الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحاب العدالة والقانون هل تستطيع المحاكم حماية الديمقراطية...!

خالد عيسى طه

2008 / 10 / 2
دراسات وابحاث قانونية


أن أهمية هذا المقال ليس لانه حصيلة تجارب من مارس المحاماة والتقاضي في قاعات المحاكم العراقية بل لان هناك ترابط واضح بين فقدان الديمقراطية اليوم في هذه الفترة بعد الاحتلال وأنتهاء دور المحاكم العراقية التي كانت تشتهر بنزاهة اليد وملىء التجربة والخبرة هذه القطيعة التي بدأ بها نظام صدام حسين وسعّر آوارها الاحتلال الاول ( صدام حسين) كان يتقصد مسك السلطة في سبيل بقاء عمر النظام أما الاحتلال فأن قصده كان بعمق خيانة من أستعدوهم على وطنهم وهم معروفين جيدا.
أن الذي له ذاكرة حفرت فيه الاساءة حفرا عميقة بأساءتها للديمقراطية مع أصرار علمهم أن للديمقراطية جذور لا تنمو في الجو الذي يسوده الاستقرار والآمان.
وهذا الاستقرار لا يتم الا بواسطة قضاء قوي هو كالنبتة الخضراء فأن موت هذه النبتة محقق في تربة غير صالحة ... وكلا النبتة والديمقراطية لا يمكن أن تنمو الا وهي مرتوية بالماء والحرية وتنفس الهواء الطلق .
العراق اليوم جاف من الحرية والماء رغم جريان رافدين عظيمين هما دجلة والفرات يجريان طولا من الحدود التركية وكذلك نهر الكارون من الحدود الايرانية كذلك أن الديمقراطية حجبت عنها وسائل نموها من عدم الاستقرار وتسلط الاحتلال.
أنا من جيل كان يواصل الاعتراض على عهود مثل عهد الملكية الدستورية ودخلت من أجل هذا النضال السياسي والاشتراك في مظاهرات صاخبة في الشوارع ومساهمات فكرية في الجرائد .
في السجون والمعتقلات على فترات متقاربة وقد أزداد هذا الاهتمام في القضايا العامة كنت لا أألو جهدا في الاهتمام في قضايا المتهمين السياسيين خاصة المحالين على المحاكم العراقية مؤديا الواجب الذي تفرضه المهنة عليّ ممارسا الديمقراطية بفسحتها المحدودة وعلى حق المتهم بالدفاع عن نفسه مع تبني مبدأ أن المتهم بريء حتى يدان ويتم أصدار الحكم بحقه فشكلنا لجنة نصرت العدالة متمسكين بالمهنة وشرفها كوسيلة للدفاع عن الديمقراطية مؤمنين بقول........... الخليفة عمر بن الخطاب:
متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم
أمهاتهم أحرارا
في هذه الفترة كنت قد توليت مهام الدفاع في القضايا السياسية المهمة أهمها:
الدفاع عن الدكتور فاضل الجمالي ( رئيس الوزراء )
أذ أحيل المتهم الدكتور فاضل الجمالي على المحكمة الخاصة العليا بعد ثورة عبد الكريم قاسم في 14 تموز1958 وقد ترأس العقيد فاضل المهداوي هذه المحكمة ..
كذلك دخلت ثانيا مدافعا عن سكرتير الحزب الشيوعي العراقي بهاء الدين نوري وجرى الترافع أمام المحكمة العسكرية الخاصة برآسة العقيد عبد الله النعسان على ما أتذكر وكان دفاعي ضمن لجنة نصرت العدالة في رفع شعار الديمقراطية وواجب تطبيقها.
الدخول في محكمة الدفاع عن طلاب الكلية العسكرية وعددهم 140 طالبا وكانوا متهمين بتنظيمات شيوعية داخل مؤسسات الجيش العراقي.
الدخول في محاكمة سياسية من نوع آخر أذ أحيل البريطاني الجنسية اليهودي الديانة الى محكمة الجزاء الكبرى بتهمة تفجير (ستة) كنيس مبنى للديانة اليهودية ومحل صلاة وعبادة اليهود من أجل حمل اليهود العراقيين للهرب من العراق الى أسرائيل على أعتبار أن التفجيرات حدثت من قبل عراقيين يكرهون اليهود وكان هذا كذبا كبيرا كشفت عنه وسائل الاعلام العالمية.
الدخول في محاكمة أصحاب صحف عراقية مثل ملكون جبران وروفائيل بطي وسلمان الصفواني بسبب نشرهم بعض الاخبار التي لا يروق للحكومة آنذاك من نشرها ومنها نشر جريدة الاخبار تقرير سري صادر من سجن بغداد المركزي تضمن القسوة المفرطة المستعملة بحق السجناء اليساريين لنقلهم من سجن بغداد الى سجن بعقوبة وكان دور المحاميين في هذه القضية دورا متميزا.
نسرد هذه القضايا المهمة التي شارك بها المحامون المنظرون تحت لجنة نصرت العدالة وهناك الكثير غيرها خلال خمسة عقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: متظاهرون يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية وإطلا


.. الجيش الإسرائيلي يخلي مراكز الإيواء من النازحين الفلسطينيين




.. منظمة الأمم المتحدة للطفولة -يونيسف-: 600 ألف طفل في رفح لا


.. ترامب يصم المهاجرين الصينيين إلى الولايات المتحدة بـ-الجيش ا




.. بعد اعتقال المحامية سنية الدهماني بالقوة.. محامو تونس يضربون