل ومحاولة الخروج من المأزق بالكذب والنفاق وكسب الوقت، لأن الضغط المتواصل في هذا الوقت الحرج بالنسبة لهم هو أفضل الأوقات وهم يحاولون تجاوز شهر عاشوراء بكل الطرق وقد استعدوا له عسكريا وسياسيا ومن خلال اسلوب فتح معارك جانبية للإلهاء والدمية الأمريكية الاخضر الابراهيمي هو من يلعب هذا الدور وهو رجل الجزائر القادم كهدية إخماد صوت شعب!

إن أفضل وقت هو وقت ضعفهم، كي لا تفرض على الشعب العراقي الحي معركة في غير شروطه، وخارج توقيته، وهذا كل ما يحلمون به.

هذا الاحتلال طويل ومرير وخطير. فهؤلاء جاؤوا للبقاء إلى الأبد كما أن نفطنا يسرق يوميا ويخزن في مخازن أرضية في دول خليجية حتى أنهم مصممون على سرقة الاحتياطي الاستراتيجي، خبز الأجيال القادمة، العراقي في فترة قصيرة جدا قبل أن ينزل الشعب الى الشوارع في انتفاضة باسلة التي ستكون وفاء لأرواح الشهداء.
 
إن تكتيكات حركات الانتفاضات السلمية في العالم والعصيان المدني ترتكز، مع الأخذ في النظر الخصائص المحلية، والتقاليد الوطنية للشعوب على الآتي:

اولا: الحرص القاطع على عدم استخدام السلاح أو غيره في كل الظروف، بل الاكتفاء بالعصيان العام، والأغاني، وباقات الورد والأناشيد وعدم البيع والشراء من المحتلين ورفع شعارات من قبيل : نحن نحبكم كأصدقاء لكن في أرضكم لا في أرضنا.

ثانيا: الصلاة في الشوارع من أجل أرواح الضحايا الأبرياء العراقيين، ومن أجل ارواح  شبان جنود الاحتلال الذين غدر بهم كما غدر بنا في حروب كارثية تحت شعارات ملفقة في المرحلة الوحشية وغنوا لهم حين يطلقون النار كي يعودوا إلى منازلهم وأطفالهم وزوجاتهم وحبيباتهم سالمين وأصدقاء.

ثالثا: لا تردوا على النار مهما كلف الأمر، بل بالأغصان والأغاني والصلاة والعصيان السلمي، والإصرار.

رابعا: شكلوا لجانا في المدن والقرى والريف والحارات من اجل حملة توعية عامة وكونوا قيادات محلية من مختلف الطوائف والملل والقوميات لأنها معركة حرية وكرامة واستقلال وطني  بالاستفادة من تجارب الشعوب في العصيان السلمي المدني مثل التجربة الهندية المؤرقة والناجحة للاحتلال الانكليزي التي لم ترفع دبوسا واحدا بل زهرة، وتجربة المؤتمر الوطني الافريقي في جنوب افريقيا في فترة نضاله ضد التمييز العنصري والذي قاد وحده إلى النجاح والحرية بالتعاون مع عشرات الأحزاب والأديان والقبائل على الهدف الموحد هو اسقاط نظام الابارتيد، الفصل العنصري الكريه.
 
 إن قوى مرتزقة محلية أو انتهازية جاهلة تحاول حشر الشعب العراقي بين خيار الثورة المسلحة لإرعابه، أو خيار الصمت، وينسون خيارات سلمية فاعلة كثيرة هي الانتفاضة السلمية والعصيان المدني.
 
خامسا: تكوين مكاتب سياسية واعلامية منظمة بالتنسيق مع القوى الرافضة للاحتلال واحذروا من المندسين والمغرضين الذين سيحاولون حرف الانتفاضة عن مسارها وحافظوا على مناخ السلم والمحبة في أحلك الظروف.

إن هذا المحتل شرس وماكر وهو يحاول هذه الأيام مرعوبا أرضاء قوى سياسية ودينية واغراقها بوعود كاذبة من أجل التسويف والمماطلة وكسب الوقت وفرض معركة بشروطه هو بعد تدمير البنية الاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية وحقوقنا لن تسترجع (بدون انتفاضة) ولن نحصل لا على وطن ولا على حرية، بل على مزيد من البؤس الشقاء والألم والذل.

04/2/14








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -