الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء

محمد بركة

2008 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الصحافي الجريء غدعون ليفي مقالا في جريدة هآرتس، غداة انتخاب زعيم حزب "كديما" (18/9/2008)، مقالا تحت عنوان "عرب البلاط"، يعالج فيه ظاهرة "عرب الأحزاب الصهيونية".
والحقيقة أنني لو أردت أن أكتب عن هذه الظاهرة لما نجحت مثل الصديق غدعون ليفي، الذي أوجز بكلمات قليلة، وبرسالة حادة وواضحة، الموقف من ظاهرة العار العربي، الذي يجد في التصهين مرتعا لعجزه، ولتذويت دونيّته.
يقول ليفي عن هؤلاء، "كيهود البلاط في الخارج، هكذا هم عرب البلاط عندنا، إنهم يسيؤون حتى للانتهازية، ولكن أكثر من ذلك، يسيؤون لأبناء شعبهم".
ويضيف: "عربي جيد لا يستطيع أن يدعم أحزابا كهذه التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن الظلم والاحتلال وقتل أبناء شعبه، ولكن الضائقة تولد العار أحيانا: رشوة انتخابية، بدل النضال، وعملاء متعاونين بدل الكرامة القومية".
ويضيف ليفي: "إزاء مشاهد مقاولي الأصوات ورؤساء الحمائل، الذين يبيعون ويشترون الأصوات والكرامة الوطنية بثمن بخس، فإن القلب ينقبض من شدة الخجل".
وينهي غدعون ليفي مقاله، بما يعرفه كل طفل منا بأن من لا يحترم نفسه وشعبه لا يحترمه الآخرون من الذين يقوم على خدمتهم، ولكن غدعون ليفي طرح الموضوع من الطرف الآخر، عندما يقول: "يكفي أن يسمع عرب الزينة الأليفون هؤلاء بأية سخرية يتحدث عنهم أوصياؤهم من المحترفين الحزبيين اليهود، الذين اشتروا أصواتهم بأبخس الأسعار في مبيعات نهاية الموسم وفي نهاية موسم الكرامة القومية".
تعودنا أن نقول بعد قراءة أو سماع كهذا، أننا نشعر بالخجل، لكنني لا أشعر بذلك على الإطلاق، لأن ليس كل عربي صديقي وليس كل يهودي عدوي.
"إذا بليتم فاستتروا"، أما نائب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، السيد مجلي وهبة، فينفجر غاضبا في وجه غدعون ليفي ولا يستتر، بل يكتب ردا في هآرتس نفسها وفي الصفحة والمكان ذاته.
ماذا يقول السيد وهبة؟
إنه يتهم غدعون ليفي بأنه (أي ليفي)، "يفضل أن يرى الجمهور العربي والدرزي متنازلا عن حقوقه باسم "النضال القومي"، وحسب رأي ليفي علينا نحن العرب أن نخوضه من قلب غيتوات (جمع غيتو) الأحزاب العربية".
انتبهوا إلى كلمة "نحن العرب"، إلا أن السيد وهبة لا يلبث أن يقول مستدركا: "انضممت إلى كديما، كدرزي فخور، الذي يحب شعبه، لكن ليس اقل من ذلك فهو يحب دولته".
ثم يصل السيد وهبة إلى النتيجة المذهلة الواضحة في نظره، "واضح أنه فقط بواسطة الأحزاب التي تشارك في السلطة يمكن التأثير الحقيقي، ولهذا السبب فإن عربا ودروزا أكثر يرغبون في الاندماج في حزب "كديما".
لماذا يقول السيد وهبة هذا الكلام؟
لأن هؤلاء "يريدون التأثير على ما يحدث في دولتهم، وليس أن يكونوا كلابا تنبح بينما القافلة تسير".
أما إذا اعتقدتم أن موضوع الكلاب خرج من فمه كمجرد زلة لسان فهو يضيف، "إننا نرى أنفسنا جزءا من الدولة وأن المهمة التقليدية لرجل السياسة العربي الذي ينحصر عمله في الصراخ وفي المواقف المتطرفة قد بدأت تدريجيا بالتلاشي من هذا العالم".
طبعا هناك اغراء كبير للرد على هذه اللغة بما يليق بها، لكن نربأ بأنفسنا أن نهبط إلى هذا القعر المخجل، لكن نقول :ربّ أخ لك لم تلده أمك ولم يلده شعبك، مثل غدعون ليفي، وربّ علة تأتيك من بدنك ومن شعبك ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه...، لكن ثمة حاجة لنقول ما يلي:
أولا: إن شعبنا بغالبيته الساحقة يرفض "الأحزاب التي تشارك في السلطة"، والقهر والتمييز والاحتلال، وهذا يظهر في نسب التصويت لهذه الأحزاب، من مجموع أبناء شعبنا.
ثانيا: تأييد العرب للأحزاب الصهيونية، أو "حبهم للدولة"، وحتى تأدية الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، ليس فقط أنها لم تجلب المساواة، ولم تدفع السلام إلى الأمام، بل عمّقت التمييز، وتكفي نظرة إلى أحوال الطائفة العربية المعروفية، والثمن الذي دفعته في مصادرة اراضيها، وتدنّي مستوى التعليم، (أنظر ما يحدث في يركا)، وحصتها في الميزانيات، وفي اللجان المعينة، وفي مشاريع الدمج القسري، كل هذا يرد على ادعاءات نائب وزيرة الخارجية. (على فكرة هل سيصبح النائب وزيرا للخارجية، بعد شغور المنصب، واضح أنه لن يكون.....ليس لانه لا يملك المؤهلات فقد سبقه في ذلك دافيد ليفي ولكن لانه ليس يهوديا).
ثالثا: لنفترض أن العرب يذهبون إلى الاحزاب الصهيونية من اجل السلام والمساواة، وليس من أجل مكاسب هزيلة ومهينة على الاطلاق.. ابدا ابدا، هل تصبح عندها أحزابهم محبة للسلام ومتيّمة بالمساواة، أم أنهم هم عرب الأحزاب الصهيونية يصبحون العرب الأليفين في أقفاص الأحزاب الصهيونية؟؟
لكن أكثر من ذلك، أي كفة ترجح عندما يقف عرب الزينة هؤلاء بين موقف حزبهم وبين مصلحة شعبهم؟
لقد رأيناهم مؤيدين لحروب أحزابهم وميزانيات أحزابهم المجحفة، ورأينا ماير فلنر يرفع يده ضد الحكم العسكري، وعرب الأحزاب الصهيونية يؤيدون ابقاءه جاثما على صدر شعبهم.
رابعا: منذ نكبة شعبنا وقيام دولة إسرائيل لم نحصل على أي حق من حقوقنا لا بالتزلف ولا بالتذلل ولا "بحب الدولة" ولا بالتنكر لشعبنا انما بالنضال والاصرار والتخطيط الواعي والكثير الكثير من الكرامة، وهذا ثابت في جميع معاركنا من البقاء في الوطن إلى الغاء الحكم العسكري الى صيانة الهوية والثقافة الى تحصيل الحقوق والميزانيات الى مواجهة مصادرة الاراضي من النقب الى الزابود (عند جرمق بيت جن... على فكرة في اي صف موجود السيد وهبة في موضوع الزابود والارض عموما هل في صف اهل بلده ام في صف "الاحزاب التي تشارك في السلطة"؟؟).
خامسا: "غيتوات الاحزاب العربية" تظلّ أرحب من "التمرمغ" في وحل الاحزاب الصهيونية وحتى ان لم يكن كذلك فان في اكواخ القش.. كرامة ومعنى اكبر واسمى واعلى من افخم الفنادق التي يمارس فيه البغاء على أنواعه... بما فيه السياسي..
واخيرا فإنه في ماضي الزمان كان عرب الأحزاب الصهيونية يتعاونون، ولكنهم كانوا يعرفون أنهم متعاونون، أما المتعاونون من الطراز الجديد فقد قلعوا شلش الحياء، فهل اصبح التصهين مجرد وجهة نظر ولم يعد ناقصا إلا أن يردحوا للشرف والكرامة والموقف الكفاحي.
بالنسبة للقافلة التي تسير، فهي تسير نعم تسير.. انها تسير على جثث شعبنا وعلى حقوقنا، أما بالنسبة للكلاب التي تنبح، فهو يعرف انه ينتمي الى شعبها لكنه يعترف بأنه لا ينبح لأنه ينتمي إلى العرب الاليفين...عرب الزينة.......عرب الحكم العسكري.. عرب الخدمة في جيش الاحتلال.. عرب الخدمة المدنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص