الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل لي : أوحشتِني !

انتصار عبد المنعم

2008 / 9 / 30
الادب والفن


تهوي اليد الغليظة على الباب الخشبي . تتواطئ معها القدم العمياء وتركل الباب . يهتز الباب مترجرجا مترنحا . تفقد الحناجر أحبالها الصوتية تحت وطأة صراخها المحموم . تمتد يد تائهة ، تلتقط الهاتف . يأتيه صوتها لاجئا متكسرا . ضارعا . و مقاوما دموعا مخنوقة :
- قل لي أوحشتني !
يستغرب قولها ، يستفسر ، فتبتهل إليه ألا يسأل . يردد وراءها ما تريد سماعه.
تمتلئ بصوته الدافئ . تستنشق وجوده البعيد فلا تعبأ بخوفها الناشب أنيابه في حناياها . تتجه نحو الباب الذي مازال يصارع القدم العمياء . تصم أذنيها . تجلس خلف الباب مستندة عليه . تطوي أجنحة خوفها على رأسها فلا تراهم وهم يدخلون . يعبرون على جسدها المحتمي بصوته . يدهسونها بسانبك خيلهم . يعبثون بعرائسها وكتبها . يحطمون أواني زهورها . يخفون عطورها في جيوبهم . يبعثرون ملابسها . يصادرون ملابسها الداخلية . تسمعهم يضحكون وهم يتقاذفون عُريها بين أيديهم . ينصرفون بعد أن تتلقى وعودهم بالعودة قريبا . تلملم مابقي منها . تلتقط صورته الملقاة على الأرض . تعيدها إلى الإطار المهشم . تجمع قطع الزجاج المتناثرة . تعيد ترتيبها على الصورة . تضمها إليها . تهتف به : أوحشتَني !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مهرجان البحرين السينمائي: نجحنا وهذه هي البداية


.. فى ذكرى وفاته.. محطات فنية مهمة للفنان هيثم أحمد زكى




.. محمد إمام يحقق بفيلم اللعب مع العيال أعلى إيرادات مشواره الف


.. مجدي الهواري: السينما حاليا بالاشتراك مع والمنافسة أصبحت مقت




.. كم تقاضى حسن حسني في فيلم الناظر؟