الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أيد محترفة

جمال الدين بوزيان

2008 / 9 / 29
الادب والفن


اختيار الفنانة "يسرا" لموضوع مسلسلها هذا العام كان موفقا جدا أكثر من كل مواضيع مسلسلاتها التي عرضت في المواسم الماضية من شهر رمضان.
مسلسل "في إيد أمينة" وجدته متميزا في جوانب كثيرة، و مميزا عن أغلبية أعمال الدراما المصرية الحالية، و لا أدري بأي نقطة أبدأ نظرا لأهميتها كلها، و لضرورة ذكرها، لعل الأعمال المصرية تتبع نفس الخط، و تتجدد كما حدث في هذا المسلسل.
و أول ما يقال عنه بصفة عامة، أنه واقعي، واقعي بامتياز، من حيث الموضوع الرئيسي و المواضيع الجانبية المطروحة، و من حيث أماكن التصوير الخارجية و الداخلية، و الديكور، و لباس الممثلين الذي كان أداءهم مقنعا جدا و لافتا ساعده في ذلك طريقة التصوير المتميزة و الألوان المختارة و الغالبة على جو المسلسل.
المسلسل هو أيضا عمل موجه بالدرجة الأولى للدفاع عن الطفولة و كل المشاكل المتعلقة بالطفل في المجتمع، من استغلال جنسي و اغتصاب، و عمالة الأطفال و خطفهم و التجارة بهم و بأعضائهم، و أطفال الشوارع .....
كما يطرح المسلسل مشاكل أطفال الطبقة المتوسطة و الغنية و لو كعرض جانبي من خلال الطفل "أسامة" ابن إيمان (جيهان فاضل) و "أيمن" ابن عايدة (روجينا)، حيث يعاني ابن الطبقة المتوسطة من انفصال والديه و عدم سيطرة والدته عليه في ظل غياب الحوار الأسري و وجود الانترنيت و رفقاء السوء و سهولة الحصول على المخدرات، أما ابن الطبقة الغنية فقد كانت بالمسلسل إشارات صغيرة و لافتة للمربية أو الأم البديلة للطفل و عدم قيام الأم الحقيقية بدورها التقليدي المعروف منذ ظهور الحياة.
"في إيد أمينة" يطرح كذلك فكرة الفقر كما لم يطرحها مسلسل مصري من قبلو يربطها ربطها مباشرا مع ظاهر ة الدعارة، واقعية هذا الطرح كانت مؤثرة فعلا و محزنة، و المعروف أن المسلسلات المصرية في الغالب تبتعد عن مظاهر الفقر و إن جسدتها فهي لا تتقن محاكاة الواقع المصري في ذلك.
ميدان الصحافة و الإعلام أيضا كان له نصيب هام جدا من قصة المسلسل التي كتبها محمد الصفتي و أخرجها الأردني محمد عزيزية، فإضافة إلى ربط مشاكل الطفولة و المجتمع و علاقتها بالصحافة، و طبيعة هذه العلاقة عن كانت تقف عند مجرد الطرح أم تتعدى ذلك لتقديم يد المساعدة و المساهمة في التغيير، إضافة لهذا، قصة المسلسل تجعلنا نعيش جو العمل في الصحافة الخاصة من خلال المواقف و المشاكل التي تظهر طيلة حلقات المسلسل بين أمينة (يسرا) و بين رئيس التحرير شامل (هشام سليم) وبين باقي الطاقم الصحفي للجريدة من صحفيين دائمين و متربصين، و قد برزت من أول الحلقات مشكلة استغلال الصحفيين الجدد و المتربصين، و للأسف هذه الظاهرة على ما يبدو موجودة بكل الصحف العربية.
كما نجد فكرة حرية الصحافة و التعبير حاضرة بوضوح و مدى استقلالية الصحيفة الخاصة و تبعيتها لأصحاب المال، و رقابة رئيس التحرير و الرقابة الذاتية لكل صحفي من خلال الخطوط الحمراء التي تكون موضوعة أصلا في رأسه.
و ككل الإدارات و المؤسسات و خاصة الصحف و الجرائد، الولاءات و التكتلات و الوشايات و التنافس الشريف و غير الشريف لا تغيب عن جريدة "الأيام"، الاسم الذي اختاره كاتب المسلسل للجريدة التي تدور بها و حولها أغلب الأحداث.
متابعتي لهذا العمل الدرامي المصري المتميز، جعلتني أتمنى أن تكون كل الأعمال المصرية مثله، في إيد أمينة و محترفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر


.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ




.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-