الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الذي كان حبيس مستنقعه العفنْ …!!

كامل السعدون

2004 / 2 / 17
الادب والفن


ليس فينا من لا يذكر ذلك الزمن البهي ، قبل مائة أو خمسون أو حتى …ثلاثون عاماً ….!
زمن قاسم أمين …الطهطهاوي …هدى شعراوي … الزهاوي … الرصافي …!
زمن الإنجليز والفرنسيين والطليان والثورة الهاشمية …!
زمن الملوك العادلون أو على الأقل المعتدلون في ظلمهم …!
زمن الوعاظ العادلون أو على الأقل المعتدلون في وعظهم وفتاواهم ….!
زمن انفجار قمقم القبيلة وانطلاق الصوت الوطني ، مجلجلاً حالماً فتياً …!
زمن تحطم أغلال المرأة ، وانطلاقها للبناء والتألق والامتلاء بأنوثتها وكرامتها واستمتاعها بتأكيد كينونتها …!
زمن الحرب الباردة ، وما قبل الحرب الباردة ….وصولاً إلى الثورة الخمينية ، وما حملته لأهلها والجيران ، من تخريبٍ وقتلٍ وفسادٍ في الأرض ، وتأثيرٌ في إنعاش تلك الجثة العفنة التي حسبناها غرقت ، وإذ بها تطفو على سطح المستنقع المشرقي من جديد ….!
زمنٌ كان آخر أيامه ، أيام عبد الكريم والسلال وعبد الناصر …و….و….ثم ….أنفجر قمقم العفن ، لينطلق الإسلام الحقيقي ، عارياً بلا رتوش …!
عارياً …ليس إلا أظافره التي تجمدت تحتها دماء مئات الآلاف من ضحايا الشعوب الأخرى …!
ليس إلا أصدافه ومخالبه وقوقعة السلحفاة التي غطت جسده دهراً ، فحمته من نور الشمس ورماح الزمن …!
من فيكم من لا يذكر ، ذلك الزمن البهي ، إذ كنّا نحلم بالعدل والشمس والخبز والكتاب… لكل عقلٍ وفاه …!
ذلك الزمن الذي ، لم نكن فيه محبطين ، كما نحن الآن …!
ذلك الزمن الذي كنّا فيه ، مشرعي القبضات بوجه الريح والأعداء ، واثقين من قوتنا ومطمئنين إلى المستقبل ، ولم نكن نرجو من الأمريكان أو السوفييت أو الإنجليز أن يأتوا إلينا ليحررونا من قبضة وعاظنا وملوكنا و….مغتصبي السلطة من سفهائنا …!
كما نحنُ الآن … بالسرّ أو العلن …فاعلين …!!
رباه … كيف يقلب لنا الزمن ظهر المجن… فيسود فينا أسوأ ما في ماضينا من الإرث وأقبحه …!
كيف يكون البديل عن الاشتراكية والتقدم وحرية المرأة …بل والرأسمالية الوطنية والليبرالية والتحرر الوطني …. طائفيةٌ وحجابٌ ….شيعةٌ وسنّة … طائفةٌ في الجنة وسبعون طائفةٍ في النار …!!!
إرهابٌ وقتلٌ وتكفيرٌ ومكافئاتٌ لقتل المفكرين وتفريقٌ للزوج عن شريكة حياته …!!
رباه … من أي مستنقعٍ عفنٍ أطل هذا التنين الدموي الذي أسمه الإسلام …!
أمن إحباطاتنا التاريخية …!
من قراءتنا القاصرة الظالمة للتاريخ  ….؟
من فساد حكامنا … من البطالة … العزلة عن تيار الحضارة …؟؟
أم هي مؤامرةٌ علينا …من قبل الآخرين …!
الأمريكان والإنجليز والروس والفرنسيين …!
مؤامرةٌ تستهدف إسقاطنا في فخ الهزيل الرخيص الباطل من ثقافتنا ، ليسهل عليهم ابتلاعنا ، جلداً وعظم ….!
هي لا شكْ ، المرحلة الأسوأ والأخطر من مراحل وجودنا ، غير البهي على هذه الأرض الطيبة …!
وقد بلغ بنا الإحباط ، إننا ما عدنا نملك إلا أن نحن ، لأيام الإقطاع والباشوات والملوك… وأملٌ بأن يأتي الأمريكان ، ليجهزوا على ملوك زماننا الرديء هذا ، ووعاظه …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ