الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكذب الاعلاميون

علي الخياط

2008 / 9 / 29
الصحافة والاعلام


ما كشف عنه مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية علاء الطائي لوسائل اعلام محلية عن سلوك غير قويم مارسته مؤسسة اعلامية او اشخاص لاغراض لا تتصل بالمهنية، ولا مواثيق الشرف الاعلامية. يدفع الى القلق والتكهن بتباشير مستقبل قاتم ربما يعيشه الوسط الاعلامي.
الرجل تحدث عن ثبوت افتعال العاملين في مبنى نقابة الصحفيين لحادث تفجير عبوة ناسفة عند المبنى القديم في الوزيرية، ثم قيامهم بتصوير الانفجار على انه حادث متعمد، وان حالة النقيب صعبة بعد اصابته في انحاء من جسمه، ثم حصول تخثر في الدم، وتحالفهم مع قناة الشرقية الفضائية ووسائل اعلام مغرضة اخرى للترويج للحادث وان الصحافة مستهدفة من خلال (رأس النقابة) حسب تعبير الشرقية، وهي القناة التي روجت لاكذوبة (ضياء الكواز) الصحفي الذي ادعى ان جماعة مسلحة (مدعومة حكومياً) قتلت جميع افراد اسرته في حي الشعب، ثم قيام هيئة علماء المسلمين (الارهابية) بنصب عزاء في عمان (الاردن) وصرف عليه الاف الدولارات، ثم كشفت تحقيقات مرصد الحريات الصحفية، وقناة الحرة، ووزارة الداخلية، ان الحادث كان مجرد اكذوبة من ضياء الكواز لاغراض دعائية ومصلحية.
للاسف، فان تحقيقات الداخلية كشفت عن تلاعب في التصريحات والادعاءات حيث ظهر ان احد رجال الدين من اقرباء نقيب الصحفيين كان في زيارة الى مبنى النقابة، وان عبوة لاصقة كانت موضوعة اصلاً في مكان ما من جسم السيارة التي كان يستقلها رفقة اشخاص اخرين، وانها تجاوزت المدة المحددة لها لتنفجر، والذي انفجر هو الفتيل الخاص بها، وان النقيب كان في الداخل والعبوة كانت تستهدف شخص الشيخ وليس شخص النقيب.
هذه الادعاءات تدل على غياب وازع الاخلاق المهنية والتقاليد الصحفية المحترمة عبر عقود واجيال، وتدفع باتجاه فقدان الثقة من قبل الاجهزة الامنية التي تتهم دائماً بالتقصير عن حماية الصحفيين ثم هي تكتشف انهم يكذبون في كثير مما يدعونه من انتهاك واعتداء يطالهم وسيكون مثلهم مثل ذلك الولد الذي كان يسبح في النهر، وصار يصيح على رفقائه... اغيثوني من الغرق، وحين يهرعون لنجدته كان يقابلهم بالضحك والسخرية، وتعودوا ذلك منه، وفي يوم اخر كان ان يغرق بالفعل ونادى عليهم فلم يسعفوه، لكن احدهم رأى انه يغرق بالفعل وانقذوه قبل ان يدركه الغرق، ثم تاسف لهم لانه كذب عليهم فما عادوا يثقون به.
ان الصحفيين والاعلاميين اشخاص محترمون وهم النخبة الرائدة في المجتمع والبلاد التي تفتقد الصحافة الحرة لايمكن ان تعيش حرة، فاذا مارس الصحفيون الكذب كان مدعاة لانهيار القيم الاعلامية وانتفاء الحاجة الى مواثيق الشرف المهني.ولو علم الزملاء الصحفيون بعدد من يتصلون يوميا في مرصد الحريات الصحفية من اجل الابلاغ عن استهدافهم وتهديدهم من جهات مختلفة تستهدف حياتهم (لعملهم الاعلامي)ولكن بعد التدقيق والتحميص يتضح ان لاوجود لذلك ،وانما يتجه الزملاء لافتعال الازمات والحوادث من اجل دوافع شخصية ومصالح الله وحده يعلم بها،فحذار ايها الصحفيون، ولا تحولوا هذه المهنة الرائعة الى مجرد وسيلة للارتزاق والكسب المادي والدعائي، لانها رسالة انسانية عالية قبل كل شيء، واخشى ان تتكرر الحوادث التي تكون مجرد ادعاءات ثم نفقد مكانتنا في المجتمع وعند طبقات مختلفة منه، سياسية، وثقافية، وفكرية، وحينها سيكون الندم اخر المشاعر التي ننتفع منها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا