الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقليات في العراق.. هل هي حقيقة ؟

أحمد العبيدي

2008 / 9 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يتحدث الكثير منذ سقوط النظام البعثي السابق عن أقليات عرقية وقوميات من غير العرب والأكراد في العراق، وقد أسس البعض أحزابا وجمعيات من أجل ذلك حتى نجح البعض تحت هذا الادعاء في الوصول إلى مجلس النواب بعد أن تم استغلالهم من قبل بعض الأحزاب المتنافسة هنا وهناك على مكاسب مذهبية أو عرقية أو جغرافية.
إن أول هذه الادعاءات بوجود أقليات غير الشركاء الأساسيين تاريخيا في العراق هم من تحول من مجموعة عشائر تسكن محافظة نينوى وتنتمي عرقيا إما إلى العرب أو الأكراد، هم اليزيديون والشبك وقلة من المسيحيين، وهؤلاء ليسوا أقليات كما تدعي بعض التنظيمات والأشخاص الذين يتاجرون بهذه العشائر.
فالشبك بداية وكما معروف لدى كل الباحثين وعلماء الأجناس هم عشائر من أصول كردية أو عربية وفيهم من يدعي بأنهم من العنصر التركي وربما من العنصر الإيراني سواء كان فارسيا أو آذاريا، وتوزعوا على المذهبين الشيعي والسني ، وقال البعض بأنهم من بقايا جنود نادر شاه الإيراني أبان حصاره الفاشل على الموصل قبل مئات السنين. وقد نظم الكثير منهم أشجارا لأنسابهم تصل بهم إلى عيون آل البيت وهؤلاء كما يدعون وتثبته أشجارهم عربا من بني عدنان، وهناك من يدعي أصوله الكردية بإثباتات مقنعة من خلال اللغة أو اللهجة وامتداد عشائرهم في المناطق الشمالية.
فأين إذن الأقلية هنا، وهل هناك قومية أو أمة باسم الشبك عبر تاريخ الشعوب والملل والأقوام!؟
وهل مجرد اعتقاد وادعاء البعض من المتاجرين باسمهم سيحولهم إلى أمة أو قومية وهم بضع عشائر لم تتفق لحد الآن على مرجعيتها القومية بين العرب والأكراد والأتراك؟
أما اليزيديون فهم كما معروف في أدبيات المكونات العراقية عشائر من أصول كردية وعربية، وهناك دراسات كثيرة حول موضوعهم العرقي ، فهناك من يعتقد بأنهم امتداد للأمويين وخصوصا العائلة الأميرية التي يعتقد الكثير من أبنائها حتى يومنا هذا بأنها امتداد لأمراء بني أمية، بينما يرى الآخرون بأن ما تبقى من هذه العشائر ما هي إلا عشائر كردية تعتنق ديانة قديمة من بقايا الديانات التي كانت تنتشر في شمال ووسط العراق قبل الإسلام.
ومنذ سقوط النظام السابق واحتلال العراق من قبل الأمريكان احتمى الكثير من المغامرين وتجار السياسة ومرتزقة البعث بالمحتلين وأسسوا أحزابا وجمعيات تدعي بأنها تمثل شعوبا وقوميات مستحدثة من هذه العشائر سواء من الشبك أو من اليزيديين.
إن الادعاء بوجود قوميات يزيدية وشبكية ما هو إلا تمزيق للمجتمع العراقي ومحاولة للإساءة وتخريب الشراكة العربية الكردية والعمل على إحداث فتنة وزرع كراهية وأحقاد تحت شعارات دينية أو مذهبية مقيتة، تؤدي إلى تخريب ما تبقى من عراق امتلأت أطرافه جروحا بسبب هذا التشرذم والمتاجرة بأصول الناس وحياتهم لتحقيق منافع شخصية لأصحابها الذين تسلقوا درجات الوظائف والمال العام باستخدام هذه الوسائل واستغلال أجواء الحرية والديمقراطية.
إن الشبك سنة كانوا أم شيعة هم جزء مهم من الأكراد ومن العرب وهم بالتالي عراقيون لا فرق بينهم وبين أي عراقي آخر من الفلوجة وحتى العمارة، وكذا الحال لدى الإخوة اليزيديون فهم عربا كانوا أم أكرادا معززون ومكرمون من خلال ممثليهم العرب والأكراد في مجلس النواب حالهم حال بقية العشائر العراقية من الجنوب إلى الشمال.
ربما كان اليزيديون أقلية دينية ولكنهم ليسوا كذلك عرقيا وكذا الحال مع الشبك فهم ربما كانوا أقلية شيعية في الموصل السنية ولكنهم عرقيا أبناء العرب والأكراد وهم عشائر عربية يمتد قسم منها إلى منابع آل البيت وعشائر كردية معروفة بتاريخها وتقاليدها ولغتها، وكذا الحال مع المسيحيين ذوي الأصول العربية أو الكردية أو من كان منهم كلدانيا أو آشوريا، فهم أيضا ليسوا أقلية وكثير منهم أصل سكان العراق وتاريخه.
إن ما يتعرض له بعض من عشائر الشبك أو اليزيدية أو المسيحية لا يرتقي إلى موضوع الأقلية العرقية والاضطهاد القومي أو الديني، لسبب بسيط وهو إن الآخرين من المسلمين عربا كانوا أو أكرادا يتعرضون لأبشع الجرائم على أيدي الإرهابيين باسم المذهب تارة أو القومية تارة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل