الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية العربية الاسلامية والديموقراطية

عبدالاله البياتي

2004 / 2 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لا ينبغي ان تقوم المواطنة في الدولة العراقية ولا الخدمة في اجهزة الدولة ولا مؤسسات الدولة وسياساتها على اي تمييز بسبب العرق او الاصل الاثني او الدين او الجنس اوالمعتقدالسياسي او الانتماء الاجتماعي لان اي تمييز لا يتناقض فقط مع الديموقراطية وحقوق الانسان وانما كذلك مع مصلحة شعب العراق في بناء دولة حديثة يدير بواسطتها شؤونه بنفسه بحرية وامن وسلام دونما فتن عرقية او طائفية عانى منها الكثير

ان ايماننا بضرورة قيام دولة مواطنين لا دولة قوميات او طوائف او احزاب لا يمنعنا من الايمان بضرورة تمسك الدولة العراقية بهويتها العربية الاسلامية لان التمسك بالهوية العربية الاسلامية هو ليس انتماء اثنيا او دينيا وانما انتماء حضاريا وحقيقة جيوبوليتيكية تعين على استكشاف الثوابت الوطنية التي يجمع عليها كل العراقيين والتي تمثل قيم العيش المشترك في ظل دولة ديموقراطية حديثة

بل واننا نعتقد ان التمسك بالهوية العربية الاسلامية للعراق هو ليس فقط لا يتناقض مع الديموقراطية وانما كذلك هوحام ومكمل لها اذ كلما تقدمت الديموقراطية كالية لان يقرر العراقيون، رجالا ونساء،امورهم عن طريق انتخابات حرة ونزيهة سيؤكدون ،ولا شك ، ما يجمعون عليه من ثوابت وطنية توحدهم وتعينهم على العيش المشترك بامن وسلام ،وكلما تمسك العراقيون بالهوية العربية الاسلامية كلما حموا الديموقراطية من التيه الليبرالي الفاسيشتي ومن المغامرين والمضاربين الذين يجردون الديموقراطية من مضمونها الاساسي الذي هو بناء دولة لخدمة الصالح العام وكذلك فانهم يحمون الديموقراطية من ديكتاتورية الاكثرية بمنعها من انتهاك قيم العيش المشترك

وبعكس اهتمام بعض الاطراف السياسية التي تحاول استغلال الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العراق للحصول على مكاسب شخصيةو فئوية او اثارة الفتن انطلاقا من الاهواء والعصبيات نحن نعتقد  ان الدستور العراقي الدائم لا يمكن ان يقرر في ظل تواجد قوات اجنبية محتلة تهيمن على العراق ولكننا نعتقد في الوقت نفسه ان على كل الوطنيين والديموقراطيين البحث منذ الان بهدوء وحكمة وتجرد في المبادئ الاساسية التي ستحكم الدولة الديموقراطية العراقية التي سيبنيها العراقيون

من جهتنا نحن نعتقد ان اي دستور دائم ينبغي ان ينص،ليبني الديموقراطية ويحافظ على الهوية العربية الاسلامية، على المبادئ التالية

شعب العراق هو مجموع مواطني الدولة العراقية وهو مصدر السيادة والشرعية الدستورية والسياسية والقانونية ويتمتع مواطني الدولة ،رجالا ونساء،بحقوق وواجبات متساوية

السلطة التشريعية الممثلة للشعب هي التي تمنح الثقة للحكومة او تحجبها عنها وهي الجهة التي تقر او ترفض جميع نشاطات الدولة وقوانينها حسب الدستور

تنتخب السلطة التشريعية انتخابا دوريا حرا ونزيها دونما تدخل او تحيز من اجهزة الدولة ولكل عراقي الحق دون تمييز في التصويت والترشيح

الثروات الطبيعية والثقافية والحضارية هي ملك لكل شعب العراق باجياله المتعاقبة ولاتنقل ملكية هذه الثروات او اي جزء منها الى اية جهة اخرى عامة او خاصة

العراق جزء من العالم العربي والاسلامي وتقوم علاقته مع دول هذين العالمين على اساس الاخوة والسلام والتعاون لتبادل المنافع وتحقيق المصالح والاهداف المشتركة ويعمل البرلمان العراقيا المنتخب بحرية على ان لايكون العراق مصدرا للعدوان او التهديد بالعدوان او معبرا لاي عدوان على اية دولة عربية او اسلامية

الخدمة العامة والصالح العام والعمل الصالح هي اساس عمل الدولة العراقية ولا يجوز استخدام اجهزة الدولة ومؤسساتها لخدمة مصالح شخصية او فئوية ويسهر البرلمان المنتخب بحرية والحكومة والاجهزة القضائية على ضمان ذلك

التضامن بين مواطني الدولة وبين الاجيال وبين مناطق القطر ومع المريض والمسن والطفل و اليتيم والمحتاج ومع كل انسان في حالة ضعف هو اساس السياسة الاجتماعية للدولة العراقية

الامن والدفاع الوطني والعدل والصحة والتعليم والماء والكهرباء والمواصلات والخدمات الاساسية وادارة المال العام وادارة الثروات الطبيعية والثقافية والحضارية هي اول واجبات الدولة والتمتع بخدمات الدولة هي حق لكل مواطن بدون تمييز ويسهر البرلمان المنتخب بحرية والحكومة المنبثقة عنه والاجهزة القضائية على ضمان ذلك

الجيش الوطني هو اداة الدولة للدفاع عن الوطن ويخضع الجيش في تنظيمه وتدريبه وتسليحه ونشاطاته للبرلمان المنتخب بحرية ولا يستلم اوامره الا من حكومة منتخبة من قبل برلمان منتخب ويمنع العراق اقامة قواعد عسكرية اجنبية على ارضه كما يمنع اقامة الاحزاب والجمعيات المسلحة

يلتزم العراق بميثاق الامم المتحدة وميثاق الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي كما يلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات المعقودة في نطاقها ويعتبر مبادئها جزءا من دستوره

ان عراقا ديموقراطيا مسالما متمسكا بهويته العربية الاسلامية سيحقق الامن والسلام والحرية والرفاه لابنائه وسيؤمن لهم المساهمة في تقدم الحضارة الانسانية كغيرهم من شعوب العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -