الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيون(5)

سعيدي المولودي

2008 / 10 / 2
الادب والفن


9 ـ "عين اللوح"
غيثها الذابل على الشفتين، أسير المطايا الصافنات، تورد في عرق الأجراس، وطنين اللذة...
صيف مغلق يأتيها.أمي الآبدة تشكوني. ذاك رباطها المدلج، وجهها الصامت كالعري، تتمدد على رفيف الدهشة وقشور الذكرى. آه. أشياؤها المنحدرة، وغابات الميلاد المعصوف تذروني.
هاهي تنهض من ضفيرتها، وتقطر الهواء، وتخلي صمتها المتجرد لردة العشاق الآكلين إجاص الوقت. ما اسمها هذه الرعشة، الآهلة تخبو في غسق الجماح، وتسدل أغصانها على الطين:
نهارها: طفل يتوسد الهاجرة.
وليلها: خوف يأكل عقب الجدران.
فاح العطش، قتلى الآن متكأ النور، تسربل الدفء المطروق. وصلت ريحها تحدق في سفر جديب ينبو. أهي رصيفه الآمن. كمين النشوة في خراج الضفاف. تعلوها السواعد. هطلت. خطوها المسدود. هناك آرامها الساحرة وطيوف الله الساحرة.
لوحت...
في كل المفترق، ظهيرة نحاس، تلبس فتوة الجذور. دعني أجلوها في شفير البوح، سرها، بابها مضجع العراء. يغشاني صبيبها. إني أحب كفنها، جارفا، إذ يتعب الظل، أصرخ فيها:
كوني لوح النهايات،
أسألك بالرواسي، وآلهات الشتات،
ضارعا إلى الصدأ، يأرق قبالة الغصن. كيف أبدا ساعة القبض، مرشوقا ألوح بيدي، تحت مرارة النداء..يا للقسوة. إذا الوادي يأتيها، تعبث بخطوه الأصفر، يكتب هواها ويمضي، تمسكه الغابات. كأنما يغمرها ضوء الحلول..
في كل الطرقات تستيقظ الخطايا. لاح بدؤها. تاريخ الدموع بابها المشرع. أثمرت القلادة، ونادت ربها، فاغتصبها اليباب..
ليس هذا ما أبصرت.
في الدارات القديمة، تهتف أن انظر إلى السماء ترتديني، يخاصرها الملح، ويغمس جفن التضاريس في الفقدان...بقايا من شذاها اليابس في بطء الزمان. هي الأرض الواحدة المشاءة بالأعماق، تطلق هديرها، وتناوش حريق الأوردة، والقدر الجليد، النائم على أرائك الذهول...
ليس هذا ما أبصرت.
ما يزال ثلجها المفتوح، ظامئا، تخون شهوته الليالي، من أجل خطوة باردة، تشرب السنون دمي. فيها إذ النهار بهار يتوكأ على المراجل، وقطاف التداعي أضاءت عبقها خارطة اليد. في خصرها تهبط مقبرة خضراء، تلملم عثار السهو. ما للأنقاض إذ تتوجه صوب الأعشاب، تأتيني تراقيها، وتقفل نواقيس الرغبة في كتف الرصاص..
أين أخبيء، يا رمق الجسر بذور الأوبة،وسنابل الزوبعة. ؟وما لهذه النيات الكاسرة وقت.
إنما تلجمني الحارات أن أركض في سيبها، وأوشي رداها بالغوغاء الصغيرة.ليس هذا الروح إلا عولي، يرشقني غسيلها الفارغ، إنما صدري رقاص الهجرة، يهرب أنف ناقتي في سكينة الغرقى:
حنين ناهد على المعابر،
جاءني ملء الرحابة،
يسرق كعبها العاطل، وينقش في الجهات عوائد الأثقال.
لوحت..
ومن بعيد كان يلتقط رملها دجاج السريرة.
وقوفا بها..
تلك قوافل الخيمات السوداء، ترقص في ماء الرعاة القادمين من شقوق الترحال، تؤرق مرمى الرواح.. من يمسك بغيضها، أثخنت ثلوج الدق أوتارها. تلك آلهتي، يفر مجراها، لاحقتني في غور الحناء المرابط في وشم الصبايا ينقرن عتبات الضجر الغائم، وأصداف الحقول الرخوة المتهدلة كلبدة السيف، تقضم نوبة القلب..
السماء باب قلبي.
مازال في بهوه متسع للطبول، والمرافيء الخضراء، إذ ترويني...
هذا ما أبصرت.
هذا ما أبصرت.

10ـ " عين الله"
لك الرايات.
في سراياها تحميني أحجار اللذة، إذ الطلقات سكينتها ترقل، يأكلها رشح البيوتات البيضاء، أطبقت على الرود ظلالها الصابئة...
إنما هذه الذروة تفلت من برأتها. فلا تمض.
لك الخوذات، واحتلام اللغات، في سوسن الهبوب، ونشيد القوقعة الشاخصة، تورق في وشاحها صبوة الرعاة، ورقصة الباع في خلاء الغابات...
لك الثارات...
فلا تمض.
أنت ترى وجهي في الماء، وانسداد الإناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_