الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنكون أكثر تفاؤلاً بمشروع الانتخابات

إبتهال بليبل

2008 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الحملة الانتخابية الأخيرة كان الجدال حول السياسة الداخلية للبلد من حيث هل ستبقى الأوضاع كما هي ؟ وهل ستتوفر الخدمات ؟؟ ربما لكونها المواضيع الأكثر أهمية لدى الشعب العراقي ، لكن يبدو أن فكرة التخلص من هذه الأزمات بات يتضاءل ، والسبب في ذلك رفض الكثير من شرائح المجتمع العراقي المشاركة في الانتخابات والتصويت للمرشحين ، فالرفض لا يكمن حول السياسة في العراق ، لأنها تقلصت مع استقرار البلاد إلى حد ما ، وسعي الحكومة العراقية إلى تحديد جدول زمني للانسحاب الأمريكي ..
لكن يبدو أن هناك فارقاً أساسياً واضحاً من نظرة الشعب العراقي إلى مشروع الانتخابات ، وأكثر ما يتجلى هذا الفارق ، إذ أنهم لم يحاولوا طرح سؤلاً بسيطاً للمرشحين في الانتخابات ، ماذا ستفعلون ، بعد انتخابكم وفوزكم في الترشيح
؟؟ أن هذا السؤال لم يحاول طرحهُ الشعب على أي من المرشحين في هذه الانتخابات ، ويشكك الشعب في أن أياً منهم سيجيب بالصراحة التي يلمحون إليها ، حيث أنهم يفترضون ألإجابات حسب التقديرات المستمدة من كتابات المرشحين وخطاباتهم ، يتوقعون حول اعترافهم أننا نعيش في بلد شديد الخطورة ، والتطرف الحاصل باسم الدين هو التحدي الأهم في هذا العصر ، والانتحاريين الذين تمولهم وتدعمهم جهات معينة ، يشكلون الخطر الأساسي على وعودنا وما نحاول أن نقدمهُ كمنتخبين من قبل الشعب ... أن هذه المتاعب ملازمة لنفوذ تلك الجهات التي تمول الإرهاب وتحد من نجاحنا ، أما عن مكنونة العلاقات مع الدول الجوار فهي تشكل تهديداً بشكل خاص جداً ، حيث أنها أساس الأزمة الخطيرة الأولى منذ بداية الحرب الباردة للدول الجوار مع أمريكا ، ودور أمريكا في وضع كهذا ، هو استعمال قوتها العسكرية والغير عسكرية ، لمحاربة كل من يقف أمام طموحاتها ومصالحها في المنطقة ، ضمن غطاء محاربة الإرهاب ، ونشر الحرية والديمقراطية ، وألا ستخسر أمريكا كل ما تطمح إليه ..
أنا باعتقادي إن مشروع الانتخابات يجب أن ينظر إليه الشعب أكثر تفاؤلاً .. صحيح أن المخاطر حقيقية ولكنها ليست شاملة إلى هذا الحد .. والخطر القادم من أي نوع من أنواع التطرف ليس بقدر الخطر الذي يكمن في وجود القاعدة والمجموعات المتفرعة منها ..ومقارنة بما مر به الشعب العراقي – فأن المخاطر التي نواجهها اليوم أقل بكثير ..
نحن قادرون على إزاحة أي نوع من أنواع التطرف وفي كافة المجالات ، لأننا شعب نحب الحياة ونريد التطور والأفضل ، والحلم العراقي يبقى حياً حتى آخر نَفَس نمتلكهُ ...
لكي ننجح يجب علينا أن نحارب تلك الجهات ، وردع الأنظمة المارقة للتطرف الديني ، لكن دورنا يقضي أيضاً بأن نلتزم الهدوء ، لأن المبالغة في ردات الفعل على المخاطر غالباً ما تسبب المشاكل وأزمات جديدة ، أن رفض المشاركة في الانتخابات هي المثال الأوضح على ردة فعل مفرطة تتم عن هلع غير ضروري تدفع تلك الجهات إلى استفزازنا وبهذا نتكبد من جراء ذلك خسائر هائلة ..
إذا كنا نريد الحفاظ على رباطة جأشنا ومساعدة أنفسنا ، وفيما يتعلق بالتطوير والعصرنة وإرساء الديمقراطية ، فسوف نحقق مكاسب أمنية ونحافظ على شرعية أعمالنا ..
ربما هذه النظرة إلى الواقع تنطوي على بعض الحقيقة ، لكن الحقيقة المطلقة في رأيي أقرب إلى ذلك ، وربما أكثر بكثير مما يود الآخرين الاعتراف به ...











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟